عادي

لماذا أجّلت «أوبك+» النظر في حصص الدول إلى 2025؟

11:34 صباحا
قراءة 3 دقائق
وافق تحالف أوبك+، الأحد، على تمديد أغلب التخفيضات الكبيرة في إنتاج النفط حتى عام 2025، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه إلى دعم السوق وسط فتور في نمو الطلب العالمي وارتفاع أسعار الفائدة وزيادة الإنتاج الأمريكي.
وتحوم أسعار خام برنت حالياً قرب مستوى 80 دولاراً للبرميل، وتتأثر الأسعار بالمخاوف من بطء نمو الطلب في الصين، أكبر مستورد للخام، وكذلك بارتفاع مخزونات النفط في الاقتصادات المتقدمة.
ويتبنى أوبك+ الذي يضم الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء في مقدمتهم روسيا سلسلة من التخفيضات الكبيرة في الإنتاج منذ أواخر 2022.
ويبلغ إجمالي تخفيضات أعضاء أوبك+ حالياً 5.86 مليون برميل يومياً، وهو ما يوازي نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي.
وتشمل التخفيضات 3.66 مليون برميل يومياً كان من المقرر أن تنتهي بحلول نهاية عام 2024، وتخفيضات طوعية من ثماني دول أعضاء بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً تنتهي بحلول نهاية يونيو/ حزيران من العام الحالي.
واتفق التحالف، الأحد، على تمديد التخفيضات البالغة 3.66 مليون برميل يومياً لمدة عام حتى نهاية 2025 وتمديد التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية سبتمبر/ أيلول 2024.
التخفيضات الطوعية
وسيلغي أوبك+ تدريجياً التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً على مدار عام بدءاً من أكتوبر/ تشرين الأول 2024 وحتى سبتمبر/ أيلول 2025.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان للصحفيين: «ننتظر انخفاض الفائدة ومساراً أفضل عندما يتعلق الأمر بالنمو الاقتصادي».
وتتوقع أوبك أن يبلغ متوسط الطلب على خام أوبك+ 43.65 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2024، ما يعني سحباً من المخزونات قدره 2.63 مليون برميل يومياً إذا أبقى التحالف على الإنتاج عند معدل إبريل/ نيسان البالغ 41.02 مليون برميل يومياً.
وسوف يقل السحب عندما يبدأ أوبك+ في الإلغاء التدريجي للتخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت أمريتا سين المؤسس المشارك في شركة إنرجي أسبكتس: «يجب أن يهدئ الاتفاق مخاوف السوق من قيام أوبك+ بإعادة إنتاج المزيد من البراميل في وقت لا تزال فيه المخاوف المرتبطة بالطلب كبيرة».
وقال الأمير عبد العزيز: إن أوبك+ يمكن أن يوقف التقليص التدريجي للتخفيضات مؤقتاً أو يتراجع عنه إذا لم يكن الطلب قوياً بما يكفي.
اتفاق سريع
توقع محللون أن يمدد أوبك+ التخفيضات الطوعية لبضعة أشهر بسبب انخفاض أسعار النفط وتباطؤ الطلب.
لكن العديد من المحللين توقعوا أيضاً أن يواجه التحالف صعوبة في تحديد أهداف لعام 2025 لأنه لم يتفق بعد على أهداف الطاقة الإنتاجية لكل دولة من أعضائها منفردة.
يوم الأحد، أرجأ أوبك+ المناقشات بشأن الطاقة الإنتاجية حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
غير أن التحالف وافق على هدف إنتاج جديد لدولة الإمارات سيسمح لها بزيادة الإنتاج تدريجياً بمقدار 0.3 مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من المستوى الحالي البالغ 2.9 مليون.
واتفق التحالف على أنه ستستخدم تقديرات مستقلة للطاقة الإنتاجية كمرجعية لإنتاج عام 2026 بدلاً من 2025، ما يؤدي إلى تأجيل المناقشة لمدة عام.
وقال الأمير عبد العزيز: إن أحد أسباب التأجيل هو الصعوبات التي يواجهها مستشارون مستقلون في تقييم البيانات الروسية في ظل العقوبات الغربية على موسكو.
واستغرقت اجتماعات، الأحد، أقل من أربع ساعات، وهي فترة زمنية قصيرة على غير المعتاد للتوصل لمثل هذا الاتفاق المعقد.
وقالت مصادر في أوبك+: إنّ الأمير عبد العزيز، أمضى أياماً في التحضير لهذا الاتفاق وراء الكواليس. ودعا عدداً من الوزراء، ومعظمهم ممن أسهموا في التخفيضات الطوعية، إلى زيارة العاصمة السعودية الرياض، يوم الاجتماع، رغم أن معظم ترتيبات الاجتماعات تتم عبر الإنترنت.
والدول التي تنفذ عمليات خفض طوعية هي الجزائر والعراق وكازاخستان والكويت وسلطنة عمان وروسيا والسعودية والإمارات.
انتصار كبير
وقالت سين: «يجب أن ينظر إلى (هذا الاتفاق) على أنه انتصار كبير للتضامن بين التحالف والأمير عبد العزيز» مضيفةً أن الاتفاق سيبدد المخاوف من أن تزيد السعودية إنتاجها بسبب طرح أسهم لأرامكو السعودية.
وجذبت عملية الطرح الثانوي لأسهم أرامكو طلبات تزيد على الأسهم المعروضة للبيع خلال ساعات من بدء تلقي الطلبات، الأحد، في صفقة يمكن أن تجمع ما يصل إلى 13.1 مليار دولار.
ومن المقرر أن يعقد تحالف أوبك+ اجتماعه المقبل في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2024.
(رويترز ووكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/487yfer2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"