عادي
خوف يتسبب في ترك العمل أو المدرسة

«الأنثروبوفوبيا».. رهاب يؤرق أصحابه

23:16 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: مصطفى الزعبي

يصف أطباء علم النفس حالة الخوف من الناس أو اضطراب القلق الاجتماعي، بأنها تشبه إلى حد كبير مرض «الأنثروبوفوبيا»، ويؤكد آخرون أن هذا المرض أعمق من ذلك، فقد يشعر الشخص بالراحة في بيئة اجتماعية تمثل حشداً عشوائياً، ومن المحتمل أن يشعر بالقلق في هذا الحشد نفسه، ويمكن أن يؤدي هذا المرض إلى ترك العمل أو المدرسة لتجنب المواقف الاجتماعية والاختلاط مع الآخرين.

أشار باحثون، إلى أن غالباً ما ترتبط جميع أنواع الرهاب بالصدمة في تاريخ الشخص، في بعض الحالات تكفي تجربة واحدة سيئة للتسبب في «الأنثروبوفوبيا»، لكن غالباً ما يأتي ذلك بعد سلسلة من التجارب السيئة، إذ يمكن أن تؤدي خيانة الأحباء المقربين إلى ظهور هذا الرهاب، وما يبدأ كخيانة واحدة يمكن أن يسبب مشكلة ثقة أكبر للشخص، ومن هناك، يمكن أن ينمو إلى خوف كامل من الناس وجميع التفاعلات الاجتماعية.

وأرجع أطباء هذا المرض إلى عدم عمل الغدد الكظرية بشكل صحيح، ويمكن للهرمونات التي تفرزها أن تساعد أو تؤذي طريقة التعامل مع التوتر، ويمكن أن تكون مشاكل الغدة الدرقية والقلب أيضاً السبب وراء اضطرابات القلق عموماً، وفي بعض الأحيان يكون هناك تاريخ من القلق في عائلة الشخص.

الأعراض

أفاد عدد من الباحثين، أن في بعض الأحيان، لا يتعرف الناس إلى الأعراض المبكرة للمرض، ويمكن أن يبدأ بعدم رغبة الشخص في التواصل البصري مع الآخرين، والقلق بشأن مراقبته، بالإضافة إلى أن من المحتمل أن يكون الشخص قلقاً بشأن إمكانية الحكم عليه.

وأشاروا، إلى أن من الأعراض الأكثر وضوحاً ما يعرف باسم «القلق الاستباقي»، وهو الطريقة التي يشدد بها الشخص على حدث اجتماعي مقبل، وقد ينتهي الأمر إلى مواجهة مشاكل في المعدة واضطرابات النوم والصداع مع اقتراب الموعد، ونوبات الهلع شائعة أيضاً، ويمكن أن تحدث عندما يضطر الشخص المصاب برهاب الإنسان إلى مواجهة آخرين تشمل: التعرق والرعشة، واحمرار الجلد، وصعوبة في التنفس أو التحدث أو اتخاذ القرارات، والرغبة في الهروب، والشعور بأن شيئاً على وشك الحدوث، مع تسارع دقات القلب.

ولفت الباحثون، إلى وجود أعراض إضافية، مثل أن يلتقي المريض بشخص جديد، وهو مقتنع أنه يريد إيذاءه، وهذا يسبب الخوف، ومن المرجح أن يتم النظر بتشخيص الاضطراب الوهمي، بدلاً من رهاب الأنثروبوفوبيا، وكذلك أن يتجنب المريض فرداً يشبه الشخص الذي أساء إليه، أو يتجنب الذهاب إلى الحفلات أو المناسبات الاجتماعية بسبب الخوف من السخرية، ومن المحتمل أن يتم تقييمهم باضطراب القلق الاجتماعي، بدلاً من رهاب البشر، أو أن يبقى الشخص في المنزل طوال الوقت، لأنه يخشى أن يتعرض إلى نوبة ذعر بمكان عام، وبالتالي يشعر بالحرج، وقد يتم تشخيصهم بالخوف من الأماكن المكشوفة، نظراً لأن خوفهم لا يقتصر على الأشخاص عموماً.

العلاج

كشف الباحثون أنه لا يوجد علاج محدد لرهاب «الأنثروبوفوبيا»، ومع ذلك، هناك علاج لاضطرابات القلق، ويمكن أن يختلف العلاج المحدد اعتماداً على الفرد وشدة الحالة، وتشمل الأنواع الشائعة من العلاج التدريب على الاسترخاء والأدوية، ويمكن أن يكون العلاج مفيداً، خصوصاً عند استخدامه مع علاجات أخرى. ويتضمن العلاج المعرفي تحديد أفكار القلق أو الخوف، ثم استبدالها بأفكار أكثر عقلانية، وفقاً لمركز علاج ودراسة القلق التابع لجامعة بنسلفانيا، فإنه عادةً لا يكون مفيداً للذين يعانون رهاباً محدداً، لأنهم يدركون عادةً أن مخاوفهم غير مبررة، ويمكن أن يكون التدريب على الاسترخاء مفيداً للذين يعانون القلق، والذين يعانون رهاباً محدداً، وقد يشمل ذلك الصور الإرشادية، وتمارين التنفس، والتنويم المغناطيسي.

ويمكن أن يساعد هذا العلاج على ردود الفعل الجسدية والعاطفية تجاه الرهاب، ويمكن أن يساعد أيضاً الفرد على تطوير مهارات التأقلم لتغيير أو إعادة توجيه رد فعل الإجهاد.

وقد يكون الدواء خياراً للذين يعانون القلق أو رهاباً معيناً، وعلى سبيل المثال، إذا كان شخص ما يخاف من الطيران أو التحدث أمام الجمهور، فقد تكون الأدوية المضادة للقلق مفيدة.

وقد لا يكون الدواء مناسباً أو آمناً للجميع، والتحدث مع الطبيب مهم، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالبحث عن علاج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yw6tn24j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"