حكايات وحياكات 2020

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

بين البداية والنهاية، ثمة أحداث وأحاديث وحكايات وحياكات، والأزمنة منذ بدء الخليقة وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها، ممتلئة بالعديد من حادثات الأزمنة، من تلك، يأتي العام 2020 كأحدث زمن يتأهب للمغادرة بعد ثلاثة أيام من الآن، ليحلّ محله 2021 بما يحمله من مفاجآت سارة أو مكدرة للخاطر البشري المفطور على حب السرور والباحث الأبدي عن السعادة في شتى مواضعها ومواضيعها، فما إن أقبل العام 2020 بكل ما يحمله من تكليفات ربّانية، حتى تبعته جائحة كورونا «كوفيد-19» القادمة من عام مضى في حال سبيله «2019» بكل ما دُوّن في سجله من حكايات وحياكات في مختلف محطاته التاريخية وفي مختلف بقاع الجغرافيا العالمية.
«كورونا 2020»، تلك الجائحة الجامحة الجائعة لكل ما هو سليم في الجسد البشري، ولكل ما هو آمن ومطمئن في النفس البشرية التوّاقة للاستقرار والديمومة في الحياة الدنيا، فإنها، «كورونا»، قد أخذت تزحف نحو الإنسان بكل أعماره وأجناسه وجنسياته وأمكنة تواجده ومكاناته المجتمعية وألوانه وعناوينه العالمية، بَرّاً وجَوّاً وبَحْراً، وبمختلف الأساليب والسبل للوصول إليه في عُقر داره ودائرة تواجده واهتماماته، منذ فاتحة العام 2020، وحتى نهايته الوشيكة المثول، الأمر الذي أثار الاستنفار التام، لدى الدول والأمم والمؤسسات والعوائل والأفراد، لتهب الاستعدادات للتصدي لهذا المخلوق الخفي، وما يخفيه من أسلحة فتاكة بالبشر دون سواه من مخلوقات الله، ولتبدأ سلسلة الاحترازات الوقائية من شرور هذا المخلوق القادم من المجهول إلى الحاضر المعلوم، ليصبح العالم متوحداً في كيفية التصدي له ومجابهة خطره، ومتوحداً في نوعين أو شكلين من الألبسة (الكمامة والقفّاز)، على اختلاف ألوانهما وأنواعهما وأحجامهما، كما لو أنهما في مستقبل الأزمنة سيكونان ضمن التراث العالمي في مجال أزياء الأمم والشعوب.
إذن، ها هو العام 2020 يُوْشك على المغادرة، وقد امتلأت سجلاته بأسماء لأُناس قد وقع عليهم الاختيار ليكونوا في عداد الموتى الراحلين إلى الله، سواء ممن كانوا ضحايا «كوفيد-19»، أم ممن ارتحلوا بأسباب أخرى، سواء بسبب عرضٍ أو مرضٍ أو أسباب أخرى مختلفة الطبع والطابع؛ إذ (تعددت الأسباب والموت واحد)، ودولة الإمارات مثلها في ذلك مثل باقي أمم العالم ممن قد حظيت بفقدان العديد من العناصر البشرية الوطنية من مختلف الفئات المجتمعية، سواء الخاصة منها في مجالات المجتمع العام من سياسة وثقافة وأدب وصحافة واقتصاد وما إلى ذلك، أم من المجتمع المحلي على صعيد الأُسر الحاكمة أو من عامة الناس على صعيد الإمارات والمدن والقرى، أُناسٌ كانوا بيننا، من أهلٍ وخِلاّنٍ وأحِبّة، يتنفسون معنا هواء الإمارات، ويتقاسمون معنا لقمة العيش وماء الحياة، ويتداولون معنا أحاديث الدنيا وتطلعات المستقبل، لكن، هذه سُنّة الحياة (عاشر من تُعاشر فلابد من الفراق)، رحمهم الله جميعاً، وطيّب ثراهم، وأسكنهم فسيح جناته.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"