الإمارات من أكثر الدول انشغالاً بقضايا العالم ومشكلاته.
المشاركة الإماراتية في المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في «دافوس»، كان لها أثر كبير هذا العام، لحجم المبادرات والمشاريع التي أطلقت، لتطال مئات الملايين في العالم تعليماً وتدريباً، وقضاء للحوائج.
كرم الدولة وتسامحها انعكسا بشكل جلي على مبادراتها وانشغالها بسكان المعمورة، فكان وفد الدولة محط الأنظار، بالإعلان عن استضافة أضخم حدث إنساني عالمي «غلوبال غول لايف» في دبي سبتمبر المقبل، لوضع حد لمشكلات الفقر المدقع في العالم بحلول عام 2030.
إطلاق هذه المبادرة يأتي من أجل قضية نبيلة، وتتويجاً لمسار طويل وتجربة غنية في العمل الإنساني، قادتها الإمارات في المنطقة والعالم، بعدما أصبح العمل الإنساني والتنموي الأساس الذي تقوم عليه سياساتها.
الأمر لم ينته هنا، بل واكبه إطلاق مبادرة أخرى تعنى بتدريب وتطوير مليار إنسان في العالم، بمهارات جديدة وأكثر ملاءمة لسوق العمل، وتأهيلهم لشغل وظائف بحلول عام 2030.
وفي «دافوس» نفسه، أطلقت مبادرة أخرى زاد ألقها، مواكبة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للاجتماعات، بالتغريد عنها، ونشر بشائرها إلى العالم أجمع.
خير الإمارات تتابع، بإعلان مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في الحدث العالمي الاقتصادي الأهم، عن إطلاق مبادرة «المبرمج العالمي»، أكبر مشروع تدريبي يعمل على توفير منصة مجانية على الإنترنت، لتدريب خمسة ملايين شاب وشابة في المجتمعات الفقيرة، على لغة البرمجة وتقنياتها، ومنحهم شهادات معتمدة بذلك، وتشمل المبادرة 50 دولة.
وفي غضون ذلك، أعلنت حكومة الإمارات، عن استضافتها، في نوفمبر المقبل، أعمال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، لمدة خمسة أعوام، تزامناً مع معرض «إكسبو 2020» في دبي، التي ستستضيف أكثر من 600 شخصية، وعدداً من مستشرفي المستقبل، والخبراء والعلماء من دول العالم، لبحث مستقبل أهم القطاعات الحيوية، واستشراف التحديات ورسم خارطة التوجهات المستقبلية.
هذه الاجتماعات، ستكون إما مع اجتماعات القمة العالمية للحكومات في دورتها المقبلة، التي ستعقد مع «إكسبو» أو على هامشها، لتؤكد معها الدولة، بشكل يقيني، حجم انشغالها وقيادتها بالهم العالمي، سواء الفقراء، أو تطوير التعليم الذي به يبنى المستقبل ويزدهر.
وفد الدولة الذي يشارك بحضور سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وسموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، كان بوصلة المنتدى، فهو يحمل عزيمة الإمارات ومبادراتها الخيرية إلى العالم، لتدخل الدولة الدفء إلى اجتماعات «دافوس»، تأكيداً لقول الشيخ محمد بن راشد «دولة الإمارات لها رسالة أمل عالمية مستمرة».
جمال الدويري
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
