إعداد: هشام مدخنة
أعلنت حوالي ثلث شركات «إس أند بي 500» عن موعد نتائجها الفصلية في الأسبوع الجاري، وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن التحفيز والانتخابات الرئاسية ما يلقي بظلاله بشكل أكبر على الأسواق. هذا الأسبوع هو الأخير في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الذي شهد تذبذبات في نطاقات ضيقة للأسواق، فيما ستكون هناك بيانات اقتصادية مهمة قد يكون لها تأثيرها، مع نظرة أولى على الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث يوم الخميس. كل ذلك قبيل اليوم المنتظر للانتخابات الرئاسية يوم 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وبعد التراجع المفاجئ في الربع الثاني بنسبة 31.4% جـــراء الإغلاق الذي سببه كورونا، انتعش الاقتصاد مرة أخرى مع توقع نمو 32.5% في الربع الثالث، وفقاً لـ«ريفينتيف».
وأبلغت نحو 170 شركة عن موعد إعلان نتائجها في الأسبوع المقبل، مع مجموعة متنوعة من الشركات الكبرى، بما فيها «بوينج» و«كاتربيلر» و«هانيويل» و«ميرك». ولا ننسى أيضاً تقارير بعض عمالقة التكنولوجيا أمثال «مايكروسوفت» يوم الثلاثاء، و«أبل» و«أمازون» و«ألفابت» و«فيسبوك» يوم الخميس، وغيرها كثير.
وقال جوليان إيمانويل، رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات في «بي تي آي جي»: «بالنسبة لبعض هذه الأسهم التي امتدت شوطاً طويلاً، فإن العائق أمامها للاستجابة للأرباح الجيدة أصبح أعلى».
وحتى الآن أبلغت 85% من شركات «إس أند بي» عن أرباح فاقت التقديرات بحوالي 20 نقطة مئوية، أكثر من متوسط المدى الطويل. ومن المتوقع أن تنخفض الأرباح بشكل عام بنحو 18%، بناء على النتائج والتوقعات الفعلية. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.95% على مدار الأسبوع، ليكسر سلسلة مكاسب استمرت 3 أسابيع، مع استمرار المفاوضات المالية بشأن فيروس كورونا وتراجع أسهم التكنولوجيا.
حزمة التحفيز
قال وزير الخزانة ستيفن منوشين الجمعة، على خلفية مواصلة المفاوضات مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بشأن حزمة تحفيز مالي جديدة: «لقد عرضنا تنازلات، وما زال الحديث بشأن عدد من القضايا قائم». إذا أرادت تقديم تنازلات، فسيكون هناك اتفاق، لكننا أحرزنا الكثير من التقدم في كثير من المجالات، ولا تزال هناك بعض المجالات المهمة التي نعمل من خلالها».
وتسببت تعليقات الوزير في انخفاض الأسهم قليلاً في منتصف نهار الجمعة. وقال ليو جروهوسكي، كبير مسؤولي الاستثمار في «بي إن واي» لإدارة الأصول: «لقد كان رد فعل صامت على الأرباح بشكل عام. لذلك أشعر بخيبة أمل، بصفتي رئيساً للاستثمار يركز بشكل أساسي على ذلك». وأضاف: «إن ملحمة التحفيز تأخذ وقتاً طويلاً يوماً بعد يوم، والانتخابات تلوح في الأفق، وعودة ظهور «كوفيد ـ 19» موجودة. هذه الأمور الثلاثة جعلت نتائج وأرباح الشركات في الصفحة الرابعة من القصة الحالية».
مع اقتراب انتخابات الثالث من نوفمبر، قد يكون السوق أكثر تقلباً بعض الشيء، خاصة إذا كانت النتيجة تبدو غير مؤكدة بشكل متزايد.
وقال إيمانويل: «سيركز السوق على حالة حزمة التحفيز وعلى نتائج استطلاعات الرأي، هل تضيق أم تتسع في ما يتعلق باحتمالية وجود نتيجة انتخابات غير واضحة أو نتيجة متنازع عليها أو كليهما».
تقلص تقدم نائب الرئيس السابق والمرشح الحالي للرئاسة جو بايدن بشكل طفيف، لكنه لا يزال متقدماً على ترامب في استطلاعات الرأي المتأرجحة في الولايات. وقال جروهوسكي: «نشهد قليلاً من الهدوء قبل العاصفة هنا. أعتقد أننا سنحصل على 1%، أو 2% من التقلبات اليومية اعتماداً على الأخبار. كما أعتقد أنه سيحدث انخفاض 3% إلى 5% بسهولة في افتتاح الأسواق في اليوم التالي بعد الانتخابات».
تركيز على الفائز
يقول الاستراتيجيون إن السوق بدأ يركز أكثر على إمكانية اكتساح الديمقراطيين، وقد يعني هذا حزمة تحفيز أكبر، ويعتقد بعض المحللين أن الزيادات الضريبية ستتأخر حتى يقف الاقتصاد على أرضية أكثر صلابة. وقال جروهوسكي: «مع اقترابنا من الانتخابات، من المحتمل أن نشهد مزيداً من التقلبات بغض النظر عن النتيجة». وبحسب جوليان إيمانويل، فإن المستثمرين ليسوا متحوطين بشكل كافٍ من نتيجة غير مؤكدة، وأن سوق الخيارات يشير إلى بعض التقلبات، ولكن ليس حتى نهاية العام. وقال: «ما نراه بشكل عام هو مرة أخرى، نتوء في التقلبات المتوقعة في السوق بنسبة 2% أو 3% في كلا الاتجاهين ولفترة بعد الانتخابات. وبعد ذلك من المرجح أن تنخفض التوقعات».
يوم الجمعة القادم سيكون يوم التداول الأخير في أكتوبر، لذلك قد يكون هناك أيضاً بعض التقلبات الإضافية، حيث يقوم مديرو الصناديق بإعادة تعديل محافظهم بين السندات والأسهم. في الأسبوع الماضي، خرجت عوائد سندات الخزانة من نطاق أربعة أشهر. وارتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات فوق 0.80% للمرة الأولى منذ يونيو الماضي، وبينما يمكن أن يرتفع أكثر، يتوقع المحللون أن يتم احتواء حركته.
