وقف صوت الحرب

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين
2

قد يكون أي نوع من أنواع وقف الحرب مطلوباً، اليوم قبل الغد في غزة التي تئّن تحت نير ضربات دامية، لا ترأف بطفل ولا تعفي امرأة، في مشهد مؤلم يدمي القلوب والعقول. أحد عشر شهراً، لم تشبع آلة الحرب من سفك دماء المدنيين العزّل، ولم تنجح كل بيانات الإدانة والشجب، ولا المطالبات أو الزيارات المكوكية لوزراء ومسؤولين، ولا جولات متعددة من المفاوضات.
اليوم، يفاجئنا المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي ب «تحقيق تقدّم» في المباحثات التي تستضيفها القاهرة، سعياً إلى التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، مؤكداً أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» وليام بيرنز يشارك فيها، وأننا أمام «هذا التقدم» وفقاً للسيد كيربي «نحتاج أن يعمل الطرفان من أجل التنفيذ».
كلام كيربي يأتي فيما المنطقة، على فوهة بركان مهدد بالانفجار في أي وقت.. انفجار، لا يمكن أن يتخيل عاقل ولا حتى مجنون، الثمن الذي يمكن أن يكّلف دول المنطقة، بل والعالم قاطبة، عند وقوع الكارثة، لا سمح الله.
نعم اليوم وقبل الغد، غزة، والمنطقة عموماً، والعالم بأسره معني بوقف آلة الحرب، ورفع الأنقاض، واستعادة لغة العقل.
واليوم، إذا كان «اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن يلوح في الأفق»، على حد تعبير ليندا غرينفيلد، المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، لمجلس الأمن الدولي، التي حثت أعضاء المجلس على الضغط من أجل قبول اقتراح لسد الفجوات في المواقف، فهل يكفي هذا لوقف صوت الحرب؟ وهل يكفي وقف صوت الحرب أصلاً؟ أم أننا أمام كارثة إنسانية بحاجة إلى سنوات من العمل الجدّي والمخلص لإنقاذ أهل غزة، بل والبشرية من صورة الدماء والدمار التي سالت؟.
نحن اليوم على بعد أكثر من 10 أسابيع، من تبني مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار أمريكي يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة.
ومنذ ذلك الحين، عقدت محادثات متقطعة بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، والتي قدمت قبل أيام اقتراحاً لسد الفجوات، بما يتوافق مع خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/ أيار الماضي، ووافق عليها مجلس الأمن في يونيو/ حزيران.
نعم، إنها لحظة حاسمة لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة، وما يترتب عليها على مستوى المنطقة. ولا يكفي وقف صوت المدافع والطائرات التي تروع المدنيين الآمنين، تحت ركام المدن وفي الخيام الممزقة، فالأزمة تبقى ناراً تحت الرماد، إذا ما بدأ العمل الجاد لنزع الفتيل من القنبلة الموقوتة.
وقف إطلاق النار ضروري، ووقف التصعيد مهم، كما أن إطلاق الرهائن والمعتقلين خطوة مهمة.. الاستجابة الإنسانية للوضع المأسوي الحالي في قطاع غزة أكثر من أولوية، وفي هذا لدولة الإمارات دور ريادي وفعّال لا يتوقّف، في إطار التزام تاريخي تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق.
والإمارات التي تدعم وقفاً فورياً ومستداماً لإطلاق النار في غزة، تؤمن أن إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ينطلق من حل مستدام وعادل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ومسار سياسي يقود إلى تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/s9t76pb8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"