شرطة دبي

04:15 صباحا
قراءة دقيقتين

إبراهيم الهاشمي


الصورة التي خلقتها أفلام السينما العربية، أو الأجنبية لرجل الشرطة، صورة سلبية بشكل عام، فهو المتسلط الذي يطبق القانون على غيره بتعسف، لكنه فوق القانون في ما يخصه شخصياً، متعال، متعجرف، وصولي، مرتش، يوحي دائماً بأنه ممثل السلطة، لكن بشكل سلبي يعكس التسلط، والمحاباة، وفي أحيان أخرى يظهر قليل الحيلة، ضعيفاً أمام جبروت الطبقة العليا من المجتمع، فيما يمارس الإذلال على الطبقات المسحوقة والضعيفة في المجتمع.

وأحيانا، ينطبق الواقع على الممارسة اليومية لرجال الشرطة، كما حدث مؤخراً، ومراراً، في الولايات المتحدة الأمريكية، وليست حادثة مقتل «جورج فلويد» تحت ركبة أحد أفراد الشرطة الأمريكية عنّا ببعيد، حيث أججت المجتمع الأمريكي كله، ولا تزال تتفاعل غلياناً، وغضباً.

لكنني، وللأمانة، وإحقاقاً للحق، ومن خلال ما لمسته، أردت أن أوضح للقراء الكرام أن في بلادنا شرطة مختلفة، ومميزة في مستوى تعاملها مع الجمهور، من خلال رصد حالات كثيرة، منها ما مررت به شخصياً، ومنها ما شاهدته عياناً أثناء فترات الانتظار لإنجاز معاملة ما، في مراكز الشرطة التي لا تأخذ من الوقت إلا القليل.

فقبل أسابيع عدة، اضطرتني الظروف بسبب حادث سير، إلى مراجعة مركزين من مراكز شرطة دبي، وهما مركزا القصيص، والراشدية، ووجدت في المركزين من المعاملة ما يستحق الإشادة، فدماثة الخلق، والصوت الهادئ الرزين، والاحترام لكل داخل ومراجع، مهما كانت جنسيته، كان ديدن كل رجال الشرطة، سواء في الاستقبال، أو لدى ضباط الأقسام، وشاهدت قوة الاحتمال، والصبر، والجلد، في التعامل، مع هدوء يمتص غضب المراجع، وإرشاد حكيم يعي حاجة المراجع، وعجلته.

وجدت رجالاً يمثلون الوطن بكل احترام، وتقدير، يجلّون الزي الذي يرتدونه، ويحبون رفعة وطنهم، ورقيّه، لذا كانت السماحة سمة بارزة فيمن قابلتهم، أو شاهدت تعاملهم مع الآخرين من المراجعين، من دون أي ترهيب، وفوق ذلك كله، وجدت القدرة والشفافية التامة، على الاعتراف بوجود خطأ ما، وتصحيحه مباشرة، والاعتذار عنه.

بمثل هؤلاء الرجال نفتخر، ونعتز، ونرفع رؤوسنا عالياً، ونستطيع أن نقول إن الوطن في أمن، وأمان، ونستطيع فعلاً أن نقول إن الشرطة في خدمة الشعب قولاً، وفعلاً، وعملاً.

تحية لكل العاملين في شرطة دبي على جهودهم الجبارة التي تصوغ مفهوم الشرطة، وتمثله بأرقى أسلوب، وأفضل خدمة، وتحمي الوطن، وتسهر على راحته، وأمنه، وأمانه، بصمت.

لمثلكم يرفع العقال عالياً، وتخفق رايات الوطن شامخة عزيزة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"