علاجات العقم.. تقنيات متطورة تفتح أبواب الأمل

01:26 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس


تصنف حالات العقم أو عدم القدرة على الإنجاب، بعد مرور عام كامل على الزواج، دون استخدام أية وسائل لمنع الحمل، وتشير بعض الدراسات إلى أن 60% من أسباب عدم الإنجاب تكون بسبب مشكلات نسائية، و20% ذكورية، و20% نتيجة وجود خلل لدى الزوجين، ومع التطور المتقدم في مجال طب الإنجاب وجدت العديد من الأجهزة التشخيصية الحديثة والعلاجات الآمنة والفعالة، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن أبرز أسباب تأخر الحمل عند النساء والرجال، والتقنيات التي تزيد من فرص الإنجاب.

تقول الدكتورة ماجدة حادر استشارية أمراض النساء والتوليد إن فترة الخصوبة عند النساء تختلف من سيدة لأخرى بحسب العرق، والعوامل الوراثية، وتتأثر بعوامل مختلفة أهمها البيئية والنظام الصحي العام في طرق الحياة مثل نوع الغذاء، التدخين، ممارسة الرياضة، ودرجة التوتر النفسي، ويعد عمر السيدة العامل الأهم في تحديد الخصوبة، وفرص نجاح طرق العلاج المختلفة في حال تأخر الحمل الطبيعي، وتجدر الإشارة إلى أن خصوبة المرأة تكون في أحسن حالاتها تحت سن الثلاثين، ثم تبدأ في الانخفاض التدريجي حتى سن 35، وتقل بسرعة أكبر حين تبلغ الأربعين.


اضطرابات الإباضة


توضح د.ماجدة أن أسباب العقم عند النساء تشمل العديد من العوامل المختلفة مثل:
* اضطرابات الإباضة التي تعتبر من أهم أسباب تأخر الحمل الأكثر شيوعاً، وتحدث نتيجة الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد التكيسات المرتبط بعوامل وراثية، وكذلك مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.
* قصور المبايض المبكر الناتج عن فقدان المبيض في سن صغيرة، ويكون بعض الحالات لأسباب جينية أو بيئية كتعرض السيدة إلى العلاج الكيماوي أو أمراض مناعية تكون أجساماً مضادة تهاجم المبيض وتعرضه للقصور.
* زيادة في هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب) الذي يتكون في الغدة النخامية، وتحدث هذه المشكلة نتيجة وجود ورم في هذه الغدة، أو تناول بعض الأدوية التي تسبب ارتفاعاً في الهرمون.
* وجود خلل في وظيفة الغدة النخامية وهي المسؤولة بالدرجة الأولى عن تنظيم الإباضة، وربما يضطرب عملها بسبب التوتر الشديد، الإجهاد البدني، وزيادة أو نزول شديد في الوزن.


عوامل مرضية


تشير د. ماجدة إلى أن هناك بعض المشكلات المرضية التي تستهدف الجهاز التناسلي عند المرأة، ويمكن أن تكون سبباً مباشراً في تأخر الإنجاب، مثل:
* بطانة الرحم المهاجرة وهى انغراس انسجه بطانة الرحم في أماكن غير طبيعية كالمبيض، قناتي فالوب، وتجويف الحوض، ما ينتج عنه منع التلقيح أو أعاقة غرس البويضة الملقحة في تجويف الرحم.
* تلف قناتي فالوب (العقم البوقي) الناجم عن وجود التهابات الحوض المزمن، وخاصة الناتجة عن الالتهابات الجنسية المنقولة، بالإضافة إلى الجراحات السابقة في الحوض، والتي تؤدي إلى حدوث التصاقات أو ندبات في قناتي فالوب، ما يمنع التلقيح.
* وجود أورام حميدة (الألياف) في مواقع معينة في الرحم، حيث إنها يمكن أن تمنع التلقيح أو تعوق انغراس البويضة الملقحة.
* التشوهات الخلقية في الرحم التي تؤدى إلى حدوث إجهاضات تلقائية حتى قبل تشخيص الحمل.
* الأمراض المناعية مثل الروماتيد، أمراض الغدة الدرقية، الهاشيموتو والذئبة الحمراء، جميعها يسبب العقم عن طريق مهاجمة الأجسام المضادة للمبيض وأنسجه الرحم أو نتيجة الأدوية المستعملة لعلاج هذه الحالات.


إخصاب الذكور


يوضح الدكتور مناف الهاشمي استشاري جراحة المسالك البولية أن العقم هو التأخر في الإنجاب لأكثر من عام، على الرغم من اجتماع الزوجين، وعدم استخدام موانع الحمل، وتستهدف هذه المشكلة على الأكثر المصابين بأمراض وراثية مثل خلل محدد في الكروموسومات التي تصيب الأقارب من عائلة واحدة، ويعتمد الإخصاب عند الذكور على الحيوانات المنوية التي تصنع في الخصيتين تحت تأثير هرمونات الغدة النخامية، بحيث يكون العدد أكثر من أربعين مليوناً، والحركة أكثر من 40% والأشكال طبيعية حتى يكون هناك فرصة للإنجاب.


