كشف مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، عن أول منزل تم بناؤه في المنطقة بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، بهندسة معمارية تراثية؛ إذ تم بناؤه بالكامل بهذه التقنية، وجاء ذلك خلال حفل خاص أقامه المجمع أمام المنزل، حيث تم الإعلان عن الانتهاء من عمليات البناء والديكور الداخلي.
حضر الحفل حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وعدد من الأكاديميين من كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية، كشركاء في المشروع، وعدد من الشركات العالمية المتخصصة في هذه التقنيات وممثلي وسائل العلام المحلية والعالمية، وحشد من المدعوين، كما حضر حفل تدشين المنزل عدد كبير من المتابعين المتخصصين والمهتمين من كافة أنحاء العالم، حيث أتيحت المتابعة والتفاعل الافتراضي المباشر وبث الحفل عبر تقنيات المباشر وعبر منصات التواصل الاجتماعي للمجمع.
ويأتي هذا المشروع ثمرة للتعاون بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي على أرض المجمع، حيث قامت شركة (Cybe) الهولندية ـ التي تعد من أبرز الشركات التي تمتلك هذه التقنية في العالم، كموفرة لهذه التقنية ـ بإنشاء المنزل في مدة زمنية لا تتجاوز أسبوعين، بإشراف أحد المهندسين المعماريين من خريجي الجامعة الأمريكية في الشارقة، وتم تدريب مجموعة من الطلبة الباحثين من كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية على هذه التقنية ليكون تنفيذ المشروع بمثابة تدريب عملي فعال؛ إذ يعمل المجمع بشراكة مع كلية الهندسة، على تطوير هذه التقنية وتدريب الطلبة عليها، من خلال إجراء بحوث علمية تطبيقية يقوم بها الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، وعدد من الباحثين من الشركات المتخصصة وفي مقدمتها شركة الشرق الأوسط للتقنيات الهندسية (Meet) المتخصصة في تطوير المباني العصرية ذات التكلفة المنخفضة والأسرع في الإنجاز والأكثر استدامة، من خلال الاختبار والتجريب عبر المشاريع التي ستنفذ في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار لتطوير هذه التكنولوجيا وتطبيقها في المنطقة.
وبارك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بدء العمليات الإنشائية للمنزل، وذلك بزيارة تفقدية قام بها سموه للمشروع، اطلع خلالها على سير العمل فيه، وتابع جانباً من عمليات البناء، واستمع من مشرفي ومسؤولي المجمع إلى آخر التطورات والتقنيات المستخدمة في تنفيذ المشروع، والشراكات القائمة بين المجمع والشركات المطورة، والمؤسسات الأكاديمية.
حسين المحمودي: نموذج لشركات ومؤسسات تطمح لتطبيق التقنيات الحديثة
وبهذه المناسبة، قال حسين المحمودي، إن المنزل ذا الطابع الإسلامي سيقدَّم نموذجاً إلى الشركات والمؤسسات الطامحة إلى تطبيق التقنيات الحديثة في أعمالها. وأضاف: «نريد تعزيز مكانة الشارقة عاصمة للابتكار والتقنيات ثلاثية الأبعاد. وقد تم بناء المنزل بالكامل بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا النوع من البناء، بتصميم يحاكي التراث الاماراتي، في خطوة يطمح المجمع من خلالها إلى ترسيخ مكانة الشارقة وجهة مفضلة لهذا النوع من تقنيات البناء والهندسة المعمارية المستقبلية، في الوقت الذي بدأ فيه قطاع البناء والتشييد يشهد تحولاً تدريجياً على المستوى العالمي».
وأضاف: «تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود التي يبذلها مجمع الشارقة للبحوث والابتكار للتعريف بواحدة من أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهي الطباعة الثلاثية الأبعاد، من خلال خلق بيئة سباقة وداعمة للتجارب والأبحاث في مجال التقنيات المستقبلية للبناء، عبر إجراء التجارب العديدة لتطوير بعض تقنيات المباني الحديثة، ومنها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تعد من أبرز طرق البناء المستقبلية المبتكرة التي يعوّل عليها، للإسهام في صنع وحدات سكنية متكاملة من خلال نماذج رقمية المكونات، كما يتطلع من خلال استخدام هذه التقنية، مستقبلاً، إلى خفض تكاليف الجمع والنقل والبناء».
ويأتي هذا المشروع ضمن سعي المجمع إلى أن يصبح مركز تطوير إقليمياً للبناء ثلاثي الأبعاد، من خلال إيجاد بيئة مناسبة للبحث والتطوير. ويمثل هذا المشروع شراكة حقيقية بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي، فالهدف الرئيسي من المشروع هو تقديم مثال للمنطقة والعالم حول كيفية تكوين مجمع أبحاث وتكنولوجيا وابتكار ذكي لصالح المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث والاقتصاد المحلي».
كما أن استقطاب شركات عالمية رائدة في هذه التقنيات للعمل في المجمع، يدل على مدى الثقة التي يوليها المستثمرون لاقتصاد الإمارة، والفرص الكبيرة التي يوفرها من خلال التسهيلات والحوافز المقدمة للمستثمرين.
وقد زار المشروع أثناء الإعلان عن تنفيذه، عدد كبير من الجهات الرسمية وكبار المسؤولين والمهتمين بمجال البناء والتشييد ومشاريع الإسكان، حيث أبدو إعجابهم بهذه التقنيات واستعدادهم للتعاون مع المجمع لتنفيذ عدد من المشروعات المستقبلية بهذه التقنية الحديثة.
والطباعة ثلاثية الأبعاد هي إحدى تقنيات التصنيع بالإضافة، حيث يتم تصنيع القطع عن طريق تقسيم التصاميم ثلاثية الأبعاد لها، إلى طبقات صغيرة جداً، باستخدام برامج حاسوبية ومن ثم يتم تصنيعها باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، عن طريق طباعة طبقة فوق أخرى حتى يتكون الشكل النهائي، والطابعات ثلاثية الأبعاد في العادة أسرع وأوفر وأسهل استعمالاً من التكنولوجيات الأخرى للتصنيع.
وتتيح الطابعات ثلاثية الأبعاد للمطورين، القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب، كما يمكن صناعة أجزاء من مواد مختلفة بمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة ثم تركيبها مع بعضها بعضاً. والتكنولوجيات المتقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد، تنتج نماذج تشابه كثيراً منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي للمنتج.
وتقدم الطباعة ثلاثية الأبعاد أيضاً، عروضاً هائلة لتطبيقات الإنتاج. وتستخدم هذه التقنية في المجوهرات، والأحذية، والتصميم الصناعي، والعمارة، والهندسة والإنشاءات والسيارات، والطائرات، وطب الأسنان والصناعات الطبية.
