عادي
يتصدّرها «أقصى اليمين» متقدماً على تكتل ماكرون

49 مليون ناخب فرنسي لاختيار 577 نائباً بالانتخابات التشريعية

11:29 صباحا
قراءة 5 دقائق
49 مليون ناخب فرنسي لاختيار 577 نائباً بالانتخابات التشريعية
متابعات-الخليج
يدلي الفرنسيون بأصواتهم في عطلة نهاية الأسبوع في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية تاريخية يتصدّرها اليمين المتطرف متقدماً بفارق كبير على تكتل الرئيس إيمانويل ماكرون.
  • «49 مليون ناخب»
ودعي حوالي 49 مليون ناخب لتجديد الجمعية الوطنية بجميع نوابها الـ577 في انتخابات تجري دورتها الثانية في السابع من تموز/يوليو، وقد تحدث انقلاباً يبدّل المشهد السياسي الفرنسي بصورة دائمة. ودعا الرئيس إلى هذه الانتخابات المبكرة معلناً في التاسع من حزيران/يونيو حل الجمعية الوطنية، وفق قرار اتخذه بعد ساعات على فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، وأحدث صدمة هزت البلاد.
  • «حملة انتخابية خاطفة»
وانتهت الحملة الانتخابية الخاطفة في منتصف ليل الجمعة، ولم يعد يحقّ للمرشحين الإدلاء بتصريحات علنية لوسائل الإعلام أو القيام بتنقلات ميدانية حتى مساء الأحد. كما يحظر نشر نتائج استطلاعات للرأي في هذه الفترة. وتتوقع معاهد الاستطلاع والسياسيون ارتفاع المشاركة لتتخطى ربما ثلثي الناخبين المسجلين، بزيادة كبيرة عن الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2022 حين اقتصرت على 47,51%. وهذا الإقبال المرتقب على التصويت ناجم عن عوامل عدة أبرزها العواقب التاريخية المحتملة لهذه الانتخابات التشريعية، وهي الأولى منذ 1997 التي لا تنظّم بالتزامن مع الاقتراع الرئاسي.
  • «هل يحدث اليسار مفاجأة؟»
وبين تأجيل العديد من الفرنسيين عطلهم والارتفاع الحاد في عدد طلبات التصويت بالوكالة، من المتوقع تسجيل تعبئة كثيفة في هذه الانتخابات التي يتركز رهانها الأكبر حول ما إذا كانت ستنبثق عنها لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة جمعية وطنية يهيمن عليها اليمين المتطرف. فهل يحل الرئيس الشاب لحزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاماً) محل زعيم الغالبية المنتهية ولايته غابريال أتال على رأس الحكومة؟ وهل يحدث اليسار مفاجأة؟ وفي غياب أي يقين في استحقاق مشرع على العديد من التساؤلات، ينتظر صدور أولى النتائج اعتباراً من الساعة 20,00 مساء الأحد لتبديد بعض من الضبابية. وسيكون ناخبو أرخبيل سان بيار إيه ميكلون في شمال المحيط الأطلسي أول ناخبين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع السبت في الساعة 8,00 ظهراً بتوقيت باريس، يليهم ناخبو غويانا والأنتيل وفرنسيو أمريكا الشمالية وبولينيزيا. أما ناخبو فرنسا القاريّة، فسيدلون بأصواتهم الأحد.
  • «المعسكر الرئاسي تحت الضغط»
وفي مؤشر إلى قوة التعبئة المرتقبة في الدورتين، سجل عدد طلبات التصويت بالوكالة ارتفاعاً لافتاً متخطياً المليونين، فيما سجل التصويت عبر الإنترنت الذي فُتح أمام الفرنسيين المقيمين في الخارج حتى الخميس مستوى قياسياً قدره 410 آلاف صوت مقابل 250 ألف صوت في 2022. ومنح استطلاعان للرأي أجراهما معهدا أيفوب وأودوكسا وصدرت نتائجهما الجمعة، اليمين المتطرف ما بين 35 و36,5% من الأصوات. أما تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يضم أحزاب اليسار وفي طليعتها «فرنسا الأبية» (يسار راديكالي)، فيحظى بما بين 27,5 و29% من نوايا الأصوات، متقدماً على المعسكر الماكروني الذي يمنحه الاستطلاعان 20,5 إلى 21% من نوايا الأصوات. وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى احتمال فوز التجمع الوطني مع