عادي

لماذا تأخر حوار ترامب وماسك 40 دقيقة؟

15:09 مساء
قراءة 4 دقائق

متابعات : الخليج
في الوقت الذي كان ينتظر أكثر من مليون مستمتع المحادثة المباشرة بين المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، وإيلون ماسك على منصته «إكس»، ظهر خلل مفاجئ أدى إلى تعطل البث لمدة 40 دقيقة، ليتصدر هذا العطل الغريب التغطية الإعلامية الخاصة بالمقابلة، خصوصا أنها لم تشهد أطروحات جديدة نوعاً ما لترامب.
المشاكل التقنية التي اعترت المقابلة، والتي وضعت ماسك في حرج كبير نظراً لاستضافته مرشحاً رئاسياً، وكذلك بالنظر إلى حجم الجمهور المتوقع، قال إنها تعود لهجوم «DDOS»، أي حجب توزيع الخدمة، والذي يقوم من خلاله «القراصنة» بإغراق الموقع بطوفان من الزيارات الزائفة، التي يتم إنشاؤها عادةً بواسطة برامج تتنكر بشكل أساسي كحشد من المستخدمين الذين يحاولون عرض نفس المحتوى.
هل وقع هجوم إلكتروني؟ 
وعلى الرغم من أن المنصة ربما تعرضت لهجوم إلكتروني، وفق ما قال ماسك، لكن ليس من السهل دائماً على مشغلي المواقع التمييز بين هجوم DDOS وطوفان من المستخدمين الحقيقيين الذين يحاولون جميعاً الوصول إلى المحتوى في وقت واحد. ولتأكيد وجهة نظره قال ماسك: إن «إكس» أجرت اختباراً تجريبياً قبل المحادثة تضمن حضور حوالي 8 ملايين مستخدم متزامن.
وقال متخصصون، لصحيفة واشنطن بوست، إنه ليس من المنطقي أن بقية X تعمل بشكل جيد بينما يكافح المستخدمون للوصول إلى المحادثة المباشرة. وإحدى طرق الاستعداد، هي إضافة سعة إلى النطاق الترددي، من شأنها أيضاً استيعاب معظم هجمات DDoS.
وقال أحد مستشاري X، وهو في وضع يسمح له بالاطلاع على الموضوع، إنه لم ير أي دليل على وقوع هجوم، لكنه حذر من أنه لا يستطيع استبعاد هجوم أكثر سرية على الفور، وأشار إلى أن ماسك، سيكون مطلعاً على معلومات إضافية حول أي هجوم.

حملة هاريس 
سخر جوزيف كوستيلو، المتحدث باسم حملة هاريس، من المشكلات الفنية لـ X وانتقد آراء الثنائي. وقال كوستيلو في بيان: «إن حملة ترامب بأكملها هي في خدمة أشخاص مثل إيلون ماسك، وهم رجال أثرياء مهووسون بذواتهم والذين سيبيعون الطبقة الوسطى والذين لن يتمكنوا من تشغيل بث مباشر في عام 2024».

