تعاون الأمم.. مستقبل زاهٍ

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين



ابن الديرة

قبل خمسة وسبعين عاماً، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 التي حصدت أرواح الملايين، وشردت أضعافهم، وهدّمت ودمّرت.. تداعت الدول الكبرى، وأعلنت تأسيس منظمة أممية، تحاول رأب الصدع، وإزالة أنقاض ما خلّفته تلك الحرب، آملة بأن تحاول تغيير ما كانت الأمم تعزّز قوتها واقتصادها به، وهو النزاعات والحروب، وأن يحلّ محلّه التعاون والتآزر، لخدمة مستقبل البشرية.
الأمم المتحدة تحتفل بذكرى تأسيسها، بمشاركة كثير من قادة العالم، حيث تناولوا في كلماتٍ هذه المناسبة، وكان للكلمة التي شارك بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عميق الأثر بما أكده سموّه من معانٍ إنسانية بالدرجة الأولى، هي التي يجب أن تكون لها الكلمة الفصل، في حل النزاعات.
فالقتل والتدمير والتخريب، لم تحلّ مشكلة في أي وقت من الأوقات، عبر التاريخ البشري، ولم تؤدّ إلا إلى اتّساع الهوّة بين الناس، وزيادة المعاناة بأشكالها كافة، وهذا ما نراه جليّاً في عدد من دول العالم، تعاني شعوبها الألم والفقر والمرض والجوع، لأنّ الحرب استعرت في أرجائها، ولم تحاول حل الخلافات أو الآراء المختلفة بالحوار والتفاهم والودّ.
«الحكمة أن يستقوي بعضنا ببعض وليس أن يستقوي بعضنا على بعض»، كما أكد الشيخ محمد بن راشد. وليت من يسمع هذه «الحكمة» العميقة، يعمل على تطبيقها وتنفيذها، فما أفضل أن يسود الحوار والتفاهم وتبادل الآراء والرؤى في كل العلاقات، وليس الدولية فقط، حينها لن يكون أي مكان للعنف أو الغضب الحادّ، أو النزاع.
هذه القيم السامية التي أطلقها رجل حكيم عميق الفكر، تؤكّد أن المستقبل الزاهي الغني بالأمن والأمان، لن يكون إلا بها، وهذا المستقبل الواعد للبشرية والإنسانية، قائم على القيادات الحكيمة، فتوحّدها وتعاونها، يرسم أملاً مشرقاً للأجيال القادمة.
دولة الإمارات حققت كثيراً من الأمل والحياة الكريمة بين ظهرانيها، حيث إن التنوّع الذي تشكله 200 جنسية في أرضها ميّزها في خدمة البشرية.
وأكد الشيخ محمد «نؤمن بأن لا مستقبل لأحد دون التعاون، ولا يمكن لأمة أن تعزل نفسها عن بقية الأمم».
هذا الدرس كما أكّد سموّه تعلّمه العالم هذا العام، مع تفشي جائحة «كورونا»، التي أظهرت «أن مصيرنا واحد وتعاوننا ضرورة لا بدّ منها. وحولنا الجائحة إلى فرص في الابتكار والاستدامة والتنمية البشرية».
بإطلاق مسبار «الأمل»، وتشغيل أول محطة طاقة نووية سلمية في المنطقة، وعقد اتفاقية سلام جديدة في المنطقة تستطيع أن تعطي فرصة جديدة وأملاً جديداً لشبابها، وتنظيم معرض «إكسبو» الدولي العام القادم بطريقة أجمل وأفضل وأكثر ابتكاراً. وقطع الشيخ محمد بن راشد وعداً أمام العالم كلّه في هذه المناسبة بأن «دبي ودولة الإمارات سوف تبهر العالم».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"