عادي
دون شهادات ودراسات علمية

ترويج المؤثرين يبطل فاعلية «أدوية أون لاين»

22:22 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: مصطفى الزعبي
مع ارتفاع شعبية منصات التواصل، ارتفعت شعبية الإعلانات المباشرة عن أدوية، سواء كانت مدفوعة أو من خلال مؤثرين يروجون للمنتجات لمتابعيهم، ما يؤدي إلى طلب المرضى من أطبائهم أن يصفوا لهم الأدوية التي شاهدوها «أون لاين»، ودفع ثلاثة من كبار الأطباء المقيمين في جامعة كولورادو للطب الباطني، وهم البروفيسور لين روزنبرغ، وسامانثا ثيلين، وإيفان زهر، للبحث عما إذا كان هذا الأمر مفيداً أم ضاراً؟
وقالوا: «الإجابة معقدة وبالنسبة لبعض المرضى، وجدت الأبحاث أنهم يشعرون بقدر أكبر من القدرة على إجراء محادثات مع مقدمي الخدمات الطبية والدفاع عن ما يريدون، ومن ناحية أخرى، أبلغ بعض الأطباء عن آثار سلبية، مثل زيادة الضغط لوصف الدواء الذي لا يعتقدون أن مريضهم يحتاج إليه».
ويوثر الإعلان المباشر للمستهلك بشكل مختلف في جميع جوانب الرعاية الصحية، وتجربة مقدم الخدمة، والمريض، وصحة السكان، والكلفة.
وقال د. ثيلين: «على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة لحماية المستهلكين، فإن اللوائح التنظيمية لم تعالج بعد توسيع الإعلانات المباشرة للمستهلك بما يتجاوز الطرق الكلاسيكية في العصر الرقمي».
وعلى الرغم من أن ظهور وسائل التواصل يجلب تحديات غير مسبوقة، فقد أكد كبار الأطباء المقيمين أن المشهد الرقمي يعمل أيضاً كمنصة يمكن لمقدمي الرعاية الصحية، ويجب عليهم، استخدامها لصالحهم.
ووجدت الأبحاث أن الإعلان المباشر للمستهلك يؤثر في نظام الرعاية الصحية بعدة طرق، بما في ذلك بعض التأثيرات المتعارضة على المرضى مقابل مقدمي الرعاية الصحية.
بالنسبة للعديد من المرضى، يطلبون معلومات إضافية متعلقة بالصحة رداً على الإعلانات، سواء كان الأمر يتعلق بأعراض أو حالات جديدة، وتشير الدراسات إلى أن 33% من المرضى طلبوا من الأطباء وصفات تأثراً بإعلانات شاهدوها. وتشير الأبحاث أيضاً إلى أنه كلما زاد عدد المرضى الذين يتعرضون للإعلانات، زاد احتمال طلبهم للأدوية من مقدم الخدمة.
وأضاف ثيلين: «لا تؤثر الإعلانات في سلوك المريض فحسب، بل تؤثر أيضاً في تصور المريض لتقديم الرعاية الصحية، ويشعر المرضى بالتمكين استجابةً للإعلانات وأنهم يحبون القدوم إلى طبيبهم مسلحين بالمعرفة والأسئلة المدروسة».
ومع ذلك، بالنسبة للأطباء، أبلغ العديد منهم عن آثار سلبية أكثر للإعلان المباشر للمستهلك، ويشير الأطباء باستمرار إلى أنهم يشعرون بضغط متزايد لوصف طلبات المرضى والاستجابة لها.
وأظهرت الدراسات الاستقصائية للأطباء باستمرار أنهم يعتقدون أن مرضاهم ليس لديهم فهم كامل للأدوية التي يرونها في الإعلانات، فضلاً عن افتقارهم إلى المعرفة حول الآثار الجانبية أو القيود أو كلفة العلاج، وأفاد العديد من الأطباء أيضاً بأنهم يشعرون بأن مرضاهم يبالغون في تقدير فائدة الدواء.
وإضافة إلى ذلك، يرى الأطباء تأثيراً سلبياً في علاقاتهم مع مرضاهم بسبب الإعلانات لمجموعة متنوعة من الأسباب الأخرى، وأفاد الأطباء بأنه قد يكون من الصعب أن يكتسب المرضى إحساساً زائفاً بالاستقلالية بناءً على سوء تفسير الإعلانات، ويقولون أيضاً إن الصراع يمكن أن ينشأ عندما لا يصفون الدواء المطلوب، ويقول آخرون إن الإعلانات تؤدي إلى أن تكون اللقاءات الطبية أكثر معاملات بدلاً من أن تكون مبنية على الثقة.
وقال روزنبرغ: «اليوم، نعيش في أمريكا، حيث يعتبر الإعلان المباشر للمستهلك قانونياً، وتنمو فيه المنصات عبر الإنترنت بسرعة، وتحاول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مواكبة عالم وسائل التواصل الاجتماعي المتنامي باستمرار».
وسيلة الدفاع
تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للمرضى بوصول غير مسبوق إلى الأدوية والمعلومات المتعلقة بها، ما يترك العديد من الأطباء يتساءلون عن أفضل السبل للدفاع عن مرضاهم. بالنسبة لثيلين، وروزنبرج، وزهر، فإن الحل بسيط، إذ يمكن للأطباء إنشاء المحتوى الخاص بهم على وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لمناقشة المواضيع الطبية وتبديد المعلومات الخاطئة، وبالنسبة لأولئك الذين لا يشعرون بالارتياح لإنشاء المحتوى الخاص بهم، لا يزال بإمكانهم استخدام منصات التواصل لإعادة مشاركة عمل زملائهم والمصادر الأخرى الموثوقة.
ويمكن للأطباء أيضاً أن ينصحوا مرضاهم بمتابعة حسابات وسائل التواصل الخاصة بالمؤسسات الرسمية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أو مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومن خلال ربط المرضى بهذه الحسابات، يساعد ذلك على زيادة احتمالية رؤية المرضى لمحتوى أكثر مصداقية على خلاصات الوسائط الاجتماعية الخاصة بهم.
وقال ثيلين: «بدلاً من الابتعاد عن التوسع في الإعلان المباشر للمستهلك في العصر الرقمي، نحث مقدمي الخدمات على اغتنام هذا كفرصة لتعزيز تعليم المرضى».
أول مسودة
في عام 2014، أصدرت إدارة الغذاء والدواء أول مسودة توجيهية للإعلان عن الأدوية على منصات التواصل الاجتماعي، تنص على أنه إذا قدمت شركة ما مطالبة بمزايا، فيجب عليها أيضاً تضمين المخاطر والوصول المباشر إلى مزيد من المعلومات، وأصبحت هذه المسودة نهائية في عام 2023، ما يتطلب عرض الإعلانات بطريقة واضحة وظاهرة ومحايدة، لكن الشركة ليست دائماً هي التي تقدم هذه الادعاءات.
وعلى الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قامت بصياغة إرشادات بشأن تصحيح المعلومات الخاطئة الخاصة بالأطراف الثلاثة، فإنها لا تستطيع أن تطلب من الشركات تصحيح المعلومات الخاطئة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5cczmzrc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"