تحت شعار «افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً»، كان موعدنا مع الدورة 38 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في الفترة من 30 أكتوبر، إلى 9 نوفمبر 2019، التي شهدت حدثاً ثقافياً عالمياً يُضاف إلى إنجازات شارقة الثقافة الإماراتية، حيث حفل بالتوقيع الجماعي ل1502 مؤلفين من مختلف أرجاء المعمورة، وتحت قبة ذلك المعرض العريق الذكر والذاكرة، كان لنا لقاء استثنائي مع مفاجأة قصصية مميزة تُضاف إلى المشهد الثقافي الإماراتي، حيث كتاب «القصة اليتيمة في الإمارات»، الذي أشرقت شمسه من الدار الوطنية الإماراتية (العنوان للنشر والتوزيع)، وجمع فيه الأديبان الإماراتيان لولوة المنصوري ومحسن سليمان 18 قصة قصيرة ل 14 مبدعاً إماراتياً كتبوا قصصاً قصيرة في مستهل حياتهم الإبداعية، لينصرفوا عنها إلى فنون إبداعية أخرى كالشعر والفن التشكيلي والمسرح وما إلى ذلك، من فنون غير القصة التي أصبحت يتيمة بفعل ذلك الترك المحزن.
وتحت شعار «العالم يقرأ من الشارقة»، انطلقت فعاليات الدورة 39 الاستثنائية، لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، في ظل هيمنة جائحة «كوفيد 19» العالمية على مجريات الحياة الدولية، مع الحرص على اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية المنسجمة مع جهود دولة الإمارات في الحد من فيروس كورونا.
وفي منتصف الوقت من تلك الدورة الاستثنائية الثقافية الدولية، هلّت بشارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بتوجيهاته الحكيمة بإعفاء جميع دور النشر المشاركة من رسوم إيجارات الأجنحة، المترتبة نظير مشاركتها في المعرض، لما تلمّسه، سموه، من ضرورة دعم هذه الدور في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة «كورونا»، ولما لتلك الإعفاءات من دعم أساسي ورافد حقيقي لدور النشر المشاركة، وديمومة عملها وعطائها.
على ضوء تلك المكرمة الثقافية الغالية على قلوب الناشرين، والعالية القيمة المعنوية، والدافعة نحو مزيد من العطاء، وعرفاناً بالجميل الثقافي الإماراتي، واحتفاء بالكتاب، تنظم الدار الوطنية الإماراتية «معرض الكتاب المتناهي الصغر»، الكبير بفكرته وروحه المعنوية ومعانيه الرامية إلى المساهمة في تفعيل الحراك الثقافي المحلي، متضمناً جديد الدار من كتب تصطف جنباً إلى جنب مع كتب مستعملة بأسعار رمزية في متناول القارئ؛ إيماناً منها بضرورة ترجمة أفكاره ومعرفة اهتماماته ومتعته في النظر إلى الكتب المصفوفة على الرفوف، مؤكدة أن الكتب المستعملة وإن كان بعضها به شيء من العطب، إلا أنها جديرة بالاقتناء.
وهنا اقتراح يُقدِّم نفسه: لِمَ لا تقوم دور النشر المحلية بتنظيم معرض سنوي للكتب المستعملة؟، ولإصداراتها من الكتب الجديدة في اليوم العالمي للكتاب مثلاً.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
