عادي

العين السوداء تشوّه المنظر ودليل على المرض

23:31 مساء
قراءة 5 دقائق
الصحة


يقصد بحالة العين السوداء ظهور كدمات حول العينين، والتي ترجع في العادة للتعرض لصدمة في الرأس، أو الوجه، وتؤدي إلى حدوث نزيف تحت الجلد، يسبب هذا المظهر المزعج.
وتسرب الأوعية الدموية، أو الشعيرات الدموية، من أسفل الجلد للأنسجة التي تحيط بها يؤدي إلى حدوث تغير اللون، أو ظهور شكل الكدمات.

ويتعرض البعض للإصابة بهذه الحالة التي تعرف بكدمات العين، أو حول العين، عقب الخضوع لبعض العمليات الجراحية، ومنها شد الوجه، أو جراحة الأنف، ومن الممكن أن تحدث العين السوداء عندما يستقر الدم الناشئ من الجبهة، أو الأنف، بالجاذبية تحت العين.
وتعد أغلب إصابات العين السوداء غير خطيرة، إلا أن بعض الحالات تعد دليلاً على حالة طبية خطير،ة كوجود كسر في الجمجمة.
ويشفى أغلب المصابين بهذه الحالة بالتدريج، حيث يتلاشى اللون الأسود والأزرق ويتجول للأصفر، أو الأخضر، لأن الدم يتم امتصاصه من الأنسجة، وخلال 15 يوماً تعود المنطقة المصابة إلى لونها الطبيعي.
ونتناول في هذا الموضوع مشكلة العين السوداء بكل تفاصيلها، ونكشف العوامل والأسباب المتنوعة التي تؤدي إلى حدوث هذه الحالة، كما نبين أعراضها التي تميزها عن الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية التي ينصح بها الباحثون، وأساليب العلاج الطبيعية، والمتبعة، والحديثة.


الحساسية والحشرات


ترجع الإصابة بحالة العين السوداء إلى أسباب عدة، منها انفجار الشعيرات الدموية الموجودة في تجويف العين، والذي يحدث بسبب صدمة حادة، أو قوية.
وتشمل أنواع هذه الصدمة تعرض العين، أو الأنف للطمة قوية، وفي بعض الحالات يكون نتيجة إجراء تدخل جراحي في الوجه، أو بسبب الإصابة بالحساسية، ومن الممكن أن يكون سببها التعرض للدغ من إحدى الحشرات.
ويحدث بسبب اللطمة، أو اللكمة، أو الصدمة القوية، نزيف أو كدمة، وعلى الرغم من مسمى الحالة ألا أن العين لا تتأثر في حد ذاتها.


نقص العضلات


نقص وجود عضلات حول العين، وضعفها، وكذلك قلة الأنسجة الدهنية، تؤدي إلى أن يكون هناك فراغ يتراكم فيه الدم، وبمجرد إعادة امتصاص الدم تتكون العديد من الحبيبات الملونة الداكنة لتكون الكدمة التي تظهر خارجيا بصورة واضحة.
ويكون المظهر الخارجي للكدمة بلون أسود أرجواني، أو أزرق مع حدوث التورم، وبالرغم من هذا المظهر إلا أنه لا يكون دليلاً على خطورة الإصابة، كما أن أغلب الحالات المصابة بالعين السوداء تتعافى خلال مدة لا تتجاوز 7 أيام.


مشاكل الرؤية


يشكو المصاب بحالة العين السوداء من بعض الأعراض، منها الرؤية المزدوجة، وأحياناً تكون غير واضحة، وفي بعض الحالات يفقد المصاب القدرة على الرؤية.
ويمكن ألا يتمكن المصاب من تحريك عينيه، ويكون حول العين المصابة متورماً، وفي بعض الحالات يتعرض لفقدان الوعي.
ويعاني بعض الأشخاص المصابين بهذه المشكلة الصداع المستمر، أو الصداع النصفي، والغثيان أو القيء، والدوار، وقلة النشاط، واضطرابات في الذاكرة.
ويعتبر من الأعراض المهمة نزول الدم، أو سائل شفاف من الأنف، أو الأذن، ومن الممكن أن يكون هناك دم على سطح العين، أو قطع على سطحها، ويحتاج المصاب في هذه الحالة لاستشارة طبية عاجلة.
ويمكن أن ترجع الإصابة بالعين السوداء إلى وجود كسر في عظام الوجه، والجمجمة،ما يحتاج إلى رعاية صحية سريعة.


كسر الجمجمة


يشير الأطباء إلى أن استمرار الصداع، أو فقد البصر، أو فقدان الوعي، ربما يكون علامة على أن العين السوداء حدثت بسبب ارتجاج دماغي، أو حدوث كسر في الجمجمة.
ويمكن أن تظهر مشكلة العيون السوداء أحياناً من غير أن تؤثر الصدمة عفي العين، وذلك في حالة من يعانون حساسية أنفية بشكل سيئ، وبالتالي من السهل أن يصابوا بما يعرف ببقع حساسية.
وتتسبب هذه البقع، أو البريقات، في بعض الأحيان، بظهور العين السوداء، لأنها تعيق تدفق الدم، وتتجمع الأوردة الصغيرة تحت العينين، لأن الدم يعود للقلب ببطء أكثر.
وتعد العين السوداء عند الطفل من الأعراض المبكرة لسرطان الدم النخاعي، بخاصة لو حدثت من غير أي علامة على الصدمة.


