محمد ممدوح.. الآتي من الزمن الجميل

عين على الفضائيات
03:28 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

جديد إلى حد ما على الشاشة. ليس من الجيل القديم، ولا من جيل أحمد السقا وهنيدي وكريم عبد العزيز.. لا يملك مواصفات «الجان»، ولم يصل إلى التمثيل بجماله.. رغم ذلك، تمكن وبسرعة شديدة من الوقوف أمام النجوم في أدوار بطولية، والوقوف بجانبهم في الصفوف الأمامية من حيث ترتيب أسماء «نجوم الشاشة العربية».
محمد ممدوح نجم بكل المقاييس. لا يشبه إلا «الكبار»، لأنه مثلهم يملك القدرة على الدخول في الشخصية ليلتحم بها، فيصير هي، بكل تفاصيلها ومشاعرها وقلقها.. لا تراه أمامك ممثلاً، بل إنساناً يمر بحالات متعددة. مرة يكون «ضاحي» تاجر المخدرات الشرس، ومرة هو الضابط طارق الذي يحقق في جرائم قتل يرتكبها «قابيل»، ويتخبط داخل حالة نفسية خاصة جداً، يهلوس وينتقم ويغضب ويبكي.. وفي المسلسلين «ولد الغلابة» و«قابيل»، يترك أثراً وبصمة تستمر طويلاً في أذهان الجمهور.
ما قدمه ممدوح في رمضان يستحق التقدير والتكريم، والتوقف عنده مطولاً. هذا الموسم، أثبت هذا الشاب أنه من الطراز النادر، وكأنه يأتي من زمن الفن الجميل، ومن مدرسة زكي رستم ومحمود المليجي وأحمد زكي وكل عباقرة التمثيل بروح وإحساس وإخلاص. لكن للأسف، «الجمهور لا يرحم»، فهو يكون ظالماً أحياناً وعادلاً أحياناً أخرى، وهي أمور معتادة، لكنه ينقلب إلى «متنمر» شرس في أحيان أخرى، يستغل وسائل التواصل الاجتماعي لشن حملات سخرية من بعض النجوم، متجاوزاً المجهود الذي يبذله الفنان لتقديم أفضل ما لديه احتراماً للجمهور وللفن ولنفسه.
ما تعرّض له هذا النجم من حملات سخرية من وزنه الزائد وطبيعة صوته، يرفضه كل من يقدّر الفن ويعلم أهمية أن يكون لدينا من يمتلك قدرة «غير عادية»، ليضع روحه وموهبته وذاته في كل عمل يقدمه. يحق للجمهور لفت نظر الفنان إلى الأخطاء و الملاحظات ليتجنبها، والمطالبة بتحسين مخارج الحروف لدى ممدوح، دون تجاوز هذا الحد. فمخارج الحروف السليمة، والشد عليها لتصل إلى المتلقي واضحة، مطلب أساسي في التمثيل والغناء وتقديم البرامج أو الأخبار، وليس محصوراً بهذا الممثل وحده، وهو للأسف غير متوفر لدى بعض المغنيين، ولا سيما مغنيات مشهورات جداً.
أثبت ممدوح أنه سريع التطور، قادر على إعادة صورة عباقرة الزمن الجميل إلينا. تليق به البطولة، فقد استطاع في «قابيل» أن يجذب المشاهدين رغم غياب «الحسناوات» وقصص الحب والغرام.. هو الركيزة الأساسية للمسلسل، ويبدو كأنه البطل الأوحد في أغلبية الحلقات، رغم وجود الرائعين محمد فراج وأمينة خليل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"