عادي

جورج قرداحي: أزمتي مع «إم بي سي» غيمة صيف عبرت

22:20 مساء
قراءة 4 دقائق
جورج قرداحي

بيروت: هدى الأسير

يعود الإعلامي الشهير جورج قرداحي للظهور مع تجربته الجديدة/القديمة في الشاشات المصرية، عبر برامج «حافظ ولاّ فاهم» في قناة «الحياة». وهو برنامج مسابقات يعيد إلى الأذهان تجربة «من سيربح المليون» التي صنعت جزءاً كبيراً من شهرة قرداحي الذي يؤثر الابتعاد عن البرامج السياسية رغم ما يموج به لبنان من أحداث وتطورات.

ولا يستبعد قرداحي في الحوار معه العودة إلى «إم بي سي»، واصفاً أزمته معها بغيمة صيف مرت رغم استغلال بعضهم لها في التحريض ضده. وهنا نص الحوار

انتهيت من تصوير 14 حلقة من «حافظ ولاّ فاهم»، ماذا تقول عنه في ظل ظروف المحطات الصعبة؟ 

-  بدأنا التحضير للبرنامج قبل موسم «كوفيد19»، وصورنا الجزء الأول منه لمحطة «الحياة» المصرية برعاية وزارة التربية والتعليم في مصر، كنوع من التوجيه التعليمي الحديث الذي بدأت تعتمده، بدل حشو المعلومات في رأس الطلاب أسوة بالدول المتطورة في العالم. ولذلك أقيمت مسابقة تشترك فيها كل محافظات مصر وعددها 27، كل منها ممثلة بفريق من 4 من الطلاب المجتهدين في الصفوف الثانوية. وطلب مني تقديم البرنامج، لأن اسمي ارتبط بنجاح برنامج «من سيربح المليون»، فلم أتردد بقبول المهمة، لأني كنت أتطلع للاحتكاك بالشارع المصري عن قرب، وأن أطلع على مستوى التعليم فيها، وفاجأني صراحة.

ألا تشعر بأن هذه المرحلة من حياتك المهنية تتطلب نوعاً آخر من البرامج ؟

- بالعكس، هذه مرحلة جميلة من حياتي، وقد تتكرر فيها تجربة برنامج «من سيربح المليون»، إذا وُجدت المحطة التي يمكنها أن تتكبد مصاريف إنتاجه وتقديم جوائزه السخية كما كانت تفعل محطة «تلفزيون الشرق الأوسط»، وسأكون سعيداً جداً بتقديمه، كونه برنامجاً ثقافياً هادفاً، فيه شيء من التسلية والترفيه والفائدة الثقافية والفكرية.

البرامج الثقافية باتت شبه مفقودة في التلفزيون، لماذا؟

-  لا يمكن أن نظلم المحطات ولا الرأي العام، خصوصا أن البرامج الثقافية تقدم مادة جافة لا تثير تعلق واهتمام الناس بها، و«من سيربح المليون» نجح، لأنه مزج بين الثقافة والمعلومات العامة والترفيه والربح المادي الكريم بصيغة جميلة ومحببة للناس.

لماذا كان توجهك إلى مصر؟

-  وردني بعض العروض في لبنان، ولكني لم أشأ أن أحصر نفسي في إطار محلي، بعد الانتشار العربي الواسع الذي حققته، ومصر تشهد طفرة إعلامية مشجعة، ولاقيت قبولاً من الجمهور المصري ونجاحاً كبيراً بعد تقديمي برنامج «الأبواب المغلقة» قبل عامين الذي شغل بقصصه الرأي العام، فجددنا العقد لبرنامج جديد.

في مصر، هل يصبح الإعلامي نجماً؟ 

-  الإعلامي الناجح يثبت وجوده نجم أينما كان، لكنّ للنجومية طعماً آخر في «أم الدنيا» في مجال الفنون تحديداً، حيث أصبحت جزءاً من التراث المصري. ولذلك قصدها معظم نجوم الفن والغناء والثقافة والمسرح، ومن لم يحقق نجوميته في مصر، البلد الذي تقدّر المواهب، فلن يحققها في أي بلد آخر، فما بالك اليوم مع شعب يتعدى تعداده المئة مليون نسمة؟ ووضعي مختلف، لأني جئت إليها محققاً نجومية عربية، خصوصاً بعدما حقق برنامج «من سيربح المليون» نجاحاً ساحقاً في العام 2000.

