أولمرت وهاجس التطبيع

00:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية للمصادقة على البيان المشترك الذي توصلت إليه مع السلطة الفلسطينية في اجتماع أنابولس، أعرب أولمرت عن اعتقاده بأن الحاجة إلى التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل ليست حاجة مستقبلية وبعيدة، وإنما يجب أن تتحقق الآن، وشاركت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك، أولمرت موقفه المتحمس للاجتماع والمتحفظ في الوقت نفسه على نهائية الجدول الزمني. وفي هذا الإطار نفى اولمرت أن تكون نهاية 2008 موعداً نهائياً للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وقال قطعاً ليس هناك التزام بجدول زمني نهائي لهذه المفاوضات، وأكد أن أهم عنصر في البيان المشترك الذي عرضه الرئيس الأمريكي جورج بوش على المشاركين في أنابولس هو اشتراط التوصل إلى أي تسوية مستقبلية من خلال تنفيذ خارطة الطريق بجميع مراحلها، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أولمرت قوله: إن هذا الشرط يضمن الأمن ل إسرائيل، وأشار إلى أن أحد المواضيع الرئيسية الذي تناولها البحث في أنابولس كان ضرورة تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.وبعدما انفض أنابولس على واقع الخيبة التي كان هاجسها يلازم الكثير من المشاركين فيه من دون الإعلان عن ذلك بالطبع، راح المعقبون والمعلقون بمافيهم الإسرائيليون يُذكرون بأن ما خرج به الاجتماع كان متوقعاً حيت لم يتجاوز مستوى اجتماع العلاقات العامة ومحاولات جعل السلام دينامية إعلامية وإعلانية لا أكثر ولا أقل، من واقع أن لا أحد في إسرائيل يأخذ على محمل الجد إمكان التوصل إلى تسوية خلال المدى الزمني المحدد، أي خلال عام، وهو ما يعني حُكماً أن مصير اللقاء الدولي لن يكون مغايراً لمصير اللقاءات والاجتماعات السابقة، بينما يعتقد الوسط العربي الشعبي أن المشاركين في المؤتمر تبنوا شعار: في الحركة بركة وهو أكثر ما يمكن تحقيقه نظرياً في ظل انعدام توازن القوة بين العرب والكيان عملياً، لكن الإسرائيليين يرون أن ثمة سبباً جيداً يجعلهم راضين عن خطاب بوش الذي استهل به الاجتماع، لأنه لم يتضمّن أي إشارة أو عنصر من شأنه وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي في صراع مع شركائه في الائتلاف الحكومي، وحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية أن أولمرت كان الرابح الأول من المؤتمر، لأنه ضمن على الأقل بقاءه في السلطة لمدة عام، هي مدة الجدول الزمني.ولئن حاول أولمرت قبل انعقاد الاجتماع الإيحاء بقدرته على تحقيق سلام مع الفلسطينيين، وهذا الإيحاء تبلغ به الجانب الفلسطيني الى درجة جعلته يدلي بتصريحات مطمئنة وتفاؤلية، حتى إن نبيل أبو ردينة مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال: إن الرئيس الفلسطيني حصل على تأكيدات من رايس بأن قضايا الحل النهائي ستبحث في المفاوضات التي ستلي اجتماع أنابولس، مضيفاً أن رايس أبلغت عباس أن اولمرت وافق على تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق، بيد أن تصريحات أولمرت الأخيرة جاءت مغايرة ونافية في آن تفسيرات الإيحاء السالف الذي كانت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس قد نقلته للفلسطينيين.إن أكثر ما يُقال عن دوافع انعقاد أنابولس والذي لم يتمخض عنه شيء يُذكر، هو أن أحد دوافعه يتمثل في تعويم أولمرت من خلال دمغه بإنجاز هدف الاختراق التاريخي الذي كان أحد أوجهه يتمثل في التطبيع مع العرب، بدليل أن أولمرت كان يحاجج المعارضة الإسرائيلية الداخلية لاجتماع أنابولس بمسألة التطبيع مع العرب من خلاله، وكانت ذريعة أولمرت بهذا الجانب تعتمد على دعم أمريكي في تحقيق هذا الغرض، بدليل أن الرئيس الأمريكي عند افتتاحه للمؤتمر طالب الدول العربية الى العمل باتجاه تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. [email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"