عادي

«كأنه زلزال».. دمار جباليا يصدم الغزيّين

22:49 مساء
قراءة دقيقتين

جباليا- أ ف ب

في شوارع جباليا التي أصبح من الصعب معرفتها، يعود سكان نزحوا بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل إلى وسط أنقاض هذا المخيم الواقع في شمال قطاع غزة، «مصدومين» لرؤية مكان «أزيل من الخريطة».

وقال محمد النجار (33 عاماً) من مخيم جباليا: «فوجئت بحجم الدمار الحاصل بالعدوان الأخير على مخيم جباليا. لا معالم للدور. كلها متداخلة وعبارة عن ركام. لا يوجد شوارع.. كأن زلزالاً حصل، كله انتقام من الناس».

وأضاف: «لا مقومات حياة في جباليا، لا مياه ولا طرق ولا خدمات، حتى المستشفيات تم تخريبها، وتدمير مولداتها التي تعمل عليها في كمال عدوان».

في الأسابيع الأخيرة، نفّذ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف كثيفة على المنطقة. وشوهد في الأيام الأخيرة تدفق عدد كبير من الفلسطينيين إلى هذا المخيم الواقع في شمال القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصاراً مطبقاً، في محاولة للعثور على منازلهم، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وكان رجال ونساء وأطفال يسيرون وسط شارع تنتشر فيه أنقاض مبان مدمرة. بعض العائلات وضعت فُرشاً وألواحاً من الكرتون على عربات تجرها حمير، فيما حمل آخرون لوازمهم على أكتافهم. لكن رغم الدمار الواسع النطاق، يقول محمد النجار إن السكان «مصرّون» على العودة إلى ديارهم.

وقال: «لدى الناس إصرار على العودة إلى دورهم وإقامة خيام وعرائش فوق الركام وإعادة الحياة الى جباليا. هناك خوف من عودة الاحتلال مرة ثانية وثالثة، لكن سنبقى في أرضنا، ولن نغادرها».

وقتلت إسرائيل في الحرب المدمرة التي تشنها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36379 قتيلاً، معظمهم مدنيون.

- «العيش بسلام»

والشهر الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن القتال في جباليا «ربما هو الأعنف» منذ بدء الحرب.

وعثر على جثث سبع رهائن في المنطقة في مايو/ أيار الماضي. وتجدد القتال عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر.والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده «أنهوا مهمتهم» في شرق جباليا.

من جهته، يؤكّد محمد النجار، أنه ما زال يسمع أصوات طلقات نارية ونيران المدفعية في الشرق قائلاً: «نسمع في كل وقت قصفا مدفعياً ورصاصاً يطلق من شرق جباليا، الناس سيظلون في المخيم».

بدوره، قال محمود عسلية (50 عاماً): «لم أر حجم الدمار الموجود في جباليا من قبل، فهو دمار ونسف منازل بالكامل في مربعات سكنية. في منطقة جباليا، كل بيت إما أحرق وإما قصف بالمدفعية والدبابات وصواريخ الطائرات أو نسف. ليس هناك بيت إلا وتعرض لقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف:«عدنا إلى البيت فرأيناه هيكلاً من أعمدة إسمنت مهشمة ومدمرة. رغم كل هذا سنبقى في جباليا».

وتابع: «المعارك بين المقاومة والجيش كانت عنيفة، والجيش تعرض للأذى، وهذا دفعه للانتقام من البيوت والناس العزل. لن نغادر جباليا مهما فعل الجيش الإسرائيلي».

من جهتها، قالت سعاد أبو صلاح (47 عاماً): «تعبنا من نزوح إلى نزوح. الحرب دمرت حياتنا وحياة اطفالنا. يكفي قصف وضرب وموت. جباليا تم محوها من الخريطة».وختمت: «نريد أن نعيش مثل الناس في العالم. نحتاج إلى حل ووقف الحرب والعيش بسلام».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4t24p9jc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"