«التربية» والتعليم الخاص

04:46 صباحا
قراءة دقيقتين


إبراهيم الهاشمي

بدايةً لا بد من الإشادة بوزارة التربية والتعليم وخطواتها العملية والسريعة، سواءً العام الدراسي السابق الذي تعاملت فيه مع معطيات جائحة كورونا وإفرازاتها بكل سرعة ومهنية ومسؤولية وحسم وحزم، ثم في تعاملها مع الموسم الدراسي الحالي سواءً شفافيتها في الإعلان عن المدارس التي لم تنتهِ صيانتها وتحويل الدراسة فيها لنظام التعلم عن بُعد، أو إعلانها تحويل مجموعة أخرى من المدارس في إمارات مختلفة أيضاً إلى نظام التعلم عن بُعد، بعد الاشتباه في حالات إصابة بفيروس «كوفيد19» ضمن الموظفين الذين تم فحصهم حفاظاً على صحة وسلامة الطلبة والعاملين في السلك التعليمي، أو في طلب الوزير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من أولياء الأمور والمهتمين بالعملية التعليمية إبداء آرائهم حول مسار العملية التعليمية في ظل الجائحة مع بداية الموسم الدراسي، وهذا شيء يسير من كثير، له دلالته بأن منظومة التعليم العام تحت ظل الوزارة تخطو خطوات تطويرية سريعة ومحسوبة وبخطى أسرع بكثير من التعليم الخاص، وهنا لا أريد التعميم لكن ما نشاهده ونسمعه ونعيشه لا يعطينا إلا انطباعاً واحداً حول التعليم الخاص بأنه لا يبحث إلاّ عن الربحية وهذا حقه، لكن مع مستوى تعليمي راقٍ وبأسلوب في التعامل يدل على ذلك.
إحدى المدارس الخاصة التي كان يشار إليها بالبنان بأنها واحدة من المدارس الراقية المستوى تعاملاً ومنهاجاً وخرّجت الكثير من القيادات التي نراها في ساحة العمل اليوم، توفر أمام مدخل المدرسة منطقة لا تتجاوز مساحتها متر ونصف متر مربع، مسورة بسور خشبي يقف فيها الأهالي نساءً ورجالاً تحت درجة حرارة تصل إلى 43 وما فوق انتظاراً للسماح لهم بدخول المدرسة لإنهاء إجراءات تسجيل أبنائهم، أو أي معاملات أخرى، أحياناً يتكرم عليهم الحارس المناوب بأخذ أرقام هواتفهم والطلب منهم الانتظار في سياراتهم حتى يتم إدخالهم إلى المدرسة لإنهاء معاملاتهم، المدرسة لا تستقبلك إلا بموعد لكن حينما تتصل بهاتف المدرسة لا يرد عليك أحد بحجة انشغال كل الطاقم الإداري استعداداً للموسم الدراسي الجديد!، هذا لا يعني غياب مدارس كانت في قمة التنظيم والرقيّ في التعامل استقبالاً أو متابعة.
التعامل هو سيد الدلالة على المحتوى، وهنا لابد لهيئة المعرفة أو الجهة المسؤولة عن التعليم في القطاع الخاص بوزارة التربية والتعليم وضع يدها ليس فقط للموافقة على رفع رسوم التعليم سنوياً للمدارس، بل للتأكد من حسن تعاملها مع الطلبة وذويهم، وتؤكد عملية تربوية تعليمية متكاملة ترفع من مستوى التعليم الخاص ليصل لمستوى التعليم الحكومي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"