أسئلة بسيطة 

وافتتح «ماسك» موقع Spaces معتذراً عن التأخير: «لقد تعرضنا لسوء الحظ لهجوم ضخم». وبمجرد أن بدأت محادثتهما، ظهرت الصداقة القوية التي تطورت حديثاً بين ماسك وترامب بوضوح، حيث طرح الملياردير في مجال التكنولوجيا أسئلة بسيطة سمحت للمرشح الجمهوري بإثارة نقاط الحديث التي أضفت الحيوية على حملته الرئاسية.
ولم تقدم المحادثة سوى القليل من المعلومات الجديدة حول آراء ترامب. وعلى مدار أكثر من ساعتين، هاجم ترامب نائبة الرئيس كامالا هاريس، منافسته الديمقراطية، ووصفها بأنها «زائفة» فشلت، إلى جانب الرئيس بايدن، في معالجة المعابر على الحدود الأمريكية مع المكسيك. وكرر عدداً من المزاعم بما في ذلك أن انتخابات 2020 تم تزويرها، وأن القضايا الجنائية المرفوعة ضده كانت مؤامرة من قبل إدارة بايدن لتقويض ترشيحه وأن قادة دول أخرى كانوا يرسلون المجرمين عمداً إلى أمريكا. 
وبالنسبة لكل هذه النقاط، أعرب ماسك إلى حد كبير عن موافقته، وقدم الثناء المتكرر لأنه أثبت أنه شريك للمساعدة على إيصال آراء ترامب على منصة إكس، التي حظرت ترامب ذات يوم بعد أحداث العنف التي أعقبت الانتخابات السابقة، لكن ماسك اشترى تويتر في عام 2022 وأعاد تسميته إلى X العام الماضي.
وقال ماسك في نهاية محادثتهما: «لم أكن سياسياً جداً من قبل»، واصفاً نفسه بأنه «معتدل، إن لم يكن معتدلاً، يسارياً قليلاً»، مضيفاً أن المستمعين الذين صنفوا أنفسهم بهذه الطريقة يجب أن يدعموا ترامب.
أهميتها لترامب 
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه المناورة ستساعد ترامب على كسب الناخبين المترددين أو ماسك على استعادة الثقة في برنامجه. 
وذكّرت الأخطاء الفنية بقضايا مماثلة ابتلي بها حدث سياسي آخر استضافه ماسك العام الماضي، عندما كان إعلان الحملة الرئاسية لرون ديسانتيس على تويتر مملوءاً بالأخطاء.
وجاءت المحادثة التي أجريت على Spaces، منصة البث الصوتي المباشر لشركة X – في أعقاب سلسلة من الجهود التي بذلها ترامب وفريقه لاستعادة الزخم الذي فقده منذ أن أنهى بايدن محاولته لإعادة انتخابه وأصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية.
وأتاحت المحادثة لترامب على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة لتوسيع نطاق جاذبيته إلى ما هو أبعد من البرامج الإذاعية الحوارية اليمينية أو المنافذ التلفزيونية المحافظة، حيث يُمنح ترامب في كثير من الأحيان مساحة لمشاركة وجهات نظره دون مقاطعة.
كما سمحت لماسك بالتعبير عن العديد من شكاواه، بما في ذلك انتقاداته للتنظيم الحكومي الذي قال إنه يعيق الابتكار. وانتقد ماسك بشكل متكرر بايدن في منشوراته على إكس، وأيد تصوير ترامب للرئيس على أنه ضعيف وغير كفء، ولهاريس على أنها غير صالحة للقيادة.
وقال ماسك بعد ساعة من قيام ترامب بمعظم الحديث: «يمكن بالفعل إجراء محادثة معك.. ولا يمكن إجراء محادثة مع بايدن أو كامالا. هذا غير ممكن».
وأتت محادثة ترامب مع ماسك بمنزلة تتويج لتحول ملحوظ في العلاقة التي كانت جليدية؛ إذ كان ماسك ينتقد ترامب لسنوات، لكنه خضع لتحول سياسي، حيث أصبح غاضباً من الديمقراطيين بشأن الهجرة، ومعاملة إدارة بايدن لشركة تيسلا وغيرها.
من جانبه، خفف ترامب من انتقاداته اللاذعة التي استمرت لسنوات ضد السيارات الكهربائية، وأخبر الحشود بشكل متزايد في مسيراته أنه يحبها- وخاصة تلك التي تنتجها شركة ماسك- حتى عندما ينتقدها بسبب عيوبها المفترضة.
وفي يوم الاثنين، عاد إلى موقع ماسك بعد سنوات من الصمت النسبي هناك، ونشر ثماني مرات قبل محادثتهما. وتألفت منشوراته إلى حد كبير من مقاطع فيديو للحملة قام هو وفريقه بتوزيعها بالفعل، بما في ذلك مقطع فيديو يتتبع صعوده السياسي وآخر يهاجم هاريس باعتبارها ليبرالية بشكل مفرط.
وتم حظر ترامب من موقع X، الذي كان يُسمى آنذاك تويتر، في عام 2021 بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي في محاولة لوقف التصديق على فوز بايدن في انتخابات 2020.
وأعاد ماسك حساب  ترامب بعد أن اشترى المنصة في عام 2022، لكن ترامب تجنبها إلى حد كبير لصالح منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به، Truth Social. 
ومن المحتمل أن يوفر إحياء حساب الرئيس السابق على X جمهوراً أكبر ويوفر أيضاً دفعة لمنصة إيلون ماسك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc396rpu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"