عادي

الدراما المصرية تكسر القوالب بتقليص الحلقات

23:41 مساء
قراءة 3 دقائق
1

القاهرة: محمد فتحي

تحاول الدراما المصرية كسر القوالب التقليدية وحالة الجمود التي أصابت العديد من الأعمال خلال السنوات الماضية، بعدما أصبحت لا تقدم جديداً، مع رتابة الأداء والمحتوى، لكن في الفترة الأخيرة لجأ العديد من صناع الدراما إلى محاولات لكسر القوالب الدرامية في العديد من المسلسلات، حيث ظهرت أنواع جديدة في الدراما يراها البعض تخالف السائد، إلى جانب اللجوء إلى أعمال درامية قصيرة، خاصة في ظل تشجيع «المنصات الإلكترونية» لهذا الاتجاه.
في اتجاه كسر القوالب الدرامية المصرية، تعود مسلسلات ال15 حلقة فقط، وهذا ما سنشاهده في رمضان القادم، حيث سيقدم يوسف الشريف مسلسل «كوفيد  25»، ونفس الأمر سيفعله هاني سلامة، وغادة عادل في مسلسل «بين السما والأرض» المأخوذ عن رواية الأديب نجيب محفوظ، وهو التوجه الذي تتجه إليه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. ومن المتوقع أن نشاهد أعمالاً أخرى من صنف 15 حلقة فقط، بعد أن نجحت التجربة في المنصات الرقمية، فهناك أيضاً مسلسل «شقة 6» من بطولة شريف سلامة، وروبي، مكوّن من 15 حلقة فقط، وسيعرض في رمضان القادم.
تيمة أساسية
من الأعمال التي رأى البعض فيها محاولة قوية لكسر روتين الدراما المصرية، مسلسل «نمرة اتنين» الذي تم عرضه على منصة «شاهد»، حيث يتكون من ثماني حلقات منفصلة، لكل منها قصة وفريق عمل، ولكن يجمعها اتصال قائم على التيمة الأساسية التي تدور حول الحب الثاني في حياة البشر، وكل حلقة لها مخرج مختلف، ومنهم طارق العريان ويسري نصر الله، وهاني خليفة، وتامر محسن. 
أما أبطال العمل فهم آسر ياسين، وأروى جودة، وعمرو يوسف، وصبا مبارك، وشيرين رضا، وماجد الكدواني، وغيرهم. 
وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، جعل البعض يتحمس لتقديم مثل هذه النوعية من الأعمال القصيرة أو المسلسل الذي يقدم أكثر من حكاية في حلقة أو حلقتين.
ويقول الكاتب بشير الديك: «تشهد صناعة الدراما محاولات للتغيير وكسر القوالب، تدريجياً، من خلال بعض التجارب خلال السنوات الأخيرة، فيجب أن نبتعد عن الاستسهال، خصوصاً أن هناك تغيراً نوعياً في ذوق الجمهور، الذي أصبح بحاجة إلى كسر كثير من القوالب الثابتة والكليشيهات المتداولة فنياً، ونحن قادرون على ذلك، خصوصاً أن هناك نماذج واعدة من الكتاب والمخرجين القادرين على صنع هذا التغيير، ولكن المهم هو البعد عن التنميط، وتناول الشخصيات بصورة غير نمطية، وأرى أن تغيير أشكال المسلسلات سيستمر، وسيعود بالنفع على الدراما بالتأكيد».
أما الناقد طارق الشناوي فيقول: «بالتأكيد هناك أعمال كسرت قوالب الدراما مؤخراً، حيث إن مسلسل «النهاية» خرج عن المألوف، ومسلسل مثل «ما وراء الطبيعة» أعتبره حالة مختلفة وناجحة، ودليلاً على أن الدراما المصرية في الطريق السليم. فرواية «ما وراء الطبيعة» تحمل كل أسباب الجذب لتقديمها درامياً، وهو ما نجح فيه فريق العمل، وبالفعل هو محاولة جيدة لكسر قوالب الدراما. 
أما عن سبب الاتجاه إلى تقديم مسلسل من 15 حلقة فقط في رمضان، فيعود إلى القائمين على الأعمال الرمضانية لتخفيف التكلفة الإنتاجية للمسلسلات، إلى جانب نجاح تلك التجربة على المنصات الإلكترونية خلال الفترة الماضية. ويقول المخرج تامر محسن: «أحب فكرة كسر القوالب التقليدية للأعمال، لذلك تحمست جداً للمشاركة في مسلسل «نمرة اثنين»، وأعجبت بفكرته على الفور. فكل حلقة أشبه بفيلم متوسط الطول مدته 45 دقيقة، والجمهور بحاجة إلى مثل هذه التجارب؛ لأن أشكال الدراما التلفزيونية تتغير خلال الوقت الحالي في جميع أنحاء العالم، وخصوصاً مع ظهور المنصات الرقمية.
مواكبة التطور
يرى المؤلف محمد سليمان عبد المالك، أن الدراما تطورت في العالم بشكل كبير، وهذا يجعلنا نسعى لمواكبة هذا التطور. ويضيف: «هذا ما تجلى في مسلسل «ممالك النار» الذي كتبته، وكان يمثل تحدياً ليس سهلاً، ومحاولة لنقل الدراما التاريخية العربية للمكانة التي تستحقها، ونحن بحاجة إلى إنتاج هذا النوع من الدراما، حتى نكون مواكبين للتغيير الذي يحدث في العالم من حولنا في الدراما بشكل عام. فيجب أن نسعى دائماً إلى كسر القوالب، ونتطور في كل ما نقدمه، ونطور المحتوى ونقدم مستوى عالياً من الجودة والحرفية، ويجب ألا نسعى للربح فقط، ولكن نسعى لتقديم محتوى جيد وندرك أهمية المحتوى الذي نقدمه، وكل ذلك في صالح الدراما المصرية والعربية».
أما الممثلة أروى جودة التي شاركت في مسلسل «نمرة اتنين»، فتقول: «أحب جداً كسر القوالب والخروج عن المألوف سواء في السينما أو التلفزيون، وهذا مطلوب حتى نقدم دراما مختلفة، وعندما عُرض عليّ مسلسل «نمرة اتنين» وافقت ورحبت به؛ لأنني وجدت أن «فورمات» المسلسل جديدة على الساحة الفنية العربية، حيث إن كل حلقة تحمل بصمات فريق عمل مستقل تماماً عن الحلقة الأخرى».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"