تشهد مناطق عدة من العالم، ارتفاعاً قياسياً بدرجات الحرارة تسبب بوفيات وأضرار، وهدد عشرات الملايين من البشر، خصوصاً في أمريكا الشمالية، وأوروبا. كما شهدت دول عربية ارتفاعاً استثنائياً في درجات الحرارة، وأعلنت بعضها حالة الطوارئ، فيما أرجع خبراء الأرصاد هذه الظاهرة إلى تغيّرات المناخ الآخذة في التدهور، وتتطابق مع تحذيرات أممية سابقة حذرت من دفع العالم إلى حافة الهاوية.
وشهدت ولايات أمريكية ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، لم تشهده من قبل، وقالت تقارير إخبارية إن هذا الارتفاع هدد نحو 90 مليون أمريكي من شيكاغو إلى كاريبو، فيما يلقي علماء الأرصاد الجوية اللوم على القبّة الحرارية، وهي نظام قوي للضغط العالي يحبس الهواء الساخن فوق المنطقة، ويمنع الهواء البارد من الدخول، ما يتسبب ببقاء درجات حرارة الأرض مرتفعة
وفيات في المكسيك
وتسود حالة تأهب في أوساط قوى الأمن في الصحراء المكسيكية، قرب الحدود الأمريكية بعدما عُثر على شخص متوفى جرّاء الحر الشديد أثناء رحلة كان يأمل أن تقوده لحياة أفضل في الولايات المتحدة. وعُثر على جثة المكسيكي البالغ 45 عاماً، مدفونة تحت الشمس الحارقة في الرمل، والأحراش، بعد أسبوع على وفاة امرأة بسبب الجفاف في ولاية شيواوا، حيث تتجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية.
ويضطر المهاجرون من أمريكا اللاتينية لخوض رحلات خطرة يقومون خلالها بعبور أنهار، ومواجهة حيوانات مفترسة، وعصابات إجرامية عنيفة تبتزهم، وتخطفهم وتعتدي عليهم، أثناء مضيّهم في طريقهم نحو الولايات المتحدة. وبات الحر عدوّاً جديداً للمهاجرين المعرّضين لعوامل الطقس الصعبة. وأعلنت الحكومة المكسيكية، يوم الخميس الماضي عن 1550 حالة وفاة، على صلة بارتفاع درجات الحرارة، سجّلت 30 منها خلال الأسبوع الماضي وحده.
50 درجة في روما
وفي أوروبا، تواجه إيطاليا موجة حر شديدة تجاوزت ال 40 درجة مئوية، ووضعت وزارة الصحة عدة مدن في حالة تأهب أحمر، بما في ذلك روما وباليرمو.
وأشارت صحيفة «المساجيرو»، إلى أن إيطاليا سجلت أكثر من 50 درجة في عاصمتها روما، كما عانى الفاتيكان ارتفاع درجات الحرارة التي أثرت في ساحة القديس بطرس، لدرجة أنه تم إصدار حالة التأهب القصوى من اللون الأحمر.
وسجلت روما زيادة في درجة الحرارة قدرها 7.3 درجة مئوية، بسبب أزمة المناخ، وشهدت مدن أخرى، مثل بيروجيا، وباليرمو، وتورينتون ارتفاعاً في درجات الحرارة قدرها 5.7 درجة مئوية، و7.3 درجة مئوية، و4 درجات مئوية، و7 درجات مئوية على التوالي.
فوضى في البلقان
وأدى ارتفاع درجات الحرارة إلى فوضى شديدة في البلقان بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وقال مسؤولون في الجبل الأسود، إن أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي استمرت لساعات، جعلت البلاد في حالة تامة من الظلام، فيما أبلغت كل من ألبانيا والبوسنة والهرسك، والجزء الساحلي من كرواتيا، عن أزمات مماثلة.
وإضافة إلى انقطاع التيار عن المنازل والشركات التي سببها تعطل شبكة الكهرباء في منطقة البلقان، أدى أيضاً إلى أزمات مرورية خلفت فوضى في عدد كبير من المدن.
وفي العاصمة البوسنية سراييفو، أدى تعطل شبكة الكهرباء إلى خلق حالة من الاختناق المروري في الشوارع، نتيجة توقف خطوط الترام عن العمل، بينما حذّر معهد الصحة العامة في صربيا المواطنين من التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس في الفترة بين الساعة ال 11 صباحاً، و5 مساء.
موجة قاسية عربياً
وفي المنطقة العربية، تعاني دول عدة، درجات حرارة مرتفعة، وأعلنت وزارتان عراقيتان، أمس الأحد، عن مجموعة من الإرشادات لمواجهة موجات الحر القاسية، حيث من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة الخمسين درجة مئوية. كما شهدت دول أخرى مثل السعودية، والكويت، ومصر، والسودان، مشاكل ووفيات في الفترة الأخيرة، جراء الارتفاع الشديد للحرارة.
(وكالات)
توقعات أممية بصيف غير مسبوق
توقعت الأمم المتحدة في مارس الماضي، أن يشهد صيف عام 2024 درجات حرارة غير مسبوقة، نظراً للارتفاع القياسي للحرارة عام 2023، ما يدفع الكوكب إلى حافة الهاوية. وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن هناك احتمالاً بنسبة 86% أن تسجل السنوات الخمس المقبلة، أعلى درجات حرارة على الإطلاق، متجاوزة عام 2023. ويغذي تغيّر المناخ الذي نشهده درجات الحرارة القصوى، ما يجعل موجات الحر أكثر كثافة، وأطول أمداً، وبعدما كانت موجات الحر تحدث مرة واحدة كل عشر سنوات، قبل الثورة الصناعية، أصبحت تحدث الآن 2.8 مرة كل عشر سنوات، وتكون أشد حرارة بمقدار 1.2 درجة مئوية. (وكالات)
