عادي
رغم مأساة فيلم «راست»

هوليوود لا تزال تفضّل استخدام الأسلحة الحقيقية

14:54 مساء
قراءة 3 دقائق
مسؤولة السلاح في فيلم «رست» وأليك بالدوين
مسؤولة السلاح في فيلم «رست» وأليك بالدوين

بعد إطلاق النار القاتل على يد الممثل أليك بالدوين، أثناء تصوير فيلم «راست»، بدأ خبير الأسلحة داتش ميريك، ينظّم دورات تدريبية على حسن استخدام السلاح في السينما، خضع لها مئات العاملين في القطاع لتفادي تكرار المأساة التي هزّت هوليوود.
وخلال إحدى الحصص التدريبية في استوديو بالقرب من لوس أنجليس، يقاطع ميريك المتدربين فيما يجرون بروفة تصوير لقطة مقربة لمسدس مطاطي يحمله أحد الممثلين.
ويلاحظ خبير الأسلحة الخمسيني، أن الشخص الذي كان يحمل السلاح خلال البروفة «كان يصوّبه مباشرة نحو فريق التصوير، وهذا بالضبط ما حصل في موقع تصوير فيلم راست»، في إشارة إلى فيلم الويسترن الذي كان الممثل أليك بالدوين يصوّره وقُتِلَت مديرة تصويره بطلق ناري. ويضيف المدرّب «من سيصحح الأمر ويتحدث عنه، إذ رأى هذا الوضع؟».
ولا يزال القسم الأكبر من المئات الذين دربهم ميريك منذ حادث «راست» متأثرين بهذه المأساة في مزرعة بولاية نيو مكسيكو.
وتقول فيرجينيا برازيير، وهي مديرة إنتاج: إن حادثة «راست» زادت الوعي لديها. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، تضيف برازيير التي تتولى مهمة توظيف أعضاء أطقم التصوير وفرق العمل لفيلم سينمائي، ومنهم مسؤولو الإكسسوارات والأسلحة، «أودّ أن أعرف الأسئلة التي ينبغي طرحها للتمكن من اختيار الأنسب منهم، بهدف تأمين السلامة».
خلال حصته التدريبية، يتحدث ميريك عن «نقص الموازنة» في فيلم «راست»، ويشرح جوانب الإهمال الإنتاجية المتعددة التي أدت إلى هذا الحادث.
ويعلّم ميريك طلابه أيضاً التعرّف على الرأس المخدّد للرصاصة الخلّبية، ومراعاة ثلاث «قواعد ذهبية»: توجيه السلاح في اتجاه آمن، وعدم وضع الإصبع على الزناد قبل الاستعداد لإطلاق النار، والتعامل مع السلاح دائماً كما لو أنه محمّل.
ولهذه القواعد أهمية فائقة لقطاع بات يشهد توتراً كبيراً وفقاً لراين تايلور، الذي يعمل مساعد مخرج. وهذا التوتر تتسم به «معظم فرق العمل» في مواقع التصوير، و«يرغب كثر من أعضاء هذه الفرق في التحقق من الإكسسوارات المستخدمة».
وصدرت على إثر مأساة «راست» دعوات لحظر الأسلحة النارية في مواقع التصوير. لكن هوليوود فضلت خيارات أقل تطرفاً.
وفي الأشهر الأخيرة، عُدلت للمرة الأولى منذ عشرين عاماً التوجيهات التي تحكم استخدام الأسلحة في مواقع التصوير، ومن أبرز القواعد التي اعتُمِدت أن مشرفاً على الأسلحة هو وحده المؤهل لتسليم سلاح إلى ممثل.
غير أن الجهات المنتجة لبعض الأعمال قررت التخلي كلياً عن استخدام الأسلحة النارية الحقيقية. فعلى سبيل المثال، تكتفي مسلسلات على غرار «ووكر»أو «ذي روكي: لوس أنجليس كوب»، باستخدام أسلحة ضغط الهواء أو تلك المطاطية.
كذلك أصدر نجم أفلام الحركة دواين جونسون «ذي روك» قراراً مفاده بأن شركته الإنتاجية لن تستخدم أسلحة حقيقية بعد اليوم. فبدلاً من أن يكون وميض الطلقات ناجماً عن رصاصات خلّبية، تتم محاكاته بواسطة المؤثرات الخاصة.
ويرى ميريك، أن «رد الفعل كان مبالغاً فيه جداً، وهو ما لم يكن ضرورياً».

.. وخلل إجرائي يلغي محاكمة أليك بالدوين

في تطور دراماتيكي، ألغيت محاكمة النجم الهوليوودي أليك بالدوين، في قضية القتل غير العمد خلال تصوير فيلم «راست»، بسبب خلل إجرائي، لأن النيابة العامة لم تسلّم فريق الدفاع الرصاصات المرتبطة بالملف.

وألغت القاضية ماري مارلو سومر، المحاكمة بحجة حجب أدلة، منددة بما اعتبرته سلوكاً «أشبه بسوء النية» من جانب الادعاء.

وبدا التأثر جلياً على أليك بالدوين، الذي بدأ بالبكاء على الفور بين ذراعي زوجته هيلاريا. وكان الممثل البالغ 66 عاماً معرّضاً لاحتمال السجن لمدة تصل إلى 18 شهراً بسبب هذه المأساة.

فقد شهد تصوير «راست» داخل مزرعة بولاية نيو مكسيكو الأمريكية، مأساة في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، عندما شغّل بالدوين سلاحاً كان يُفترض أنه يحوي رصاصاً خلبياً، غير أن ذخيرة حية انطلقت منه.

وأدى إطلاق النار إلى مقتل مديرة التصوير هالينا هاتشينز، وإصابة المخرج جويل سوزا.

وفي ظل الكثير من مواضع الضعف والتقلّبات في مسار القضية، لم يتمكن التحقيق مطلقاً من تحديد كيفية وصول الرصاص الحي، المحظور تماماً في مواقع التصوير، إلى موقع تصوير «راست».

واتهم محاموه الجمعة، الشرطة بشكل مباشر ب«طمس» أدلة لتفسير المأساة.

وبحسب الادعاء، فإن هذه الرصاصات لا تتطابق مع تلك التي أودت بحياة هاتشينز، وهي مصورة سينمائية واعدة متحدرة من أوكرانيا تبلغ 42 عاماً.

وأكدت المدعية العامة كاري موريسي، أن «هذا خيط خاطئ» في التحقيق و«ليس له أي قيمة ثبوتية».

لكنّ المدعية العامة، بدت غير مرتاحة في تفسير سبب عدم لعب هذه الرصاصات دوراً أكبر في التحقيق.

وأثارت هذه المأساة صدمة في هوليوود، وكذلك قرار محاكمة بالدوين، لأنه وفقاً للقواعد المرعية في السينما، ليس من مسؤولية الممثلين التحقق من أن السلاح آمن بالفعل.

لكن الادعاء قال: إن الممثل يتحمل هذه المسؤولية أمام القانون، واتهمه بالتصرف بطريقة فوضوية أثناء التصوير، متجاهلاً قواعد السلامة الأساسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/36nv57j8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"