الشارقة: زكية كردي
بدأت علاقة د.نادر ياجي، أخصائي علم نفس ومدرب تطوير الذات، مع المطبخ في عمر مبكر، متأثراً بصديق له كان يدرس في معهد السياحة والفنادق في مصر، ما ألقى مزيداً من الضوء والشغف على فكرة طهي الطعام في مخيلته لتبدو أكثر جاذبية وتشعباً، لتستمر هذه العلاقة بالنمو جنباً إلى جنب مع تخصصه بالتحليل النفسي؛ حيث بات قادراً على ترجمة علاقة الإنسان مع تحضير الطعام، ويؤكد خصوصية النكهة التي يتفرد بها كل شخص وهو يحضر الطعام بتأثير طاقته العاطفية وتفاعل يديه مع المكونات على طريقة د.ياجي، الذي دخل المطبخ مدفوعاً بالحب والواجب والرضا.
في الصباح وبعد العودة من العمل آخر النهار يقضي د.ياجي وقتاً مميزاً في المطبخ يطول أو يقصر حسب الوصفة، وحسب إرشادات «ست الحبايب» التي منعتها حالتها الصحية من القيام بهذه المهمة التي تبرع بها، فبدأ يتولى عنها هذا الأمر ملتزماً بإرشاداتها في البداية قبل 10 سنوات تقريباً، حتى أصبح قادراً على كسب رضاها وثنائها على أطباقه من دون الحاجة إلى وجودها إلى جانبه. ويقول: أحببت إعداد الطعام منذ البداية، لكن الظروف الصحية للوالدة كانت السبب في اضطراري لإتقانها لتصير جزءاً من واجباتي اليومية، خاصة أنني أحرص على تحضير الأطباق التي تقوي مناعتها وتحسن صحتها، ومن هذه الأكلات كانت «الكوارع ولحمة الرأس» والتي تعد أكثر أكلة تطلبت مني الوقوف لوقت طويل في المطبخ بما يعادل يوماً كاملاً، وكنت وقتها أحاول تطبيق وصفات الأولين في الحصول على كمية كبيرة من شوربة الكوارع؛ لتخزينها في الفريزر على شكل مكعبات لفائدتها العالية في تقوية المناعة، أما الأطباق التي اشتهرت بها بين المقربين فأعتقد أنني متخصص بتحضير البيض، ابتكرت نحو 12 طريقة لإعداده، منها إضافة الفول إلى البيض بعد تقليته بالزيت والبصل؛ لكن الطبق الأكثر طلباً هو «المقلوبة» التي يحب أن يحضرها على الطريقة القديمة مستخدماً «الأرز المصري» الذي يعد طهيه أصعب.
ويورد ياجي بعض الأفكار الخاصة التي ابتدعها في المطبخ لمشاركتها مع الآخرين، يقول: من الوصفات اللذيذة جداً التي أوصي بها، والسهلة وصفة المعكرونة بالزيتون الأخضر، نأخذ كمية من الزيتون منزوع البذرة ونقسم الحبات إلى نصفين لنقليها بزيت الزيتون حتى يميل لونها إلى البني وتبدو مقرمشة قليلاً، ثم نضيف علبتي تونة (يمكن الاستعاضة عنهما باللحم أو الدجاج) لتسخن قليلاً مع الزيتون ونضيف الخلطة إلى المعكرونة الجاهزة في الطبق.
أخيراً يذكر ياجي أنه لولا تخصصه في علم النفس، كان يتمنى أن يعمل «شيف» ويؤكد أنه ما يزال يحتفظ بهذا الحلم بداخله، ويتمنى أن يأتي يوم يفتتح فيه مطعماً خاصاً يقدم فيه وصفاته الخاصة وأطباقه المميزة.
