«البيت بيتي 2» الكوميديا المرعبة

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

النجاح الكبير لأي عمل درامي يدفع الجمهور إلى إبداء سعادته بتقديم جزء ثان منه ولو بعد عامين، كما حصل مع مسلسل «البيت بيتي» الذي حقق نجاحاً كبيراً حين عرض في العام 2022، فتشوّق الجمهور لمشاهدة الجزء الثاني الذي ما زال يعرض على الشاشة، لكن في العودة الثانية مجازفة أكبر، حيث يضع صناع العمل وأبطاله أنفسهم في خانة المقارنات التي يجريها المشاهد بشكل عفوي وتلقائي، مدققاً في التفاصيل أكثر والفروق بين الجزأين الأول والثاني، ما يجعل المهمة أصعب والمسؤولية أكبر على عاتق كل من يشارك في هذا العمل.

ما قلناه عن هذا المسلسل قبل عامين نكرره اليوم: «البيت بيتي 2» خفيف ظريف مرعب ومبهج في آن، وهذه من أهم أسباب اختلافه وتميزه، حيث يجمع بين الرعب والتشويق من جهة وكوميديا الموقف والأداء من جهة ثانية، يمر سريعاً، إذ لا يتجاوز في كل جزء العشر حلقات، تلتقي فيه الكتابة مع الإخراج فيكتمل الإبداع ويخرج العمل عن إطار الدراما التقليدية الاجتماعية التي نشاهدها غالباً. وما زاد الجمال جمالاً هو أداء الثنائي كريم محمود عبد العزيز ومصطفى خاطر وانسجامهما وتلقائيتهما في الأداء الكوميدي المحبب لشخصيتي كراكيري وبينو، بجانب فريق من الممثلين كل منهم يتألق في دوره، سليمان عيد، ميرنا جميل، أحمد بدير، محمود حافظ، هنا زهران، وغيرهم.

المؤلفان أحمد عبد الوهاب وكريم سامي كيمز، حافظا على إيقاع التشويق نفسه في الجزأين، نجحا في جعل الإثارة عالية وجرعات الرعب تثير الجمهور وربما تجعله يترقب الخوف قبل وقوعه، لكنها تربت على كتفه سريعاً وتعيده إلى الضحك وسط كل أجواء الرعب التي يبرع في تقديمها المخرج خالد مرعي، الإضاءة، والعتمة، الأصوات، الديكور، الموسيقى، لغة جسد البطلين، اختيار الأماكن لتصوير الأحداث..

الأعمال التي تقدم الكوميديا المرعبة أو الرعب المضحك لا تنجح دائماً في الحفاظ على التوازن بين اللونين، فبعض المؤلفين والمخرجين يقع في فخ التفاهة والسذاجة، أو يبدو الرعب مزيفاً فلا يثير فيك أي ذرة خوف أو قلق أو ترقّب، ومنهم من يغالي في زيادة جرعات الرعب لتصبح المشاهد أكثر دموية والكوميديا مجرد ابتسامات صفراء تخفي إجراماً وعنفاً. من هنا تعتبر سلسلة «البيت بيتي» متوازنة، يشاهدها الجميع حتى من يرفضون مسلسلات وأفلام الرعب وقصص الموت والأشباح والبيوت المسكونة.

ورغم الإتقان الواضح لمشاهد الرعب والتصوير ليلاً وأجواء الإثارة، إلا أن ما يبقى في ذهن المشاهد بعد انتهاء كل حلقة هي الرغبة في مشاهدة المزيد والاستمتاع والضحك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/435p59ew

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"