عادي

هل يتجه العالم نحو وباء جديد مع تفشي جدري القردة؟

21:23 مساء
قراءة 3 دقائق

باريس - أ ف ب
هل ينتشر جدري القردة عبر العالم، بعد سنتين من موجة إصابات أولى؟ ما زال الوقت مبكراً للرد على هذا السؤال بحسب الخبراء، لكن مرض «إمبوكس» يطرح حالياً أزمة خطرة في قسم من القارة الإفريقية.
- ما هو جدري القردة؟
عرف هذا المرض بجدري القردة؛ لأنه ناتج من فيروس قريب من الجدري، اكتشف عام 1958 لدى قردة كانت تستخدم في الأبحاث. ولاحقاً أطلقت عليه السلطات الصحية تسمية «إمبوكس». ويتسبب الفيروس في ارتفاع الحرارة وآلام في العضلات وطفح جلدي.
ورصدت أول إصابة بشرية في الكونغو الديمقراطية عام 1970، وبقي المرض محصوراً لفترة طويلة في عشر دول إفريقية. لكن في عام 2022 بدأ ينتشر في باقي العالم، ولاسيما الدول المتطورة التي لم تسجل أي إصابة من قبل.
- ما هي المخاطر؟
من الصعب تحديد المرحلة التي يصبح فيها المرض فتاكاً. قبل تفشي جدري القردة في 2022، كانت تذكر نسبة غير دقيقة من الوفيات تراوح بين 1 و10%. وهذا التباين الكبير ناتج من وجود سلالتين رئيسيتين للفيروس، السلالة 1 والسلالة 2 الأقل خطورة بكثير.
وهذه السلالة الثانية هي التي تسببت في تفشي الوباء في عام 2022، وكانت نسبة الوفيات الناتجة منها أقل من 1%، ما يفسر أيضاً بفاعلية أنظمة العناية الصحية في الدول المتطورة.
- ما الجديد؟
السلالة 1 هي التي تسببت هذه المرة في تفشي جدري القردة منذ عام في الكونغو الديمقراطية، وبنسبة أقل في دول إفريقية أخرى مثل بوروندي وكينيا. وأعلنت الكونغو الديمقراطية، الخميس، تسجيل 548 وفاة منذ مطلع العام من أصل نحو 16 ألف إصابة «محتملة» تم إحصاؤها.
وهذا التفشي على ارتباط في جزء منه بالسلالة 1، إنما كذلك بظهور متحوّر جديد هو 1 بي يشتبه في أنه أكثر خطورة، غير أنه لم يتم إثبات ذلك.
ورصد المتحور الجديد هذا الأسبوع في السويد، في أول إصابة خارج إفريقيا. وفي آسيا، رصدت أول إصابة بجدري القردة في باكستان، من غير أن تعرف السلالة.
وقال براين فرغوسون أستاذ علم المناعة في كامبريدج متحدثاً لمركز ساينس ميديا سنتر البريطاني: «ليس من المفاجئ نظراً إلى خطورة الوباء في إفريقيا، وتفشيه فيها، أن تكون الرحلات بين القارات أتت بهذه الإصابة إلى أوروبا»، متوقعاً «على الأرجح المزيد» من الإصابات في العالم إذا لم يتم اتخاذ أي تدابير محددة.
- من مهدد بالمرض؟
كان تفشي المرض الحالي في إفريقيا، أكثر فتكاً بين الأطفال، وهو أمر غير مفاجئ؛ إذ إن السلالة 1 «معروفة بالتسبب في أمراض أكثر خطورة لدى الأطفال الأصغر سناً، والحوامل والأشخاص الذين يعانون نقص المناعة»، على ما أوضح خبير الفيروسات في مركز ساينس ميديا سنتر جوناس ألباراز.
لكنه أشار إلى أن المتحور بي 1 «ينتشر بصورة خاصة بين البالغين الشباب مع انتقاله عبر الاتصال الجسدي الوثيق على ما يبدو».
وينتقل الفيروس بصورة أوسع من خلال السوائل الجسدية؛ مثل اللعاب، والتماس المباشر مع الطفح الجلدي، ما يفسر إصابة الأطفال.
- ماذا الآن؟
لا يعرف إلى أي مدى سينتشر الفيروس خارج إفريقيا. والمصاب في السويد كان آتياً من القارة الإفريقية، وقال البروفيسور فرنسوا بالو من جامعة كولدج أوف لندن، إنه «ليس هناك في الوقت الحاضر دليل على وجود عدوى في أوروبا».
ويرى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، أن هذا الخطر ضعيف. لكن الوكالة رأت الجمعة أن من «المرجح جداً» أن تواجه الدول الأوروبية زيادة في الإصابات المستوردة بالسلالة 1، وأوصت «السلطات الصحية» بأن تكون جاهزة «للسماح بتأمين رصد واستجابة سريعين لأي حالة جديدة».
وإن كانت السلطات الصحية تراقب بقلق انتشار الفيروس حالياً، وفي طليعتها منظمة الصحة العالمية التي أعلنت إنذاراً من أعلى مستوى، فذلك بسبب عواقبه الخطرة في إفريقيا.
ويعد التلقيح أساسياً في هذا الصدد. وثمة عدة لقاحات فعالة للغاية ضد جدري القردة، لكنها غير متوافرة في إفريقيا، في حين أنه عند انتشار الفيروس في 2022، أطلقت الدول المتطورة بسهولة حملات تلقيح. وقال براين فيرغوسون، إنه «من الممكن» مكافحة تفشي الفيروس، لكن «هذا يتطلب تعاوناً دولياً سريعاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/348pdjv3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"