يأتينا العيد في هذا العام بطعم مختلف وأجواء غير اعتيادية، فكل العالم يرزح تحت ظل هذه الجائحة التي لم تستثنِ أحداً من منغصاتها وتبعاتها، دولاً كانت أو مؤسسات أو أفراداً كبيرهم كان أو الصغير.
يغيب عنا الكثير مما كنا نفعله في مثل هذا العيد من تزاور وبهجة وفرح، وانتظار للقاء الأهل والأحبة والأصحاب، غابت حميمية زيارات العيد لبيوت الأهل والأقارب، افتقدنا ابتسامة «اليازية» وتهليلها وترحيبها بكل صغير وكبير، افتقدنا أريحية «مطر» وضحكته الصافية لكل قريب ورفيق، افتقدنا «بوجسيم» وأبناءه و«بن بشر» وإخوانه الذين يصرون في كل عيد ومناسبة على صلة الرحم، افتقدنا بهجة ونشوة «كليثم» ونحن نلتم حولها مهنئين فرحين، افتقدنا وجه أختي «مريم» وهي تسترق نظرات الغبطة ونحن نلتقط صوراً لذاكرة كل عيد، غابت في هذا العيد بهجة الأطفال بالعيدية، غابت اللمة وبقيت عينا أبي تنتظر بلهفة وبشغف كل داخل لتمنحه نصيبه من بركات العيد وعطاء الرحمن.
العيد مختلف ونحن مختلفون أيضاً، فعلى الرغم مما يعتلج في القلب من ألم وحسرة ومشاعر متضاربة، فإننا نحتفل بقلوب عامرة بالإيمان، راضية بقضاء الله وقدرة ملتزمة بما يترتب علينا فعله في هذا الظرف الاستثنائي بالالتزام بالقوانين والاحترازات المتخذة من قبل الدولة لمواجهة هذا الفيروس، وليس في ذلك أية منقصة لنا أو للعيد أبداً؛ بل هو دليل وعي وقوة وتكاتف وتكافل اجتماعي، وتحد للنفس لنتجاوز كل الصعاب والمكاره، ودليل قوي على أننا يد واحدة في الشدة والرخاء، نتداعى كلنا بإيمان وهمة وتحد وصبر لما فيه خدمة وطننا ومصلحة مجتمعنا.
الالتزام واجب لا تستدعيه الضرورة فقط؛ بل يستدعيه الدين والوطنية والمصلحة العامة والواجب الإنساني لما فيه مصلحتنا جميعاً متذكرين أخوة وأخوات لنا من الأطباء والممرضين وكوادر الإسعاف والشرطة والأمن تركوا أهلهم وذويهم منذ شهور، وقفوا في الصف الأول لخدمة هذا الوطن والسهر على صحته وعافيته وسلامة أهله والمقيمين على أرضه.
العيد هذا العام مختلف، لكنه يدل على مدى قدرتنا على تجاوز الصعاب وتفضيل المصلحة العامة على الخاصة، يدل على أننا أقوياء أمام كل التحديات والصعاب، يدل على مدى إيماننا بقضاء الله وقدره.
كل عيد وأنتم بخير، كل عيد وقد انتصرنا على هذه الجائحة، كل عيد وقد زالت الغمة، كل عيد ونحن على قلب رجل واحد في السراء والضراء، ولا نقول إلا الحمد لله.
إبراهيم الهاشمي
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![فرشاة أسنان داخل معدة طالبة مصرية طوال 3 أشهر](/sites/default/files/2024-07/6186971.jpeg)
![منطقة-الانهيار](/sites/default/files/2024-07/6186969.jpeg)
![نهر السين سيكون على موعد مع حفل افتتاح رائع](/sites/default/files/2024-07/6186967.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186963.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186961.jpeg)
![البقايا المتفحمة في مقر التلفزيون البنغلادشي في دكا والذي أحرقه المحتجون (أ.ف.ب)](/sites/default/files/2024-07/6186959.jpeg)
![بايدن يعانق ابنه هانتر أمام السيدة الأمريكية الأولى بعد مخاطبة الأمة من المكتب البيضاوي (أ ف ب)](/sites/default/files/2024-07/6186957.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/2441664_6186759_0.jpg)