الكتّاب العرب، من شرق وطننا الكبير إلى غربه، يتوجّه إليهم مشروع الشارقة الثقافي من خلال أكثر من قناة تواصل وتفاعل ثقافي، وتكريمي وإبداعي منذ الثمانينات وإلى اليوم. وإذا عاد أحدنا بذاكرته إلى ذلك العقد التأسيسي في الثقافة الإماراتية، فإنه سيستعيد حضور يوسف إدريس، عَلَم القصة القصيرة في مصر والوطن العربي، حين التفّ حوله الكتّاب الإماراتيون والعرب المقيمون هنا في الشارقة، وسيستعيد أيضاً حضور عبدالله البردوني الشعري الأصيل في أمسية نظمت له في الشارقة قبل أكثر من ثلاثين عاماً. وقرأ في الشارقة شعراء عرب من مختلف الإبداعيات الشعرية المعاصرة في تلك المرحلة الثمانينية والتسعينية في الوقت الذي كان فيه مشروع الشارقة الثقافي يجدّد برامجه وفعالياته ويطوّرها ثقافياً وإدارياً.
مرّ في الهواء الثقافي الطلق في الشارقة: أحمد دحبور، وإبراهيم نصرالله، وعبدالوهاب البياتي، والجواهري، وحيدر محمود، وأدونيس، وإبراهيم الكوني، وجبرا إبراهيم جبرا، وقاسم حدّاد، وعلوي الهاشمي، وعلي الشرقاوي، وجوزيف حرب، وعبدالله الصيخان، وسيف الرحبي، وحبيب الزيودي، وشوقي بزيع، وغيرهم من شعراء وروائيين ونقاد وتشكيليين ومسرحيين: جواد الأسدي، ناجي العلي، ونزيه خاطر، على سبيل المثال لا الحصر. وهؤلاء وغيرهم كانوا أعمدة الثقافة والفنون والأدب في الثمانينات والتسعينات.
فنّانون عرب تشكيليون استقطبهم «بينالي الشارقة»، وناشرون ومؤسسون لدور نشر عربية عريقة استقطبهم معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومسرحيون عرب مثقفون وأساتذة في علم المسرح كانت وما زالت «أيام الشارقة المسرحية» عرساً لهم ومكاناً عائلياً لقيام صداقات وأفكار مسرحية متبادلة بينهم، وكذلك، كانت وما زالت مهرجانات الشعر أفراحاً عربية للشعراء في الشارقة التي انطلقت منها فكرة بيوت الشعر العربية.
بواقعية موضوعية نقول: إن الشارقة عاصمة الكُتّاب العرب، وفي السنوات العشر الأخيرة أوجدت دائرة الثقافة في الشارقة تواصلاً منتظماً مع الكتّاب العرب في بلدانهم من خلال تكريم هؤلاء الكتاب القدامى .
الهواء الثقافي الطلق في الشارقة تنفّسه وامتلأت به رئات المئات من الشعراء والشاعرات، والمسرحيين والمسرحيات، والكتّاب والكاتبات على امتداد الوطن العربي الكبير، وتلك هي الترجمة المباشرة لمعنى «الشارقة عاصمة الثقافة العربية»، وهي أيضاً إمارة المشروع الثقافي، العربي، العالمي الدائم التجدد، والتطوير من عقد إلى آخر.
