عادي
أكبر مقبرة للسفن الغارقة في البحر الأحمر

«مثلث برمودا المصري» يجذب الغواصين والمغامرين

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين
غطاسان بجانب حطام سفينة غارقة بالمنطقة
حطام سفينة غارقة بالمنطقة

القاهرة: «الخليج»
يجذب مثلث أبو النحاس المواجه لمدينة الغردقة المصرية في مياه البحر الأحمر، عشاق رياضة الغوص والمغامرين من مختلف دول العالم، لما تضمه المنطقة من سفن غارقة انتهت رحلاتها إلى أعماق البحر في تلك المنطقة على نحو غامض، وبصورة تشبه إلى حد كبير، السفن التي ابتلعتها المياه في مثلث برمودا الشهير شمال المحيط الأطلسي.
ويطلق الصيادون المحليون في مدينة الغردقة، على تلك المنطقة اسم «مثلث برمودا المصري»، استناداً إلى ما تضمه من سفن غارقة، وما صاحب عمليات الغرق لتلك السفن من غموض كبير بعضها يرقى إلى درجة الأساطير، إذ لم تستغرق عمليات الغرق لعشرات من السفن القابعة في أعماق المثلث منذ عقود بعيدة، سوى دقائق معدودة، رغم قرب المثلث من الشاطئ، بمسافة لا تزيد على 35 كيلومتراً فقط.
يقع مثلث برمودا المصري غرب جزيرة شدوان المواجهة لمدينة الغردقة، في المنطقة التي يعرفها الصيادون المحليون باسم «شعاب أبو النحاس»، وما يثير الغموض حول عمليات الغرق التي شهدتها المنطقة لعشرات من السفن، أنها تتميز بهدوء المياه وخلوها من الدوامات والأمواج العنيفة، لكنها مع هذا الهدوء تحتاج إلى مهارات خاصة من قبل ربابنة السفن، لتفادي الاصطدام بعشرات من حقول الشعاب المرجانية التي تنتشر في المنطقة، والتي يكفي اصطدام بدن أي سفينة، مهما كانت قوته، لإحداث الثقوب الضخمة التي تؤدي إلى الغرق خلال دقائق معدودة. ينتشر حطام السفن الغارقة في مثلث أبو النحاس على مساحة كبيرة في منطقة الشعاب، وهو ما جعلها بيئة مثالية للعديد من الكائنات البحرية وأعشاب البحر، ما يثير فضول كثير من هواة ممارسة رياضة الغوص. ويقول أمير محمد أحد الغطاسين المحترفين العاملين بالمنطقة، إنه رغم تنظيم آلاف من رحلات الغوص للهواة والمحترفين في تلك الرياضة، إلا أن أحداً لم يتمكن من إحصاء عدد السفن التي غرقت على مدار عقود في تلك المنطقة، وإن كان بعضهم من قدامى الغطاسين يقدّرون عددها بنحو سبع سفن ضخمة، من أشهرها السفينة «إس إس كارناتيك» التي غرقت في تلك المنطقة قبل أكثر من مئة عام، والتي تعد المقصد الرئيسي للمئات من عشاق رياضة الغوص، إلى جانب حطام السفينة «كيمون إم» التي غرقت في عام 1978، والسفينة «أولدن» التي غرقت بعدها بنحو عشر سنوات، انتهاء بالسفينة «غيانيس دي» التي غرقت مطلع الثمانينات.
لعبت حوادث الغرق التي تعرّضت لها السفن في مثلث أبو النحاس، دوراً كبيراً في إطلاق هذا الاسم على المنطقة، إذ يعدُّها كثير من الصيادين، منطقة لا تبعث على الفأل الحسن، خصوصاً في عمليات الصيد، لكن بعض المؤرخين المعنيين بتاريخ المنطقة، يرجعون التسمية إلى السفينة «كارناتيك» البريطانية، التي غرقت في المنطقة أثناء رحلتها إلى بلاد الهند، وكانت محمّلة بكمية ضخمة من الذهب والنحاس والنبيذ والقطن، وقد غرقت السفينة على الفور، على إثر اصطدامها بالشعاب المرجانية في المنطقة، ما أدى إلى وصول المياه إلى غلايات السفينة، وقد تسبب الحادث في غرق معظم طاقم السفينة، باستثناء الربان وعدد قليل آخر، نجحوا في الوصول إلى جزيرة شدوان القريبة سباحةً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3hcek3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"