قوة الإبصار


يبدأ تشخيص الشخص المصاب بمشكلة العين السوداء من خلال فحص الطبيب للحالة، حيث يتعرف منه إلى كيفية حدوث الإصابة، وهل هناك إصابات أخرى مصاحبة لها.
ويلي ذلك قياس قوة الإبصار، من خلال تسليط ضوء على العين، وتتبع المصاب لحركة أصبع الطبيب، وعند الاشتباه في وجود كسر بالجمجمة، يطلب على الفور إجراء أشعة مقطعية، وأشعة سينية على الرأس، والوجه.
ويتم تحويل المصاب لطبيب عيون متخصص في حالة اشتباه الإصابة بالعين، وعند الاشتباه بإصابة الرأس تتم إحالته إلى طبيب متخصص في جراحة الأعصاب، ولو كان الاشتباه في إصابة الوجه، يحوله الدكتور إلى أخصائي أنف وأذن وحنجرة.
وتشمل التشخيصات التي ترتبط بالعين السوداء بعض الحالات الأخرى، مثل كسر في الأنف، أو ارتجاج في المخ، وبعض الأمراض الأخرى، ومنها حمى الضنك والهيموفيليا، ووجود ورم دموي فوق الجافية، وأيضاً يتضمن التشخيص متلازمة هز الرضيع.


بحسب الحالة


يمكن أن يحتاج الشخص المصاب بمشكلة العين السوداء إلى عناية طبية، وذلك عندما يشكو من أعراض متنوعة، وعلى سبيل المثال، إذا كانت الحالة سببها كسر في الوجه، أو الجمجمة، فلابد من الحصول على رعاية طبية فورية.
ويكتفي المصاب في الحالات البسيطة التي لا تصل الإصابة فيها إلى العين نفسها، بالراحة، واستعمال كمادات من الثلج وبعض الأدوية والمسكنات، مع اقتراح بمتابعة الطبيب إذا عانى أي تغييرات بصرية، أو ألم طويل.
وينصح في الحالات التي تعاني التورم والألم بوضع كمادة باردة لمدة 20 دقيقة، ويخلعها المصاب عندما يقل التورم، ومن الممكن تطبيق كمادة دافئة لتعزيز امتصاص الدم.
ويمكن تفسير الآلية التي تقوم بها الكمادات الباردة، حيث تقوم بقبض الشعيرات الدموية، وبالتالي يقل النزيف الداخلي.
ويوصى في حالة وجود ألم بتناول بعض المسكنات مثل الإيبوبروفين، مع تجنب تعرض المنطقة المصابة لأي ضغط، أو إجهاد.
وينصح للوقاية من العين السوداء بتوفير الحماية الكافية للعين، حتى لا تتعرض لأي إصابة، مع توفير الأمان في المنزل بإزالة أي شيء، أو مادة سائلة، أو صلبة ربما كانت سبباً في تعرض العين للأذى.


علاجات منزلية


تتوافر بعض العلاجات المنزلية التي من الممكن أن تخفف من أعراض العين السوداء، ومنها على سبيل المثال حزمة الجليد.
وينصح بوضع الكمادات الباردة عقب الإصابة فوراً، مع الضغط على المنطقة التي تحيط بالعين برفق، وتجنب الضغط على العين نفسها، ومن الأفضل كذلك تجنب وضع عبوات اللحوم المجمدة، لأنها ربما احتوت على بكتيريا ضارة، وتكرر هذه العملية عدة مرات لمدة يوم، أو يومين.
ويوجد أيضاً علاج عشبي يعرف بعشبة أرنيكا، التي لها دور كبير في تقليل حدة التورم، ومن العلاجات المنزلية أيضاً وضع 5 ملاعق فازلين كبيرة مذابة مع فلفل حريف، ويصنع من الخليط مرهم طبيعي.
ويجب توخي الحر من هذا العلاج، لأنه من الممكن أن يحرق مقلة العين في حالة وصل إليها، كما أن لبعض الفيتامينات دوراً في تعزيز الشفاء والحد من التورم، ومن ذلك فيتامين «سي».

خطورة الحالة

يجب الانتباه إلى وجود بعض الأعراض للعين السوداء والتي تعد دليلاً على خطور الحالة، الأمر الذي يستدعي التوجه الفوري لأقرب مستشفى.
وتشمل هذه الأعراض وجود كسور في العظام، أو في الأسنان، وفقدان المصاب للوعي، وتغير سلوكاته، والمعاناة من الغثيان أو الدوار بعد الإصابة.
ويعتبر من الأعراض الدالة أيضاً على الخطر فقد المصاب للحركة بعد الإصابة، ووجود قطع في جلد الوجه، أو الرأس، ونزول سوائل من الأنف، أو الأذن.
وينصح الأطباء من يتناولون أدوية تسيل الدم، أو لديهم تاريخ وراثي مع النزيف بالتوجه فوراً عقب هذه الإصابة إلى أقرب مستشفى.
ويجب كذلك التوجه للطبيب المختص إذا تعرض الشخص للدغة نحلة بالقرب من العين، أو في حالة الشك في وجود عدوى بالعين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"