معركة التنمر والتمكين

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

التنمر المدرسي يمثل واحداً من أكبر التحديات التي تواجه الأطفال في مختلف المراحل العمرية، ويُعد ظاهرة معقدة تستدعي الانتباه والتعامل معها بجدية لما لها من تأثيرات سلبية طويلة المدى في الصحة النفسية والعاطفية للأطفال. يتجاوز التنمر كونه مجرد سلوكيات عدوانية أو مضايقات بسيطة بين الأطفال، ليشمل أشكالاً متعددة من الإيذاء الجسدي واللفظي وحتى السيبراني، والتي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على تطور الطفل ورفاهيته.

التنمر يحدث عندما يستخدم طفل أو مجموعة من الأطفال القوة أو النفوذ لإيذاء طفل آخر، سواء كان ذلك من خلال العنف الجسدي، الإهانات اللفظية، الاستبعاد الاجتماعي، أو الإزعاج الإلكتروني. وعلى الرغم من تنوع أساليب التنمر، إلا أن لها جميعاً أثراً مشتركاً وهو ترك الطفل المستهدف يشعر بالوحدة، الخوف، وانعدام الأمان، مما قد يؤثر سلباً في تحصيله الدراسي وتطوره الاجتماعي والعاطفي.

مواجهة التنمر تتطلب جهداً مشتركاً من الآباء، المعلمين، والمؤسسات التعليمية لخلق بيئة آمنة تشجع على الاحترام المتبادل والتفاهم بين الطلاب. إن التعرف إلى علامات التنمر واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعه أو التصدي له عند حدوثه تعتبر خطوة أساسية في حماية الأطفال وضمان بيئة تعليمية إيجابية لهم.

إن تعليم الأطفال مهارات التواصل الفعّال، وكيفية التعبير عن مشاعرهم والدفاع عن أنفسهم بطريقة صحية، يعد أساسياً في تمكينهم من مواجهة التنمر. كما أن تشجيع الأطفال على الوقوف في صف واحد ضد التنمر ودعم زملائهم الذين يتعرضون له يمكن أن يخلق ثقافة مدرسية ترفض التنمر بكل أشكاله.

التصدي للتنمر ليس مجرد معركة ضد سلوكيات سلبية، بل هو جهد بنّاء يهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية مثل الرحمة، الصداقة، والتعاطف بين الأطفال، لتشكيل جيل يقدّر الاختلافات ويحترم الآخرين، مما يسهم في خلق مجتمع أكثر تسامحاً وإنسانية.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xhwdax8

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"