دولة الإمارات العربية المتحدة تعد واحدة من الدول الرائدة، والتي نجحت في تطوير العديد من التجارب الحكومية الرائدة في شتى المجالات، وتعمل على تصدير تجاربها إلى دول العالم، كونها ترى نفسها حاملة لرسالة إنسانية وعالمية تستهدف إفادة البشرية جمعاء، دونما تفرقة، وباتت هذه الجهود الإماراتية جزءاً من استراتيجيتها لتعزيز مكانتها كقوة ناعمة وفاعلة على الصعيد الدولي.
في إطار تعزيز التعاون بين الدول الشقيقة والصديقة، صدرت الدولة تجربتها الناجحة في مبادرتها العربية «مليون مبرمج عربي» إلى دولة صديقة، ترتبط بعلاقات وثيقة مع الإمارات، حيث شهدت أديس أبابا، العاصمة الإثيوبية، بالأمس إطلاق «مبادرة 5 ملايين مبرمج إثيوبي»، التي تأتي ضمن مبادرات تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وبناء ممكنات مستقبل التحوّل الرقمي، وتحديث العمل الحكومي في جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.
إطلاق المبادرة البرمجية الجديدة يمثل محطة جديدة في مسيرة التعاون تضاف إلى مبادرات متنوعة تغطيها محاور اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، وضمن التعاون الثنائي في مجالات التحديث والتطوير الحكومي بين حكومتي البلدين، التي تم إطلاقها في أغسطس/ آب من العام الماضي، وبعد أقلّ من عام على توقيع اتفاقية الشراكة، ضمن الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى إثيوبيا، ويشكل الإعلان عن المبادرة محطة مهمة في مسيرة الشراكة، ويبني على إنجازات التعاون الثنائي المثمر بينهما.
تشكل جهود دولة الإمارات في تصدير تجاربها الحكومية الرائدة جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتها الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون بين دول العالم، بهدف الإسهام في تحقيق النمو والازدهار، وتعزيز مكانتها دولة رائدة في مجالات الابتكار والتطوير الحكومي.
كما أن «مبادرة 5 ملايين مبرمج إثيوبي» تعد جزءاً من رؤية أوسع لدعم الابتكار والتعليم المستمر في المنطقة بين الشقيقة والصديقة، وتعد خطوة مهمة نحو بناء اقتصاد معرفي قوي، وتوفير التدريب اللازم للمبرمجين لتطوير مهاراتهم في مجالات البرمجة والتكنولوجيا، وتقديم تعليم عالي الجودة في مجال البرمجة على مستوى البلاد، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال، وتزويد الشباب بمهارات جديدة يمكن أن تفتح لهم أبواباً جديدة في سوق العمل، سواء من خلال العمل في الشركات في بلادهم أو الخارج، أو من خلال إطلاق مشاريعهم الخاصة.
