عادي

الجيش الروسي يوقف التقدم الأوكراني.. وكييف تؤكد فشل أهداف «عملية كورسك»

16:40 مساء
قراءة 3 دقائق
موسكو ـ (أ ف ب) -
أعلن الجيش الروسي، الأحد، وقف التقدم الأوكراني قرب بلدات في منطقة كورسك؛ حيث تنفذ كييف منذ أيام توغلاً برياً، مع إقراره بأن قواتها بلغت مناطق تبعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود، في الوقت الذي أقرّ مسؤول أوكراني بعدم نجاح هدف عملية الاختراق حتى الآن والمتمثل في إضعاف الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا.
وأوضح الجيش، الروسي، في بيان أنه أفشل «محاولات اختراق» نفذتها «مجموعات مدرعة متحركة تابعة للعدو» قرب بلدتي تولبينو وأوبشتشي كولوديز اللتين تبعدان نحو 25 و30 كم من الحدود على التوالي، إضافة إلى بلدة جورافلي.
وصباح الأحد، نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً جديدة قالت، إنها تظهر غارة على رتل من المدرعات الأوكرانية في منطقة كورسك، وتدمير دبابة.
  • «نقل الحرب»
وبعد أيام من امتناع السلطات الأوكرانية نوعاً ما عن التعليق، تطرق الرئيس فولوديمير زيلينسكي للمرة الأولى إلى هذه العملية في خطابه اليومي، مساء السبت، بالقول إن كييف تسعى إلى «نقل الحرب» إلى روسيا.
ولمواجهة هذا الهجوم، أرسلت روسيا تعزيزات، وبدأت بـ«عملية» في ثلاث مناطق متاخمة لأوكرانيا، بينها كورسك. وأعلنت السبت إجلاء أكثر من 76 ألف شخص يقيمون في منطقة التوغل.
وطلبت أوكرانيا، من جانبها، إجلاء من لا يقلون عن 20 ألف مدني من منطقة سومي، الواقعة مقابل منطقة كورسك.
  • عدم ضعف الهجوم الروسي في الشرق
هدفت عملية التوغل في البداية إلى تخفيف ضغط القوات الروسية في منطقتي خاركيف (شمال شرق) ودونباس (شرق) الأوكرانيتين على قوات كييف، الأقل عدداً والمفتقرة إلى الأسلحة، بحسب المسؤول الأوكراني.
لكن هذه العملية، بحسب المسؤول، لم تضعف حتى الآن الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، حيث تقضم موسكو مزيداً من الأراضي منذ أشهر عدة.
وأقر المسؤول، «من حيث المبدأ، لم يتغير الوضع. ضغطهم في الشرق يتواصل، إنهم لا يسحبون قواتهم من هذه المنطقة»، رغم أن «وتيرة الهجمات الروسية في الشرق تراجعت بعض الشيء». لكن المسؤول اعتبر «أنها عملية جيدة للغاية»، و«باغتت الروس»، و«رفعت معنويات الجيش والدولة والمجتمع الأوكراني».
وأشار إلى أنه عاجلاً أم آجلاً، «ستصدّ» روسيا القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، ولكن إذا «لم تتمكن بعد فترة معينة من استعادة هذه الأراضي، يمكن استخدامها لأغراض سياسية»، كمفاوضات السلام.
  • «رد شديد»
وأكد أن روسيا تتهيأ لهجوم صاروخي واسع على «مراكز صنع القرار» في أوكرانيا رداً على الهجوم. وأشار إلى أنه تم إبلاغ حلفاء أوكرانيا الغربيين مسبقاً بالتوغل.
وأوضح، «نظراً لاستخدام السلاح الغربي» في هذه العملية، فقد «ساهم شركاؤنا الغربيون بشكل غير مباشر في التخطيط لها».
وبالفعل، توعّدت روسيا في وقت لاحق، الأحد، بالرد على ضربات أوكرانية، وخصوصاً الضربة الليلية التي أسفرت عن 13 جريحاً في مدينة كورسك.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر «تيليغرام»: «ستتم محاسبة مدبري هذه الجرائم ومنفذيها، بمن فيهم رعاتهم في الخارج. إن رداً شديداً للقوات الروسية لن يتأخر».
وأفاد البيت الأبيض، الأربعاء، بأنه يتواصل مع أوكرانيا لمعرفة المزيد عن «أهداف» التوغل.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي قد دعا الجانبين، الجمعة، في بيان إلى «التزام أقصى قدر من ضبط النفس لتجنّب حادث نووي قد تكون له تداعيات إشعاعية خطِرة».
تهدف عملية التوغل الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية إلى «تشتيت» قوات موسكو و«زعزعة» الوضع في روسيا، على ما أفاد مسؤول أوكراني كبير في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس في اليوم السادس من هذا الهجوم المباغت الذي توعدت موسكو بالرد عليه.
بعد أشهر من التراجع على الجبهة الشرقية، أطلقت أوكرانيا عملية واسعة النطاق غير مسبوقة، الثلاثاء، في منطقة كورسك الحدودية الروسية، سمحت لقواتها بالتوغل، بحسب محللين، حتى عمق خمسة عشر كيلومتراً على الأقل والسيطرة على عدة مواقع.
وقال المسؤول الأمني الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «نحن في حالة هجوم. والهدف هو تشتيت مواقع العدو، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر وزعزعة الوضع في روسيا؛ لأنهم غير قادرين على حماية حدودهم، ونقل الحرب إلى الأراضي الروسية».
أعلن الجيش الروسي، الأربعاء، أن أوكرانيا أرسلت ألف جندي للمشاركة في التوغل الذي فاجأ الكرملين.
وعلق المسؤول الأوكراني بالقول: «هناك أكثر من ذلك»، مقدراً عددهم بـ «الآلاف».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47ayeu5u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"