أسباب متعددة


يذكر د. مناف أن هناك أسباباً متعددة تؤدي إلى ضعف إنتاج الحيوانات المنوية أو حركتها أو انتقالها في القنوات المنوية عند الذكور، وتتسبب في عدم القدرة على الإنجاب مثل:-
* أمراض الغدة النخامية وقلة أفراز الهرمونات التي تنظم عمل الخصيتين.
* انسداد القنوات المنوية بسبب عمليات الفتق المغبني أو التهابات متكررة.
* عوامل وراثية مثل خلل في الجينات والكرومسومات.
* الخصية المهاجرة والالتهابات أو دوالي الخصيتين.
* الأدوية الكيمياوية والإشعاعات التي تستخدم لعلاج الأورام.
* الأمــــراض التناســـــلية مــــــثل الســــيلان، حــــيث إن عدم معالجته يمـــكن أن يـــــؤدى إلى انسداد في قنوات السائل المنوي وينتهي بحدوث العقم.


مشكلات مختلفة


يلفت د.مناف إلى أن المشكلات المرضية يمكن أن تتسبب في عدم الإنجاب وربــما العقم، مثل السمنة وداء السكرى وإصابات العمود الفقري، والأمراض المناعية، وتناول أدوية الأمراض النفسية والهرمونات والاستوريد، كما تجدر الإشارة إلى أن انتشار أدوية بناء الجسم في السنوات الأخيرة واستعمالها بجرعات عالية ومتكررة، يمكن أن يؤدى إلى ترد كبير في إنتاج الحيوانات المنوية، وبعضها يصل إلى عدد صفر حيوانات منوية، وبعض الحالات تستمر لفترة طويلة حتى بعد الانقطاع عن هذه العقاقير.


علاجات حديثة


يشير الدكتور أحمد البهوتي استشاري الطب الإنجابي وأمراض النساء إلى أن ولادة أول طفل أنبوب حدثت عام 1987، ومنذ ذلك الحين مجال علاج تأخر الحمل مملوء بالثورات الطبية التي فتحت أبواب الأمل أمام العديد الحالات التي كان يستحيل عليها الإنجاب بالطرق التقليدية في الماضي، وهناك أمثله كثيره لهذه الطرق الحديثة، كالتطور الهائل في تقنيات أطفال الأنابيب، أو التحضيرات الجراحية المصاحبة، وعلى سبيل المثال استعمال الجراحة الميكروسكوبية للخصية في حالات انعدام النطف لدي الرجال أتاح استخراج النطف الذكورية والتمكن من عمل الحقن الجهري للمرضي الذين يعانون من الضعف الشديد في إنتاج الخصية للحيوانات المنوية.


تقنيات متطورة


يؤكد د. أحمد على أن التقدم والتطور في مجال علاجات العقم منح العديد من الأزواج فرصة الإنجاب، كما أن هذه التقنيات تمارس بأعلى المستويات في مراكز الإخصاب لتحقيق أفضل الفرص في الحمل، ومن هذه الطرق نذكر:
* استخدام المنظار الرحمي الجراحي لإزالة الالتصاقات الرحمية التي تنتج عن التهابات أو جراحات سابقة، وكذلك إعادة تجويف الرحم إلى الحجم والبيئة المناسبة لاستقبال الجنين.
* الحضانات الذكية التي تستخدم لمتابعة تطور الأجنة لحظه بلحظه واختيار أفضل الأجنة بناء على تطورها على مدار الأيام السابقة لزرع الجنين داخل الرحم.
* الفحص الوراثي الذي يتم عن طريق أخذ خزعة من الأجنة وفحص المادة الوراثية، للتأكد من سلامة الجنين وقدرته على الإنبات في الرحم، واستمرار الحمل وولادة طفل طبيعي وسليم.
* فحص أفضل الأيام لاستقبال بطانة الرحم للأجنة في حالات عدم نجاح زرع الأجنة بشكل متكرر لبعض المرضى الخاضعين لعمليات أطفال الأنابيب.

التلقيح الاصطناعي

يعتبر التلقيح داخل الرحم من أهم تقنيات الطب الحديث في عالم الإنجاب في حال عدم حدوث الحمل بشكل طبيعي أو عدم الاستجابة للعلاجات الطبية، ولكن هناك معايير يجب توافرها في الزوجين تتم عملية التلقيح بنجاح، أن تكون قناة فالوب الزوجة سليمة، وعدد الحيوانات المنوية كاف عند الزوج، وتبدأ الإجراءات بأخذ عينة من السائل المنوي، ثم وضع الحيوانات المنوية المركزة في داخل الرحم في فترة قريبة من وقت الإباضة، وبعد
عمل جميع الفحوص وصور الأشعة، يتم إعطاء هرمون محفز للسيدة بعد 11 يوماً
بداية الدورة الشهرية، لتحفيز نضوج البويضة، وبعد مرور 36-40 ساعة تبدأ عملية التلقيح الاصطناعي التي تستغرق بضع دقائق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"