هل مازال لك موقع في المحطات العربية؟ 

- الأزمة التي حكمت علاقتي بمحطة «إم بي سي» لفترة، كانت غيمة صيف وعبرت، خصوصاً بعدما تسلم الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية، فتغيرت العلاقة، وتفهموا مواقفي التي حصلت الأزمة بناء عليها، وسببت نوعاً من التحريض عليّ من لبنان.

فتحت صفحة جديدة من العلاقة، ولهذه الغاية، زرت السعودية مرتين في الفترة الأخيرة، وفي الثانية كانت الدعوة من رئيس هيئة الترفيه الشيخ تركي آل الشيخ، وكرمت مع الفنانين الكبيرين محمد عبده وفيروز، فكان ذلك صفعة كبيرة لكل من حرض ضدي، وعلاقتي بالسعودية عادت إلى مجاريها، وكذلك مع باقي الدول العربية التي تأثرت بموقف «إم بي سي»، خصوصاً بعد تفهم مواقفي التي كانت نابعة من خوفي على بلدي من حرب أهلية مدمرة.

هذا يعني أن هناك إمكانية للعودة إلى «إم بي سي»؟

- الإمكانية موجودة، وجرى الحديث بهذا الشأن. علاقتي الشخصية لم تنقطع بالمحطة، فأنا تربطني صداقة مع الشيخ وليد الإبراهيم، رئيس مجلس إدارتها، ورغم كل ما حصل حافظنا على المودة والصداقة.

هل كان ذلك حفاظاً على خط الرجعة؟

- هناك علاقات إنسانية وصداقات لا تتغير مهما كانت الظروف، وربما يكون الشيخ وليد تعرض لضغوط، ولكننا استطعنا المحافظة على صداقتنا، وفي كل زيارة لي إلى دبي ألتقيه لقاء ودياً.

 إذا عدت إلى «إم بي سي»، هل يمكن أن تتخلى عن مصر؟

- أبداً، لأنني اتخذت قراراً بعدم الارتباط بعقد حصري مع أي محطة، كما كنت في السابق مع «إم بي سي»، خصوصاً أن مثل هذا العقد له ثمن. وعقدي مع المحطات المصرية يشترط عدم ظهوري على محطة مصرية أخرى، ولكنه يتيح لي المجال للظهور عبر أخرى عربية وخليجية.

لماذا لم تقدم برنامجاً سياسياً رغم اهتمامك الواضح بها؟

- كان لدي طموح للعمل في المجال السياسي في الألفية الثالثة، لخدمة اللبنانيين من خلال الخبرة التي راكمتها في مجال عملي الإعلامي، لكن للأسف لم أحظ بتشجيع السياسيين من حولي، فعدت إلى قواعدي الإعلامية، من دون أن أفكر بعمل برنامج سياسي يوماً، لأني لا أحترم معظم السياسيين في لبنان، وأعتبر هذا العمل مضنياً، وأقول: كان الله في عون الزملاء الذين يقدمون هذه البرامج، لأنهم يتحملون كمّاً كبيراً من الكذب والنفاق والتسويق المجاني لمن سرقوا ونهبوا الناس وخربوا الوطن، ولأنهم يتعرضون في كثير من الأحيان لهجمات وحملات ظالمة من بعض التابعين لفلان أو علان إذا سألوا سؤالاً جريئاً. لذلك أفضل أن أكون حراً وبعيداً عن هذا الجو.

هل فكرت بالهجرة من لبنان؟

- أبداً، رغم شعوري بأنني موجود في بلدي، أينما حللت في الوطن العربي، سواء في مصر أو الإمارات أو السعودية، أو أي بلد آخر، ورغم الحسرة التي أشعر بها حين أجد أن لبنان تأخر عن التطور السريع الذي تشهده مصر، هذا وطني وأرضي الذي لا يمكن أن أتخلى عنه مهما حصل، لأن جدودنا دفعوا ثمنه عرقاً ودماً، هو باق، والزعماء إلى زوال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"