حلفائه بالغالبية المطلقة المحددة بـ289 نائباً وما فوق. غير أن عوامل مجهولة لا تزال تهيمن على التوقعات، بدءاً بعدد الدوائر التي ستشهد منافسة بين ثلاثة مرشحين في الدورة الثانية، وهو عدد يتوقع أن يزداد بفارق كبير أيضاً، وعدد المرشحين الذين سيعلنون انسحابهم في هذه الحالة سعياً لتوحيد الأصوات ضد التجمع الوطني. ويواجه المعسكر الرئاسي أكبر قدر من الضغط في هذه الانتخابات التي تهدده في جوهره نفسه. وتعهد الرئيس الخميس بـ«أكبر قدر من الوضوح» حول الخطّ الواجب اعتماده خلال الدورتين، في وقت يدعو العديد من الماكرونيين إلى تعليمات واضحة بالانسحاب، لا بل عدم الانسياق إلى موقف «لا تجمع وطني ولا فرنسا الأبية».
  • «آلية التصويت»
يتم انتخاب النواب بالاقتراع العام المباشر بأغلبية الأصوات في جولتين وحسب الدوائر الانتخابية، مما يعني أنه لكي يُنتخب المرشح في الجولة الأولى، يجب أن يحصل على أكثر من 50% من الأصوات المدلى بها، وعدد من الأصوات لا يقل عن 25% من عدد الناخبين المسجلين. وفي الجولة الثانية، قد تكون الأغلبية النسبية كافية، أي أكبر عدد من الأصوات الذي تم الحصول عليه، وفي حالة التعادل، يتم انتخاب أكبر المرشحين سناً. ولكي يحق للمرشح التأهل للجولة الثانية، يجب أن يكون قد حصل في الجولة الأولى على عدد من الأصوات لا يقل عن 12.5% ​​من عدد الناخبين المسجلين في الدائرة الانتخابية، وإذا استوفى هذا الشرط مرشح واحد فقط، فيمكن للمرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات بعده أن يستمر في الجولة الثانية، أما في حالة عدم استيفاء أي مرشح لهذا الشرط، فيمكن فقط للمرشحين اللذين يأتيان أولاً الاستمرار في الجولة الثانية. ويتم تنظيم هذا الاقتراع بالأغلبية في 577 دائرة انتخابية تغطي كامل الإقليم، وعلى وجه التحديد 539 في فرنسا القارية، و27 في الخارج، و11 لتمثيل الفرنسيين في الخارج.
  • «سيناريوهات محتملة»
في مساء الجولة الثانية، ستحصل إحدى الكتل الثلاث (المعسكر الرئاسي أو التجمع الوطني أو اليسار) على الأغلبية المطلقة بما لا يقل عن 289 مقعداً في مجلس الأمة.
*السيناريو الأول: حصول حزب الرئيس على الأغلبية المطلقة
في حال فوز إيمانويل ماكرون برهانه وحصول حزبه «النهضة» وحلفائه على أكثر من 289 مقعداً، فسيتمكن من إعادة تعيين غابرييل أتال رئيساً لوزرائه، وتنفيذ برنامجه دون الحاجة إلى التفاوض مع الأطراف الأخرى. لكن إذا لم يحصل أي حزب على الأغلبية المطلقة ولم يتم تشكيل ائتلاف حاكم، فقد يؤدي ذلك إلى طريق مسدود في الحكومة.
*السيناريو الثاني: تعايش رئيس الجمهورية مع الأغلبية البرلمانية
ستؤدي الأغلبية المطلقة لحزب الجبهة الوطنية أو اليسار للمرة الرابعة في الجمهورية الخامسة إلى «تعايش» بين رئيس الجمهورية وأغلبية برلمانية ذات لون سياسي مختلف. ووفقاً للمادة 8 من الدستور، يعين رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء من بين الأغلبية البرلمانية، وإلا فإن حكومة الأقلية سرعان ما ستتعرض للانتقاد داخل البرلمان، وإذا وافقت هذه الأغلبية على اسم ما، فسيكون من الصعب على الرئيس أن يتخذ خياراً آخر.
  • *السيناريو الثالث: فوز حزب الجبهة الوطنية
أعلن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف أنه سيقترح رئيسه جوردان بارديلا لرئاسة ماتينيون في حالة فوزه في الانتخابات التشريعية المبكرة. وترغب مارين لوبان في الاحتفاظ برئاسة المجموعة في الجمعية الوطنية، معلنة أنها لن تطلب استقالة إيمانويل ماكرون في حال فوز معسكرها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwkx3722

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"