عادي

النادي الثقافي العربي يحتفي بموسيقى برعي دفع الله

17:48 مساء
قراءة 3 دقائق
النادي الثقافي العربي يحتفي بموسيقى برعي دفع الله
النادي الثقافي العربي يحتفي بموسيقى برعي دفع الله

نظّم النادي الثقافي العربي في الشارقة، ندوة سلطت الضوء على تجربة الموسيقار السوداني، برعي محمد دفع الله، تحدث فيها د.مرتضى الغالي، والموسيقار د.الماحي سليمان، والإعلامي الطيب عبدالماجد، وأدارها الشاعر محمود الجيلي.

الندوة حملت عنوان «تأثير الفنان برعي دفع الله في الفضاء السوداني والعربي»، وهو موسيقار، وملحّن، وعازف عود بارع، أثرى مكتبة الغناء والموسيقى، السودانية والعربية، بمئات الألحان والمقطوعات الموسيقية الخالدة، منها ما حصد العديد من الجوائز العالمية. وهو أول من نال درجة فنان من الإذاعة السودانية، كما حاز وسام العلم والآداب والفنون الذهبي في التلحين والموسيقى، وسجل ألحانه ومقطوعاته الموسيقية في الإذاعات العربية، والإفريقية، والأوروبية، والأمريكية، وقدّم خلال مسيرته الفنية أكثر من 400 عمل، بين لحن، ومقطوعة موسيقية.

  • نماذج خالدة

تخللت الندوة التي شهدت حضوراً كبيراً، فواصل ووصلات غنائية قدمت نماذج من ألحان الموسيقار برعي دفع الله، قدمها الفنان أبوبكر سيد أحمد، منها «يا عذارى الحي»، للفنان عبدالعزيز محمد داؤود، و«الوصية» للفنان محمد وردي، ويا «روحي سلام عليك» للفنان عبيد الطيب. وشهدت الندوة تقديم مقطوعات من تأليف برعي دفع الله، قدّمها نجله الموسيقي زرياب، على الكمان، وبمصاحبة الفرقة الموسيقية، منها الأغنية، والأهزوجة السودانية الخالدة «أعز مكان وطني السودان»، للفنان إبراهيم عوض، ومقطوعة «ملتقى النيلين»، و«المروج الخضراء».

  • التمسك بالتراث

خلال مداخلته، أكد د.مرتضى الغالي، أن نشأة برعي محمد دفع الله الحضرية في حي الموردة بمدينة أم درمان، وسماته المدينية، لم تحل بينه وبين الألحان الشعبية، والتراثية، والفولكلورية التي غطت كل ربوع السودان، لا سيما أنغام كردفان، وشمال دارفور، وما يُعرف بغناء الحكامات، والأهازيج، والهدهدة، وأغاني الحصاد. وذكر أنه استطاع أن يلم بالتراث العالمي بما فيه الإقليمي الساحلي في غرب إفريقيا، والشمال العربي.

وتابع: «كان لدى برعي دفع الله معرفة عميقة بأغاني التراث المحلي، وإيقاع التُم تُم التي تعتبر حلقة مهمة في تاريخ الموسيقى والغناء السوداني، وهذه الحلقة ساهم فيها مبدعون كُثر، وهي تمتد من رابحة تُم تُم، وإسماعيل عبد المعين، وفضل المولى زنقار، وإبراهيم عبدالجليل، وصولاً إلى عبدالعزيز محمد داؤود، الذي شكّل ثنائية فريدة مع برعي عبر مسيرة إبداعية ممتدة».

وأشار د.مرتضى الغالي إلى أن هناك أسئلة تطرح حول المصادر التي كان يستلهم منها برعي دفع الله موضوعاته الموسيقية، لا سيما وأنها تطرح أبعاداً جغرافية ووجدانية، وأخرى من الطبيعة، لامست الوجدان السوداني.

  • محطات فنية

من جانبه، استعرض الإعلامي الطيب عبدالماجد، محطات من حياة برعي دفع الله الفنية، وقال: «كان لحناً خالداً في ذاكرة الأمة السودانية، ونغما حياً في وجدان الناس، ولم يكن غريباً على مدينة أم درمان أن تأتي به فالرجل يشبهها، وعرف العود باكراً، وبرع ملحناً فذاً، ليترك اسمه في صفحة الكبار، ووقّع بوتر العود، وقوس الكمان، في دفتر الأشعار وحوّلها بعبقرية إلى أغان خالدة. ومن تجليات برعي دفع الله أنه يمنح القصيدة حياة تتحرك، فيسكن فيها شجن فتزهو، ويعطيها من عطره فتنتشي، هو ظاهرة كونية لا تتكرر كثيراً، فإلى جانب ألحانه الخالدة كان عوّاداً محترفاً، قدم لنا مقطوعات خالدة نقلت الموسيقى إلى مستويات رفيعة احتفت بها الذائقة السودانية».

وتوقف الإعلامي الطيب عبدالماجد كثيراً عند الثنائية، واللقاء الذي جمع برعي محمد دفع الله بالفنان عبد العزيز محمد داؤود، مؤكداً أنه لقاء استثنائي بكل المقاييس، وكان لابد أن يحدث، إذ قدما من خلاله أغاني زاهية، كانت قريبة من الناس، ولامست إحساسهم، منها «يا حليلهم دوام بطراهم، وعودة قلب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdndye64

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"