عادي

هاريس تسعى لحسم ولاية «حزام الصدأ» بأصوات العرب

15:05 مساء
قراءة 4 دقائق

ميشيغان ـ (أ ف ب)
يؤكد الناخبون الديمقراطيون المتحدّرين من أصول عربية، وشرق أوسطية، في ولاية ميشيغان الحاسمة، والمعروفة باسم «ولاية حزام الصدأ»، لنتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أنه سيتعيّن على كامالا هاريس كسب تأييدهم مجدداً، بعدما شعروا بالتهميش جراء طريقة تعاطي الرئيس جو بايدن مع العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
يمكن لبلدة ديربورن ذات الـ 110 آلاف نسمة، وتعتبر بمثابة مركز ثقافي بالنسبة إلى الأمريكيين من أصول عربية، بأن تلعب دوراً محورياً في تقرير مصير الولاية المتأرجحة التي تصوّت أحياناً للجمهوريين، وأحيانا أخرى للديمقراطيين، والقادرة على حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وعبّر أفراد هذه الجالية عن استعدادهم للإنصات لما ستقوله نائبة الرئيس هاريس، ودراسة خياراتهم، في تحوّل لافت عن مواقفهم العدائية المباشرة حيال بايدن.
وقال ناشر صحيفة «صدى الوطن» The Arab American News أسامة السبلاني «نحن الآن في حالة استماع».
ولدى قبولها بتسميتها كمرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة خلال مؤتمره، الخميس، تعهّدت هاريس «إنجاز» وقف إطلاق النار، وضمان حصول الفلسطينيين على حقّهم في «الكرامة، والأمن، والحرية، وحق تقرير المصير».
لا متحدثين
لكن ساد غضب في أوساط المندوبين المؤيّدين للفلسطينيين، إثر رفض طلب إدراج ممثلين عنهم على قائمة المتحدّثين. وأفادت مجموعة «نساء مسلمات من أجل هاريس-وولتز»، إن القرار بعث «رسالة فظيعة»، وأعلنت أنها ستحل نفسها، وتسحب دعمها للحملة.
ومؤخراً، التقت هاريس التي تعهّدت «عدم السكوت» عن معاناة الفلسطينيين، مع شخصيات ضمن حركة «غير ملتزمين» الوطنية التي أطلقت التهم بحق بايدن خلال الانتخابات الديمقراطية التمهيدية.
ورغم أنها لم تقدّم أي وعود صلبة، إلا أن القادة أفادوا بأنها أثارت إعجابهم عبر إظهار تعاطفها.
نفوذ متزايد
لطالما كانت ميشيغان التي تضم مصنّعي السيارات «الثلاثة الكبار» (فورد وجنرال موتورز وكرايسلر)، محطة مهمة للطامحين إلى الوصول إلى البيت الأبيض.
ودفعت فترات الركود الاقتصادي في سبعينيات القرن الماضي، كثيرين لمغادرة إحدى ولايات «حزام الصدأ»، كما تُعرف، في وقت دفعت الاضطرابات في الشرق الأوسط لبنانيين، وعراقيين، ويمنيين، وفلسطينيين، للهجرة إليها.
وقال رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، في مقابلة أخيراً «نحن مدينة عالمية حيث إن نحو 55 في المئة من سكاننا من أصول عربية.. وبالنسبة لكثير منا، عندما تتطرق لما يحدث في غزة، هؤلاء أفراد عائلاتنا وأصدقاؤنا».
وتبدو ديربورن التي تشتهر بكونها مسقط رأس هنري فورد، للوهلة الأولى، كأي مدينة أمريكية صغيرة بشوارعها العريضة، ومراكز التسوّق.
لكنها أيضا مقر «المركز الإسلامي في أمريكا» (أكبر مسجد في البلاد)، وعدد كبير من المتاجر، والمطاعم، والمقاهي الشرق أوسطية.
يستذكر السبلاني كيف تركّزت حملة رئيس البلدية في منتصف الثمانينيات عندما أسس صحيفته، على «مشكلة العرب».
لكن مع ارتفاع أعداد أفراد الجالية، وتولّي أبناء عمال المصانع وظائف كمحامين، وأطباء، ورجال أعمال، ازداد نفوذهم السياسي أيضاً.
«أهون الشرّين»
وعلى اعتبار أنهم ينتمون إلى شريحة محافظة، اجتماعياً تاريخياً، فضّل العرب والمسلمون، بفارق كبير، جورج بوش الابن في انتخابات عام 2000.
لكن سنوات «الحرب» التي قادتها الولايات المتحدة وتخللتها حروب في الشرق الأوسط، وأفغانستانن وتم في إطارها تشديد الرقابة على المسلمين في الولايات المتحدة زجّت بهم في المعسكر الديمقراطي.
وعام 2018، انتخب سكان جنوب شرق ميشيغان رشيدة طليب، أول فلسطينية أمريكية تشغل مقعداً في الكونغرس، في عتبة مهمة بالنسبة للجالية.
كما انتُخب ثلاثة رؤساء بلديات أمريكيين من أصول عربية أخيراً في بعض الضواحي.
وردّاً على حظر الرئيس السابق دونالد ترامب، السفر من بلدان مسلمة، ودعمه المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وغير ذلك، دعم الناخبون في ديربورن بايدن بأغلبية ساحقة عام 2020، ما ساعد الديمقراطيين على ضمان الفوز بالولاية بفارق ضئيل.
لكن السكان يشعرون بالامتعاض من الطلب منهم التصويت لـ«أهون الشرّين،» ويريدون بدلاً من ذلك مرشّحاً يحقق مطالبهم، مثل وقف دائم لإطلاق النار في غزة، والتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.
وقالت الناشطة والرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الأمريكيةن فاي نمر «أعتقد بأن نائبة الرئيس هاريس لديها فرصة.. يمكنها إما أن تكمل مسيرة الرئيس بايدن، وإما تضع أجندتها الخاصة بها».
شعر الأمريكيون من أصول عربية بالرضا عن خيار هاريس لمنصب نائب الرئيس، إذ إن وولتز تبنّى نهجاً تصالحياً مع معارضي الحرب، بخلاف حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، الذي اتّخذ موقفاً مشدداً ضد المتظاهرين في الجامعات.
لكن سقف المطالب بات أعلى. وقالت المحامية الديمقراطية سجود حماد «لم نعد نقبل بالفُتات»، متعهّدة التصويت لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين، ما لم ترَ مواقف أقوى من هاريس خلال الحملة.
«حزام الصد»أ
ويطلق مصطلح «حزام الصدأ» على المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب ولاية نيويورك عبر ولايات الغرب الأوسط، وتضم 7 ولايات، هي: بنسلفانيا، أوهايو، فرجينيا الغربية، إلينوي، إنديانا، ميشيغان، وصولاً لولاية ويسكونسن.
ولعقود طويلة، رفعت هذه المنطقة راية التصنيع الثقيل في الولايات المتحدة، وركزت على مناجم الفحم، وإنتاج الصلب، وصناعة السيارات، والآلات الهندسية، وأصبح «حزام الصدأ» مركزاً صناعياً ضخماً، نظراً لقربه من البحيرات العظمى والقنوات والأنهار، وهذا سمح للشركات بالوصول إلى المواد الخام وشحن المنتجات النهائية بسهولة نسبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wsvtbtd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"