شيخة الشميلي: نتوحد في وجه عدو واحد

شكراً خط دفاعنا الأول
03:28 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: آية الديب

شيخة الشميلي، الممرضة المسؤولة في وحدة العناية الحرجة بمدينة الشيخ شخبوط الطبية، رهنت نفسها هي وأقرانها في العمل؛ لإنقاذ البشرية من دون الإكتراث لعواقب ذلك، مستهدفين حماية أرواحنا. هذا الجهد بدأت قبل إصابة أية حالة في الدولة،كما تؤكد، بتوفير العديد من الأجهزة والمعدات الطبية، ودراسة تجارب الدول التي سبقتنا؛ للاستفادة منها.
تقول شيخة الشميلي: حدد المستشفى لنا استراتيجية للتعامل مع الفيروس تضمنت إرشادات للطاقم الذي سيعمل على محاربته. ومع بداية مارس/آذار الماضي بدأ رصد حالات إصابة، ومنذ هذة اللحظة إلى اليوم تكاتف طاقم المستشفى بالكامل من أطباء وممرضين والقائمين على التحاليل الطبية وعمال التنظيف، وأصبحنا يداً واحدة نحارب عدواً واحداً، ونظراً لاستقبال المستشفى لمراجعين آخرين كان هناك حرص على عزل مرضى «كورونا» بشكل تام، وحتى الأدوات والمعدات التي نستخدمها لهم لا تستخدم ولا يستعان بها في مباشرة أية حالات لمرضى آخرين.
وتضيف: وفقاً لطبيعة مهامي أتعامل مع الحالات الحرجة وكل حالة تختلف عن الأخرى إلا أن أغلبهم من ذوي الأمراض المزمنة، وأغلب الحالات التي ترد إلينا ونتائج فحصها لفيروس «كورونا» إيجابية تكون نتيجة المخالطة بحالات أخرى مصابة، ولا يتوقف دعمنا للحالات على الأدوية ومتابعة حالتهم فحسب؛ بل ندعمهم بمرطبات للجسد تخوفاً من حدوث حالة جفاف وحتى يستمر عمل أجهزة أجسامهم الأخرى؛ مثل: القلب وللسيطرة كذلك على نتائج ارتفاع درجة الحرارة لديهم. أعلم أن مجال عملي الآن قد يعرضني للإصابة بالفيروس إلا أن الله إذا أراد لي أن أصاب بالمرض سأصاب به حتى لو كان عملي في مجال آخر، وتجنباً لذلك نحرص على اراتداء ملابس معينة خلال التواصل مع مرضى الفيروس، وإذا تعرض أي فرد من فريقنا للعدوى لن يزيدنا ذلك إلا إصراراً على تحدي هذا الفيروس ومنع انتشاره. وأشارت إلى مشاعر مختلطة تنتابها خلال عملها؛ حيث تقول: أمارس عملي بحب، وخلال العمل تنتابنا مشاعر القلق على المرضى، ومشاعر الخوف لا نشعر بها مطلقاً، فنحن قادرون على الانتصار على هذا العدو، ومع كل حالة تتعافى أو تخرج من العناية الحرجة إلى غرف العزل العادية أشعر أنا وزملائي بالانتصار، ولا شك أنه مع وفاة أية حالة نتيجة الإصابة بالفيروس نشعر بالأسف والحزن، إلا أن هذه المشاعر لا تزيدنا سوى إصراراً على الانتصار على هذا الفيروس. وحول تواصل المرضى مع ذويهم، أكدت أن مرضى العناية الفائقة يصعب عليهم ذلك؛ نظراً لسوء حالتهم، إلا أن ذويهم يتواصلون مع الأطباء المعنيين بمتابعة حالتهم؛ للاطمئنان عليهم. وفيما يتعلق بالمرضى من ذوي الحالات المستقرة، أشارت إلى أنهم يتواصلون مع ذويهم هاتفياً قائلة: يتوفر في غرفة كل مريض هاتف ونزود أهله وأسرته برقمه حتى يستطيعوا التواصل في أي وقت.

رد الجميل

تضيف شيخة الشميلي: كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، التي قال فيها «أنتم خط الدفاع الأول ونحن مدينون لكم وعملكم هذا لا يمكن أن ننساه» صداها يتردد في أذني يومياً؛ حيث أشعرتني بحجم المسؤولية التي تقع على عاتقي أنا وزملائي، وشجعتنا على العطاء المتواصل، وبذل المزيد من الجهود من دون الالتفات لأي عوامل أخرى قد تضعف عزيمتنا. واليوم نحن في الميدان نحارب من أجل المجتمع، وهذه الأزمة نتعلم منها كثيراً، واليوم وقتنا لرد الجميل لوطننا الغالي، وكلي ثقة بأننا سنستطيع الانتصار ورد الأمن والسلامة لأرض الإمارات كما اعتدنا عليها دائماً.
وأكدت أن أغلب الحالات التي وردت إلى المستشفى مصابة يرجع سبب إصابتها إلى رجوعها من سفر أو مخالطتها لحالات ثبتت إصابتها، مشددة على أن الالتزام التام من المجتمع هو السبيل الوحيد للمساعدة في حصر الحالات وتجنب المخالطات التي تتسبب في العدوى، وأنه بتحقيق ذلك سيتم الانتصار على المرض بأسرع وقت. وأشارت إلى أن الاستخدام الخاطئ للقفازات والكمامات قد يؤدي إلى العدوى، وقالت: على الرغم من ارتداء البعض للقفازات والكمامات خلال التعامل مع الآخرين إلا أنهم يمسكون بهواتفهم ونقودهم بنفس القفاز بما ينقل لهم العدوى، مشيرة إلى أن إحدى الحالات التي أصيبت بالفيروس كانت نتيجة مخالطة زميلين لبعضهما البعض في العمل على الرغم من ارتدائهما كمامات وقفازات إلا أن العدوى انتقلت بينهما عبر ورقة سلمها الموظف المصاب للآخر .

تواصل هاتفي

عن حياتها الشخصية خلال هذه الفترة، تقول شيخة الشميلي: بعد الانتهاء من يوم عمل شاق تتبادل فيه مشاعر الفرحة والحزن، أعود لمنزلي وأسرتي التي لم أعد أختلط بأي من أفرادها سوى زوجي خوفاً عليهم، فمنذ شهرين لم أر والدتي أو إخواني على الرغم من أن لقائي بهم كان يومياً، وحالياً اعتمد على الاتصالات الهاتفية ووسائل التواصل الاجتماعي عوضاً عن الالتقاء المباشر معهم حرصاً على سلامتهم. وتلعب أسرتي دوراً كبيراً في دعمي النفسي وتشجيعي على مواصلة الاجتهاد ودائماً ما يقولون لي «أدي واجبك وردي الجميل لبلادك»، وإن كانوا يشعرون بالخوف علي إلا أنهم لا يشعروني بذلك.
وخلال الوقت الحالي أتجنب الخروج من منزلي سوى لعملي فقط، حتى شراء المواد الغذائية الضرورية أتجنبه حرصاً على عدم مخاطة أحد، وتغير نظامي الغذائي للأفضل؛ حيث أركز على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات التي تقوي جهازي المناعي. وفي نهاية حديثها قالت: نحن عيال زايد تربينا على القوة والصبر والتحمل وتحويل التحديات إلى نجاح، والدعم المتواصل من القيادة الرشيدة والمجتمع، والجهات المعنية، يزيد عزيمتنا على تحمل المسؤولية، وقريباً ستعود الإمارات آمنة سالمة، كما اعتدنا عليها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"