عادي

الصين تقترب من "الخط الأحمر" في استنزاف الأراضي الزراعية

03:39 صباحا
قراءة دقيقتين

دفعت مخاوف الصين من الفشل في زراعة ما يكفي من الذرة أو القمح أو الأرز لتغذية شعبها الدولة الى التحرك هذا العام غير أن بكين ربما تبذل جهدا ضئيلا للغاية ومتأخرا بدرجة، لا يمكنها من التغلب على قوى التحضر الهائلة .

وفي الوقت الذي تصارع فيه اسواق القمح العالمية انخفاضا غير معتاد في المخزونات وارتفاعا قياسيا في الاسعار تكافح الصين لمنع تدمير الاراضي الزراعية بسبب التوسع الحضري وتنامي ندرة المياه والهجرة الجماعية للعمال الى مدنها المزدهرة عبر توجيه عشرات المليارات من الدولارات الى المناطق الريفية .

لكن محللين يقولون انه يجب عليها عمل المزيد لمواجهة تأثير أكبر عملية تحضر في التاريخ .

وقال لي جوشيانج الباحث بمعهد التنمية الريفية بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وهي مؤسسة بحثية حكومية رائدة بشأن السياسات الريفية، الدعم لايزال ضعيفا جداً .

وقال ان الدعم المباشر يمثل فقط حوالي خمسة في المائة من دخل المزارعين في الصين مقارنة مع 60 في المائة في بعض الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة أو اليابان .

وتمثل الصين 20 في المائة من سكان العالم وتمتلك سبعة في المائة فقط من الاراضي الزراعية . وتزرع الصين ما يكفي من الارز والذرة والقمح لتغذية شعبها حتى الآن . غير أنه مع تحسن النظم الغذائية وتزايد استهلاك اللحوم ومنتجات الالبان فإن هذه الايام في طريقها الى ان تولي ربما بوتيرة اسرع مما يتوقع الكثيرون مع تزايد القلق العالمي بشأن إمدادات الغذاء في المستقبل .

وتعهدت بكين بالحفاظ على حوالي 300 مليون فدان على الاقل من الاراضي الزراعية . غير أنها تقول انها تقترب من الخط الاحمر وربما تجاوزته بالفعل بسبب الاستغلال غير القانوني للاراضي .

ويقول فريدريك هيرفويه المسؤول بقطاع الاستثمار في السلع ببنك (بي . ان .بي باريبا) ان الصين فقدت بالفعل نحو واحد في المائة من الارض الزراعية سنويا خلال الاعوام الثمانية الماضية .

وقال لي امدادات الحبوب آمنة في المدى القريب . لكن هناك ضغوط كبيرة في المدى البعيد، الشيء الاكثر أهمية على الاطلاق هو حماية الارض الزراعية . في كل مكان من البلاد في الوقت الحالي يستقطعون الارض لاغراض التصنيع أو لانشاء مناطق صناعية .

وارتفعت هذا العام أسعار زيت الطهي المحلية متجاوزة الاسعار العالمية متسببة في نفاد الامدادات في بعض المناطق الامر الذي سلط الضوء على قلق بكين بشأن الاعتماد على الامدادات الاجنبية في بلد يحتل الاستقرار الاجتماعي مرتبة متقدمة ضمن الاولويات الوطنية لحكومته .

وقد فات أوان منع الاعتماد على الزيوت النباتية المستوردة غير ان بكين توزع أموالا بشكل غير مسبوق على جيش هائل من العمال الريفيين الآخذين في التناقص وتحثهم على البدء بزراعة الذرة أو الارز أو الصويا للمساعدة في تأمين الامدادات الوطنية . (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"