منذ يومين كنا على موعد مع الذكرى ال141 لولادة العالم العالمي الحائز، عام 1921، جائزة نوبل في الفيزياء، ألبرت آينشتاين (14 مارس 1879 2020)، حيث دورة حياتية ممتدة من 1879 إلى 1955، نجم عنها العديد من الأفكار والرؤى والنظريات والمقولات الراسخة في التاريخ والذاكرة البشرية، من بينها «لا يمكن حل مشكلة باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها».
على حس تلك المقولة، وعلى ضوء المطالبة المجتمعية المحلية بضرورة اتخاذ القرارات الاحترازية اللازمة إزاء التجمعات الكبرى في مختلف المجالات والقطاعات المستهدفة من الفئات المجتمعية المختلفة، أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في جهات الاختصاص المسؤولة، تعليماتها انطلاقاً من المصلحة العليا لمجتمع الإمارات بكافة فئاته السكانية (المواطنة، المقيمة، الزائرة)، بالتصدي الاحترازي للوباء العالمي الفيروسي الجديد (كورونا) الذي أخذ يتغلغل في الجسد البشري القاري، انطلاقاً من مدينة ووهان الصينية.
الإمارات دولة تفكير وتدبير.. على ضوء هذه القاعدة القائدة لكل ما فيه مصلحة البلاد والعباد، وعلى ضوء التطورات العالمية المتعلقة بالفيروس الوبائي الغامض والخطر، جاءت التعليمات الإماراتية بهدف أخذ التدابير الوقائية لحماية المجتمع على النحو التالي:
تقديم موعد الإجازة الطلابية المدرسية والجامعية، ومن ثم استكمال الدراسة بالتعليم عن بُعد، والاختصار المفيد في خطبة الجمعة، ومنع التجمهر بعد كل صلاة، وإقامة المسابقات الرياضية دون جماهير، ثم إيقافها حتى إشعار آخر.
حظر إقامة جميع حفلات الأعراس في صالات الأفراح وفي المنشآت السياحية والفندقية، ومن ثم في المنازل، وإغلاق جميع الأماكن السياحية من متاحف وحدائق وصالات الألعاب الترفيهية والإلكترونية، وصالات كمال الأجسام وأندية اللياقة البدنية، ومختلف الصالونات النسائية والرجالية.
الاستغناء التدريجي عن تقديم خدمات المؤسسات الحكومية في مراكز سعادة المتعاملين، ومن ثم الحث على استخدام الخدمات الذكية، وتفعيل نظام العمل عن بُعد لبعض فئات الموظفين ولبعض الوظائف، حفاظاً على صحة وسلامة المتعاملين والموظفين، إضافة إلى تعليق الفعاليات الثقافية الجماهيرية والمناسبات الوطنية السنوية، وتعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى بعض البلدان العربية والعالمية، مع إيقاف إصدار التأشيرات باستثناء حملة الجوازات الدبلوماسية، مع التأكيد للمواطنين الموجودين في الخارج ضرورة مراجعة مكاتب الطيران، والتأكد من حجوزاتهم.
كما تم إيقاف خدمات السفن السياحية القادمة من موانئ محلية وأجنبية، إضافة إلى العديد من الإجراءات الاحترازية التي تتطلب من الجمهور الإماراتي المواطن والمقيم والزائر، الاستجابة والانصياع لها، دون اعتراض أو مماطلة أو نقاش، تنفيذاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية باعتبار «فيروس كورونا» وباء لابد من التصدي له بكل السبل والوسائل الاحترازية المشروعة، وتأكيداً لما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «كلنا شركاء في مواجهة هذا التحدي».
عبدالله محمد السبب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
