لا خلاف على أن السفر عموماً يفيد في الترويح عن النفس ومشاهدة أماكن جديدة، والتعرف إلى ثقافات مختلفة، ولكن عندما تكون الوجهة مناسبة لميول الشخص، وتوفر له ما يفضله من أجواء حينها يكون السفر قمة المتعة، ويضع بصمات لا تنسى في ذاكرة المسافر.
والعامل المشترك بين جميع المسافرين هو حب الطبيعة؛ لذا فإن الوجهة الزاخرة بالخضرة والماء والحياة البرية، تجذب الكثيرين خلال العطلة الصيفية،حتى وإن كانت بلداً أو مدينة لم تأخذ حظها الكافي من الشهرة.
- كينيا: متنزه أمبوسيلي الوطني
تشتهر هذه المساحة الممتدة على 151 ميلًا مربعاً، بالقرب من الحدود مع تنزانيا، بحياتها البرية الكبيرة، التي توفر لأفراد رحلة السفاري مشاهدة الأفيال التي تتجول قطعانها بحرية كاملة في السهول المتربة، وكثير من الحيوانات الأخرى.
وجاء اسم «أمبوسيلي» من كلمة «إمبوسيل»، التي تعني في لغة قبائل ماساي «مكان الغبار المالح»، وهي واحدة من أفضل الأماكن في إفريقيا لمشاهدة قطعان كبيرة من الأفيال. وإلى الجنوب من حوض أمبوسيلي ترتفع الأرض بشكل حاد نحو جبل كليمنجارو والحدود الكينية التنزانية، بينما تنتشر الأراضي الرطبة في المناظر الطبيعية على خط عرضي بين الشرق والغرب.
وخلفية هذه البيئة الرائعة إلى الجنوب هي جبل كليمنجارو المغطى بالثلوج، وهو أعلى قمة في إفريقيا على ارتفاع 19600 قدم.
كما تتوفر إطلالة خلابة على الشرق، حيث تمتد سلسلة تشيولو البركانية وغابات الحمم البركانية إلى متنزه تسافو ويست الوطني، بينما توجد في الشمال سلسلة من التلال، بما في ذلك تلال لوسويتو وليميبوتي وإيلنجارونيوني وليمومو.
وتضم منطقة أمبوسيلي موائل مختلفة تتراوح بين قاع بحيرة أمبوسيلي الجاف والأراضي الرطبة ذات الينابيع الكبريتية والسافانا والغابات.
- جنوب إفريقيا: كوازولو ناتال
أخذت بوتسوانا مكانتها منذ فترة طويلة كواحدة من وجهات السفاري الأكثر تميزاً في إفريقيا، وبها مجموعة كبيرة من النزل من فئة الخمس نجوم.
وتتميز محمية مابابي الخاصة بنظم بيئية متنوعة وموائل خصبة، مما يوفر فرصة مميزة لاستكشاف الجمال الطبيعي لجنوب إفريقيا.
وتشمل المحمية مناظر طبيعية مختلفة، بما في ذلك السهول الفيضية الواسعة والغابات الكثيفة، التي تدعم مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات. وباعتبارها أحد مكونات دلتا أوكافانغو الأوسع تسهل محمية مابابي الخاصة التلاقي عن قرب مع الحياة البرية في المنطقة.
وتم إعلان دلتا أوكافانغو رسمياً كموقع تراث عالمي رقم 1000 لليونيسكو وواحدة من عجائب الدنيا السبع الطبيعية في إفريقيا، وهي بلا شك جوهرة تاج الخضرة الدائمة في بتسوانا.
ويغرق نهر أوكافانغو الواسع، وهو أكبر دلتا داخلية في العالم، في الرمال الجافة لصحراء كالاهاري.
- بوتسوانا: مابابي
تقع في شمال شرق البلاد، وهي مدينة جميلة ومتنوعة بشكل مثير للدهشة، وتضم العديد من مناطق الجذب الأكثر شعبية في جنوب إفريقيا، على الرغم من صغر حجمها.
وتعد كوازولو ناتال موطناً أيضاً لمتنزه هلوهلوي-إمفولوزي، أقدم حديقة ألعاب في إفريقيا، فضلاً عن محميات الصيد الخاصة التي تسمح للزوار باستكشاف أنواع من الحيوانات مثل الفهد والأسد والفيل والجاموس ووحيد القرن.
وعلى طول الساحل يمكن لعشاق الطبيعة استكشاف المناظر الخلابة لمتنزه الأراضي الرطبة، أحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو، والغوص في الشعاب المرجانية لخليج سودوانا.
ويمكن للزوار الاستمتاع بجبال دراكنزبرج المدرجة في قائمة التراث العالمي، مع قممها المتعرجة والمناظر الطبيعية الخلابة كشواطئ ديربان الذهبية واستراحات ركوب الأمواج؛ وثقافة الزولو المثيرة ومغامرات الحياة البرية المبهجة. دراكنزبرج جاءت من كلمة إفريقية تعني «جبال التنين»، وهي مكان ذو جمال أخاذ وإحدى الوجهات الأكثر شعبية في البلاد.
- الولايات المتحدة: متنزه يلوستون الوطني
أعجوبة حقيقية وزيارته بمثابة الدخول إلى عالم مختلف، ويقع على قمة بركان خامد؛ وتم تأسيسه عام 1872 ويقع في ولاية وايومنغ ليكون أول متنزه وطني في أمريكا.
وظل حتى الآن المتنزه الأكثر شعبية في البلاد حيث يزوره ملايين الزوار سنوياً. ويمتد على مسافة 3500 ميل تقريباً إلى أجزاء من ولايتي مونتانا وأيداهو، مما يجعله واحداً من أكبر المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة.
ويقدم المتنزه، أول متنزه وطني في أمريكا، تجارب فريدة حقاً مثل مسارات المشي وصعود الجبال ومشاهدة المناظر الجميلة وينابيع المياه الساخنة الملونة، التي تطلق الماء على ارتفاع 100 قدم في الهواء، والأحواض الطينية، والشلالات الخلابة.
وتكثر العجائب في هذا المتنزه الوطني الفريد؛ بدءاً من مواقع مثل يلوستون غراند كانيون، وحتى الحياة البرية مثل أكبر قطيع جاموس في أمريكا، والدببة الرمادية، والذئاب.
