بيروت: «الخليج»، وكالات
تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، أمس الثلاثاء، مع استمرار القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، وردّ «حزب الله» على مقتل مدني في الجنوب بإطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على كريات شمونة، وسط ترقب لما ستسفر عنه التدخلات الدولية بشأن خفض التصعيد وضبط الحدود مع إسرائيل، لاسيما مع انتظار اللقاء المرتقب بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمبعوث الأمريكي اموس هوكشتاين في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأربعاء لمناقشة المستجدات اللبنانية الحدودية والرئاسية، في وقت حذرت إيران من أنه إذا شنّت إسرائيل هجوماً شاملاً ضد«حزب الله» فإنها ستخاطر بإشعال حرب إقليمية.
وقُتل مدني لبناني، أمس الثلاثاء، في غارة إسرائيلية استهدفت أطراف بلدتي البستان والزلوطية في القطاع الغربي جنوبي لبنان، في وقت شنّت طائرة إسرائيلية غارات على المنطقة الواقعة بين بلدتي جويا وعيتيت في عمق الجنوب اللبناني، كما أغارت مسيّرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ على بلدة الطيبة الحدودية واستهدفت بإحدى الصواريخ محول الكهرباء الرئيسي في البلدة. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية مضخات مشروع المياه الرئيسي في بلدة الطيبة الذي يغذي بلدات حدودية جنوب لبنان، فيما استهدف قصف مدفعي بلدة رب ثلاثين الحدودية. كذلك، نفذت المقاتلات الإسرائيلية غارة جوية استهدفت بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط جنوب لبنان. وبالمقابل، دوّت صافرات الإنذار في مواقع إسرائيلية شمالي البلاد وفي الجولان السوري المحتل للتحذير من «تسلل مسيرة معادية». وذكرت تقارير إسرائيلية أنه جرى تفعيل الدفاعات الجوية في الجليل الأعلى في محاولة لاعتراض «جسم جوي مشبوه»، وسمع دوي انفجارات في المنطقة. وأوضحت تقارير إخبارية أنه تم تفعيل القبة الاعتراضية الإسرائيلية فيما دوت صافرات الإنذار في المستوطنات المقابلة لبلدتي عيترون وبليدا، وسمع انفجار صواريخ اعتراضية أطلقتها القبة الحديدية في أجواء القطاع الشرقي جنوب لبنان. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حرب الاستنزاف التي تدار في الشمال خلفت دماراً وخراباً في أكثر من 130 مستوطنة.
ولاحقاً، أعلن «حزب الله» في بيان أنه قصف ثكنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «رصد هدفاً جوياً قبل أن يعبر باتجاه الأراضي الإسرائيلية»، وذلك في أعقاب دوي صافرات الإنذار في موقع مالكيا. وقال إنه «بعد رصد الهدف، تم إطلاق صاروخ اعتراضي على الهدف، ولم تقع إصابات»، وأضاف أن دفاعاته الجوية «نجحت باعتراض هدف جوي آخر فوق الأراضي اللبنانية في منطقة كفركلا».
وأضاف أن «الهدف لم يعبر باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ولم تقع إصابات».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن رئيس المجلس الاستراتيجي الأعلى للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، تأكيده أنه «إذا شنت إسرائيل هجوماً شاملاً ضد«حزب الله» فإنها ستخاطر بإشعال حرب إقليمية»، مشدداً على أن «إيران ستستخدم كل الوسائل لدعم«حزب الله» إذا شنت إسرائيل حرباً شاملة».
