الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
طور أكثر من 13 ألف نوع من أنواع النمل حول العالم مجموعة متنوعة من استراتيجيات حماية أعشاش مستعمراتها، فالبعض منها ينتج سموماً مميتة، في حين أن البعض الآخر يبني حواجز صخرية، ولكن في الغابات المطيرة الكثيفة في جنوب شرق آسيا والهند، يوجد نوع من النمل يتميز بأسلوب دفاعي جريء وفريد: إذ ينفجر ليغمر أعداءه بسائل قاتل، كما أنه يضحي بحياته خلال هذه العملية.
يعرف العلماء ما لا يقل عن 15 نوعاً من النمل المتفجر، جميعها تنتمي إلى جنس «Colobopsis»، والنوع الأكثر دراسة هو «C.Explodens»، الذي يشكل مستعمرات قوية تضم آلاف الأفراد في الأشجار الاستوائية، إذ يقضي العمال وقتهم في الرعي على لحاء الأشجار المغطى بالأشنة والطحالب، بالإضافة إلى حراسة مداخل أعشاش المستعمرة، أو القيام بدوريات منتظمة للبحث عن الطعام في أعلى الأشجار، التي غالباً ما تكون على ارتفاع مئات الأقدام عن الأرض.
تمتلك كل عاملة من النمل زوجاً من الغدد الكبيرة المنتجة لمادة لزجة، تمتد من رأسها إلى جسدها بالكامل، وعندما تواجه تهديداً من حشرة أخرى أو أي كائن مقترب، تقوم بالضغط على بطنها حتى تتمزق هذه الغدد وينفتح جسدها بالكامل، مثل فقاعات الزيت الطافية.
السائل المتفجر الذي ينتجه نمل «C. Explodens» أصفر اللون وله رائحة حارة، وأطلق العلماء عليه اسم «المادة اللزجة الصفراء»، وعلى الرغم من أن هذه المادة لا تبدو سامة بشكل مباشر، إلا أنها شديدة اللزوجة وتوقف الخصوم في مساراتهم، مثل مصيدة الذباب السائلة، كما أنها مضادة للميكروبات، ما يشير إلى أن النمل يستخدمها للحفاظ على نظافة أعشاشه، ولتحقيق أقصى قدر من التأثير، تنطلق هذه «القنابل الحشرية» الصغيرة بشكل استراتيجي بعد أن تصطدم بساق الخصم أو رأسه.
