نتنياهو وبايدن.. «سحابة صيف عابرة»

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

لم يكن الفيديو الذي نشره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء الماضي، واتهم فيه الإدارة الأمريكية بوقف تزويد بلاده بالأسلحة والذخيرة خلال الشهرين الأخيرين، ووصفه ذلك بالتصرف «غير المعقول»، سوى مجرد رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه قادم إلى عقر داره ليلقي خطاباً أمام الكونغرس يوم 24 الشهر المقبل يحدد فيه سياسة إسرائيل من الحرب التي تخوضها في قطاع غزة؛ تلبية لدعوة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، من دون موافقة علنية من البيت الأبيض، ما يضع الرئيس الأمريكي في موقف حرج، خصوصاً في سنة انتخابية حاسمة تقرر مصيره في البيت الأبيض.

نتنياهو يدّعي أنه سيعرض أمام الكونغرس «الحقيقة بشأن حربنا العادلة ضد أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا»، ولا شك أن أعضاء الكونغرس سيقفون أكثر من مرة للتصفيق له كما فعلوا عام 2015، عندما تمت دعوته من دون موافقة الرئيس باراك أوباما.

يريد نتنياهو أن يقول للرئيس بايدن إنه أقوى منه في الكونغرس، وإن عليه ألا يفكر كثيراً في مسألة تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تريدها لاستكمال حربها في غزة بالطريقة التي تناسبها، وعليه أن يُفرج عن صفقة القنابل (1800 قنبلة) زنة الواحدة (1000 رطل) و1700 قنبلة زنة الواحدة 500 رطل، التي تخضع للدراسة والتدقيق، وهي الصفقة الوحيدة التي لم يتم تسليمها إلى إسرائيل مؤخراً، بعدما اكتشفت الإدارة الأمريكية أن إسرائيل استخدمتها في تدمير مبانٍ سكنية أدت إلى سقوط المئات من الضحايا المدنيين.

ربما لم تقدم أي إدارة أمريكية سابقة من دعم عسكري لإسرائيل، كما قدمت الإدارة الحالية التي بادرت منذ اليوم الأول للحرب على غزة إلى إرسال كبار مسؤوليها العسكريين والسياسيين إلى تل أبيب، كما قام بايدن شخصياً بزيارتها والمشاركة في اجتماع الحكومة الإسرائيلية، وتم إرسال حاملات الطائرات والبوارج إلى شرق البحر المتوسط لحماية إسرائيل، كما أقيمت جسور جوية وبحرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل طوال الأشهر الماضية؛ حيث تم نقل أطنان الأسلحة من ذخائر وقنابل وصواريخ إلى الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن مخازن السلاح الأمريكية الاحتياطية الموجودة في إسرائيل التي غرفت منها حكومة نتنياهو ما تريد.

ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن ما تلقته إسرائيل من مساعدات عسكرية أمريكية يفوق ما تلقته أي دولة منذ الحرب العالمية الثانية. وتقول صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بعد أيام من حربها على غزة ب15ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية.

من الواضح أن نتنياهو ناكر للجميل، وهو يمارس ابتزازاً مكشوفاً ضد الإدارة الأمريكية التي فوجئت بتصريحاته، وعبّرت عن صدمتها، لدرجة أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، قالت إنها ليس لديها أي فكرة عما يتحدث نتنياهو، وأشارت إلى أنه تم إيقاف شحنة واحدة من القنابل الثقيلة «مؤقتاً» منذ بدء الحرب، في حين أن الأسلحة ومليارات الدولارات استمرت في التدفق على إسرائيل.

الخطوة التي أقدم عليها البيت الأبيض رداً على نتنياهو هي إلغاء اجتماع أمريكي - إسرائيلي رفيع المستوى بشأن إيران، كان مقرراً عقده يوم الخميس الماضي، وهي خطوة رمزية تعبيراً عن غضب لا بد أن ينتهي مفعوله سريعاً؛ لأن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة هي من القوة بحيث تبدو هذه الخلافات مجرد «عاصفة في فنجان»، أو «سحابة صيف عابرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6z9kpm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"