عادي

غياب الكتابة التقليدية يضر بمهارات الطلبة اللغوية

01:24 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

تحقيق: منى البدوي

تلاشت أهمية الأقلام والأوراق بالنسبة للطلبة، وغابت لدى بعضهم مهارة الكتابة اليدوية بالأقلام خاصة مع الاعتماد شبه الكلي على التكنولوجيا في «التعلم عن بعد»، التي ينعدم إلى حد ما فيها استخدام الأقلام والأوراق بسبب الاعتماد على الطباعة الإلكترونية سواء في الإجابة عن أسئلة المعلم أو حل الامتحانات أو الواجبات اليومية وهو ما يسعى المعلمون وأولياء الأمور إلى مواجهته بطرق وأساليب مختلفة إيماناً منهم بأهمية استخدام القلم ودوره الأساسي في تعلم القراءة الجيدة.

كفاح إبراهيم: نواكب التطور ولا نتجاهل الأدوات التأسيسية
تحولت وسائل التقنية الحديثة إلى عنصر أساسي في حيال الأجيال الجديدة التي باتت تستخدمها في كافة مناحي الحياة من تعليم وتواصل وترفيه وغيرها وهو ما جعلهم غير قادرين أو غير راغبين في استخدام الأدوات التقليدية خاصة في الكتابة التي اعتبرها بعض المعلمين عامل أساسي لا يمكن تجاهله في العملية التعليمية لما لها من دور في قياس مستوى تطور الطالب وأيضاً أهميتها في وضع حجر الأساس لأي لغة. ويسعى بعض المعلمين وأولياء الأمور إلى إيجاد حلول لمعاناتهم مع أبنائهم الذين باتوا يرفضون استخدام الأقلام في الكتابة إلى جانب الطباعة الإلكترونية.
مهارة الكتابة الصحيحة
أكدت كفاح إبراهيم معلمة فصل، أهمية مواكبة التطور التكنولوجي وأساليب التعليم وفي نفس الوقت عدم تجاهل أهمية بعض الأدوات التقليدية ومنها الكتابة اليدوية التي غيابها قد يتسبب بعدم تعزيز العديد من المهارات المهمة لدى الطالب والتي تسهم في قدرته مستقبلاً على استخدام الطباعة الإلكترونية بشكل صحيح وبدون أخطاء.
وأضافت أن الطباعة الإلكترونية للصفوف الأولى، لا يمكن اعتبارها بديلاً أو وسيلة أساسية وناجحة لتعلم اللغات سواء العربية أو الإنجليزية أو غيرها؛ حيث إن معرفة شكل الحرف الموجود على لوحة الطباعة الإلكترونية ليس كافياً لغرس المعلومة، خاصة أن الطالب في هذه الفئة العمرية الصغيرة ينسى الشكل بسرعة لأنه لم يتدرب على كتابته بالشكل الصحيح ولمرات عدة.
وأشارت إلى أن الإملاء، الذي يعتبر أحد فروع اللغة المهمة التي تكسب الطالب مهارة الكتابة الصحيحة وبشكل منظم وتدريبه على توظيف علامات الترقيم وتنمية ثروته اللغوية ويخزن من خلاله رموزاً اصطلاحية وتطوير قدرة الطالب العقلية، خاصة في المراحل الأولى للتعليم على التحليل البصري وهي من الفروع التي لا يمكن الاعتماد على طباعتها فقط لافتة إلى دور الأسرة خلال هذه المرحلة، إلى جانب دور المعلم في تعويد الأبناء على استخدام القلم في الكتابة لتنمية مهاراتهم الكتابية التي تسهم في تعزيز مهارتهم القرائية.
مهارة أية لغة
وقالت مروة ربيع مدرسة لغة عربية، نواجه تحدياً كبيراً في وضع القلم جنباً إلى جنب مع وسائل الطباعة الإلكترونية ومواجهة تلاشي استخدامه لدى الطلبة لأن مهارة أية لغة أساسية تتمثل في التحدث والاستماع والقراءة والكتابة، مشيرة إلى أن الدفتر يتيح للمعلم قياس مدى تقدم مهارات الطالب الكتابية وبالتالي القرائية، لافتة إلى أن الطباعة الإلكترونية لا يمكن أن تُغني عن الأوراق والأقلام في بعض جوانب العملية التعليمية، خاصة في المرحلة التأسيسية، التي تعتبر الكتابة اليدوية فيها أشبه ما تكون بالنقش في العقول.
وأشارت إلى الأساليب التي ينتهجها بعض المعلمين لحث الطالب على استخدام الأقلام والأوراق إلى جانب وسائل التقنية الحديثة في الكتابة والتي تتمثل في تنفيذ مبادرات تختص فقط بتعزيز مهارات اللغة الكتابية والقرائية بعد انتهاء أوقات الحصص الدراسية ويتم من خلالها تنمية مهاراتهم الكتابية وتنشئة جيل يمتلك مهارة الكتابة بدون أخطاء إملائية خاصة في اللغة العربية التي تتضمن حروفاً تُنطق ولا تُكتب وأيضاً مهارة القراءة الجيدة دون تلعثم.
قبل جائحة كورونا
وأكدت صبحة حسني معلمة، أن ظاهرة تذمر الطالب من الكتابة اليدوية أو التقليدية بدأت قبل جائحة كورونا وما صاحبها من التوجه نحو التعلم عن بعد، وذلك بسبب التطور التكنولوجي واعتماد الأجيال الجديدة عليها بشكل شبه كامل، إلا أن الحقبة الزمنية التي نعيشها عززت استخدام التقنيات بشكل واسع ليس فقط لدى الأجيال الجديدة وإنما غالبية فئات المجتمع وهو ما صاحبه تلاشي الاعتماد على الوسائل التقليدية ومنها الإلمام بالكتابة.
عبر غالبية الطلبة الذين تواصلت معهم «الخليج»، عن تفضيلهم للكتابة بواسطة لوحات الطباعة الإلكترونية، وعدم رغبتهم في استخدام الأقلام وإن كان في كتابة الملاحظات والتي قد لا تتجاوز السطرين أو الواجبات الصفية، وذلك بسبب الاعتياد وسهولة الاستخدام خاصة عند تصحيح الأخطاء أو تصغير وتكبير الخط، إلى جانب وضوحه وإمكانية قراءته بسهولة.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"