عادي

الكتبة المصريون والتهاب المفاصل

22:02 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

«ساينس نيوز»

يشير التهاب المفاصل، والمشكلات الأخرى التي عانى منها الكتبة والنساخون من قدماء المصرين، والتي لم تقتصر على أن تكون أمراضاً عضوية فحسب، بل لحقت بهياكلهم العظمية للكتبة، إلى أنهم كانوا يجلسون القرفصاء، أو يجثون على ركبهم، في وضعية منحنية، منكبين على لفائف البردي.

وقام باحثون من المتاحف والجامعات بجمهورية التشيك، بفحص رفات 69 رجلاً مدفونين في مقبرة أبو صير، بمصر، يعود تاريخها من 2700 إلى 2180 قبل الميلاد، وتشير الألقاب، واللوحات، والأدوات، والتماثيل الموجودة على قبورهم، إلى أن 30 منها تعود لكتبة، وأشخاص رفيعي المستوى، عملوا في مناصب إدارية مختلفة، وكانوا ممن يحسنون الكتابة، والقراءة.

ووجد الباحثون أن يكون المرء كاتباً في ذلك الوقت، لم يكن عملاً يتطلب جهداً بدنياً، ولكن بمرور الوقت، أثر ذلك في بعض الأجزاء من الجسم، وكان الكتبة أكثر عرضة للمعاناة من تغيّرات تنكسية في عظامهم، خاصة في الجزء العلوي من أجسامهم، مقارنة بأفراد أسرهم، أو غيرهم من الأشخاص رفيعي المستوى، فعلى سبيل المثال، كانوا يمضغون الفرشاة لإعدادها للكتابة، الأمر الذي ترك الرجال يعانون التهاب المفاصل الصدغية الفكية، ويقدر أن 16% إلى 38 % من الناس اليوم، مصابون بالتهاب المفاصل الفكي الصدغي، في حين كان 30% من غير الكتبة القدماء يعانون أيضاً التهاب المفاصل في الفكين، ولكن المعدل كان أكثر من الضعف بين الكتبة بنسبة 64 %، وترك هذا النوع من العمل، تآكلاً مماثلاً في بقع معينة من الرأس، إلى أخمص القدمين.

وعلى العاملين في مجال الطباعة، والنسخ اليوم، الاهتمام بالمشكلات التي عانى منها نظراؤهم من قدامى المصريين، لتفاديها للحفاظ على صحة أفضل، وذلك بالجلوس في وضعية مستقيمة، ومحاولة الابتعاد عن استخدام هواتفهم من فترة إلى أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/57na8v2t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"