عادي
«هل هالشي طبيعي» تعكس الواقع اللبناني

طلال الجردي: المسرح شغفي الأول

22:47 مساء
قراءة 4 دقائق
طلال الجردي

بيروت: هيام السيد

بعد غياب عاد الممثل اللبناني طلال الجردي إلى المسرح من خلال مسرحية «هل هالشي طبيعي» التي تتناول الواقع اللبناني بكل تفاصيله. ويؤكد الجردي أن متعته الحقيقية تتحقق من خلال المسرح، ويشير إلى أن ظروف «كورونا» والأحوال الاقتصادية وضعت العراقيل أمامه وحالت دون أن يفتح أبوابه خلال الفترة الماضية، ولكنه تحدث في الوقت نفسه إلى تراجع عدد المسارح التي تعمل في لبنان والذي لا يتجاوز أربعة أو خمسة مسارح.

* هل يحفزك نجاح عملك المسرحي الجديد «هل هالشي طبيعي» على تركيز نشاطك على المسرح خلال الفترة المقبلة؟

- المسرح شغفي الأول، وهو المكان الذي يمنحني الشعور بالمتعة بالرغم من كل التعب والجهد الذي أبذله فيه.. بصراحة، شغفي الكبير في المهنة يتحقق من خلال المسرح ومن الصعب أن أعيش نفس الشعور في أي مجال آخر. ولا شك أن المال مهم، وهو وسيلة لكي يعيش الإنسان بكرامة، ولكن الحياة ليست مالاً فقط.

* ألم يحصل أن شاركت خلال الفترة الماضية في بعض الأعمال مع أنك لم تكن مقتنعاً بها؟

- لم يحصل ذلك معي، بل أنا شاركت في عمل أو عملين خلال الفترة الماضية مع أنني لم أكن راضياً عنهما ليس لأنني كنت بحاجة إلى المال بل أنا وافقت عليهما مسايرة وخجلاً من بعض الأشخاص، ومع أنني كنت آمل أن تكون النتيجة جيدة ولكنها لم تكن على قدر توقعاتي، ولكنني لا أقبل أبداً بالمشاركة في عمل لست مقتنعاً به تماماً.

* هل أنت راضٍ تماماً عن مسلسل «ع أمل» ؟

- لا يوجد رضا كلي على أي عمل، وفي الأساس لا يوجد عمل كامل متكامل بل هناك نواح إيجابية ونواح سلبية في كل الأعمال الفنية ولا شيء مضموناً.. الدراما ليست مسألة رياضية تقوم على معادلة واحد زائد واحد يساوي اثنين، بل يمكن أن أعجب بعمل ولكنه لا يعجب غيري والعكس بالعكس تماماً لأن أذواق الناس ليست متشابهة، وكل ما هو مطلوب منا أن نبذل جهداً ضمن أفضل المشروط المتوفرة، وأن نقدم عملاً يرضى عنه أكبر عدد ممكن من الناس لأنه لا يمكن إرضاء كل الناس.

* وكيف تفسر النهضة المسرحية في لبنان والتي فاجأت المسرحيين أنفسهم؟

- هذا الوضع يعكس الاستقرار الاجتماعي في لبنان.. هي ليست نهضة لأن المسرح لم يظهر فجأة بل هو كان ولا يزال موجوداً، والذي تغيّر هو وجود نوع من الاستقرار الاجتماعي في لبنان. وجد استقرار وطمأنينة في لبنان على المستوى المعيشي والأمني والصحي والوضع اليوم أفضل مما كان عليه خلال الفترة السابقة، وإلا ما معنى أن يعطي الناس الأولوية للثقافة على حساب معيشتهم ودراستهم وطبابتهم وطعامهم وشرابهم وخدماتهم، إذ ليس سهلاً ترك كل هذه الأمور جانباً من أجل مشاهدة عرض مسرحي أو معرض لوحات أو معرض كتاب، لأن الثقافة تأتي عادة في المرتبة الثانية.. لبنان ينعم اليوم بالطمأنينة أكثر من الفترة السابقة لكنها ليست كافية ووافية.

* ربما الناس يقصدون المسرح لأنه متنفس ويعبر عن همومهم أكثر من المجالات الأخرى؟

- يجب ألا ننسى بأن المسرح لطالما كان موجوداً في لبنان لكن أزمة «كورونا» والأزمة المالية وضعتا العراقيل في طريقه، لأن «كورونا» منعت الناس من الالتقاء على شكل تجمعات والأزمة الاقتصادية أوجدت مشكلة في تحديد تسعيرة البطاقات، لكن عدد المسارح في لبنان كان أكبر بكثير مما هو عليه اليوم ونحن تعذبنا كثيراً إلى أن تمكنا من الاتفاق مع مسرح «مترو المدينة» لعرض مسرحية «هل هالشي طبيعي».

الدراما المشتركة

* هل يمكن أن تعيد تجربة المشاركة في الدراما التركية المعرّبة؟

- نعم لكن ضمن مواصفات وشروط معينة.

* ما هي؟

-الشرط الأول يتعلق بالأجر والثاني بالدور.

* وهل تختلف هذه الشروط والمواصفات بين مجال فني وآخر؟

- التجربة التركية المعرّبة تحديداً لها مواصفات مختلفة لأن المشاركة فيها تعني تصويراً في تركيا والابتعاد عن بلدي، وبصرف النظر عن الظروف المعيشية الجيدة التي نعيشها في تركيا ومآخذنا الكثيرة على لبنان لكنه يبقى وطني والحياة بعيداً عنه مرة بالنسبة لي على الأقل.

* ما هي مشاريعك المقبلة وهل هي ستكون في مجال المسرح؟

- لا أخطط لمشاريع فنية جديدة، بل أحاول أن أنتقل بالمسرحية لكي أعرضها على خشبة أخرى.. يوجد شح في عدد المسارح في لبنان ولكن كثرة العروض المسرحية تعكس غنى ثقافياً يميّز المجتمع اللبناني، ولا يسعني سوى توجيه التحية له لأنه مجتمع حيّ ومحب الحياة ويوجد في فكره وأحاسيسه ووجدانه نافذة على الثقافة على الرغم من كل ما يعيشه ويتعرض له.

* هل تفكرون بعرض مسرحية «هل هالشي طبيعي» خارج لبنان؟

- توجد اتصالات على هذا المستوى، ونحن نحاول من أجل إنجاز هذا الأمر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3hb6r5jv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"