عادي

عائلة فلسطينية تكافح لإخراج مستوطنين من أرضها في الضفة

23:32 مساء
قراءة 3 دقائق

بيت جالا - أ ف ب
يصرخ نشطاء مؤيدون للسلام، إلى جانب أفراد عائلة قيسية الفلسطينية التي استولى مستوطنون على أرضها في الضفة الغربية في مواجهة القوات الإسرائيلية، وهم يحملون هواتفهم، وينقلون ما يجري بشكل مباشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
ونصبت العائلة خيمة في بيت جالا قرب بيت لحم، تحولت إلى نقطة تجمع للفلسطينيين الذين استولى المستوطنون على أراضيهم، وللناشطين المتضامنين معهم، بمشاركة نواب وحتى حاخامات.
وفي الموقع، يتحلق أفراد العائلة والمتضامنون معهم يومياً لتناول الطعام والصلاة والغناء أو الحديث عن أساليب المقاومة من دون اللجوء إلى العنف. ويسيرون يومياً نحو أرض زراعية تبعد عشر دقائق عن الخيمة، وهي حقل عائلة قيسية الذي تمركز فيه مستوطنون اعتباراً من 31 يوليو/ تموز الماضي، وأقاموا بؤرة استيطانية.
في ذلك اليوم، قالت منظمة «السلام الآن» غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان: إن مستوطنين هاجموا، برفقة جنود، «الأرض، واعتدوا على عائلة قيسية، والناشطين الذين كانوا يحاولون إبعادهم».
وبعد هذه المواجهة، أقيمت الخيمة، ويقول الناشطون: إن مصير العائلة الفلسطينية هو مثال آخر من أمثلة كثيرة على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
والخميس، توجه المتضامنون من جديد مع عائلة قيسية لتفكيك السياج الذي أقامه المستوطنون، بينما حاول أفراد العائلة إخراج ما استطاعوا من الموقع من فرشات وكابلات كهربائية، وحتى ثمار الرمان. ووقع شجار بين المستوطنين والناشطين. كما يحدث في كثير من الأحيان. ولكن هذا لم يضعف عزيمة أليس قيسية التي قالت: «سنبقى هنا حتى نستعيد أرضنا».
- التوسع الاستيطاني
وقالت الشابة: إن المستوطنين «استغلوا الحرب» التي اندلعت في غزة. وبينما تستحوذ غزة على اهتمام العالم، ويتجنب الأجانب القدوم إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بمن فيهم النشطاء المؤيدون للفلسطينيين، «ظن المستوطنون أن الأمور ستجري بصمت»، بحسب أليس قيسية التي تشدد على أن «الحال ليست كذلك».
وقُتل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 640 فلسطينياً برصاص إسرائيلي منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب بيانات فلسطينية رسمية. وقُتل ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً، جنوداً أو مدنيين، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات نفذها الجيش في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
ومنذ اندلاع الحرب، سجلت الأمم المتحدة 1250 هجوماً شنها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة، من بينها 120 تسببت في وقوع ضحايا فلسطينيين/ و1000 تسببت بأضرار مادية.
حضرت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي عايدة توما لزيارة عائلة قيسية «ليرى العالم ما يحدث» على أرضهم، وهي من المساحات الخضراء القليلة في المنطقة، والقريبة من قرية بتير الفلسطينية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وأثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش غضباً دولياً لدى إعلانه في منتصف آب / أغسطس عن بناء مستوطنة جديدة فيها.
وفي حين تميز إسرائيل بين المستوطنات القانونية وغير القانونية، تعد جميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية وفقاً للأمم المتحدة. وحالياً، يقيم فيها 490 ألف مستوطن بين ثلاثة ملايين فلسطيني.
- «شعور بالمسؤولية»
وفي بيت جالا، فقدت عائلة قيسية منزلها ومطعمها اللذين هدمتهما القوات الإسرائيلية في عام 2019. لكنهم تمكنوا في بداية أغسطس/ آب الجاري من حشد المتضامنين تحت خيمتهم الكبيرة.
تقول الناشطة الفلسطينية مي شاهين: «كنت أتمنى لو كانت لدينا كاميرا عندما بدأنا. كنا نجلس على الكراسي، ولم يكن هناك أي شيء هنا».
لكن تحت الخيمة وحولها «يمكننا أن نفعل ما يعبر عنا، نرتدي الكوفية، ونغني أغانينا بلغتنا مع رفاقنا الإسرائيليين»، تقول أميرة محمد، وهي فلسطينية تبلغ من العمر 25 عاماً جاءت من القدس الشرقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xu94cyb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"