الأسهم الأمريكية تخطف مكاسب أسبوعية قوية عند قمم جديدة

متابعة: زهير العربي

أنهت الأسواق العالمية أسبوع التذبذب بمكاسب قوية لم تكن متوقعة في ظل تزاحم المستثمرين الأفراد على السلع وسلع «البيع على المكشوف» لكن تدخل الجهات الرقابية حد من خسائر صناديق التحوط وأعاد الأسواق لمسيرة الصعود لأربع جلسات متتالية، رغم ضغوط التذبذب جراء «جيم ستوب»، حيث تعرضت الأسهم المرتبطة بطفرة «ريديت» إلى تراجع حاد على مدار الأسبوع فيما سجل معدن الفضة مكاسب حادة، بينما خسر الذهب، وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي مخطط ميزانية لحزمة الإغاثة من جائحة «كوفيد-19» التي اقترحها الرئيس «جو بايدن» بقيمة 1.9 تريليون دولار.
في بورصة نيويورك، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في ختام تداولات آخر جلسات الأسبوع، لتحقق أكبر مكاسب أسبوعية منذ نوفمبر/تشرين الثاني، مع صعود «إس آند بي» و«ناسداك» لمستويات قياسية.

49 ألف وظيفة

وأضاف الاقتصاد الأمريكي 49 ألف وظيفة خلال الشهر الأول من 2021، لكن بأقل من توقعات المحللين بإضافة 85 ألف وظيفة، مما دفع الرئيس جو بايدن لحث الكونجرس على تمرير حزمة التحفيز. في حين تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 6.3%، فيما ارتفعت أجور العاملين الأمريكيين خلال الشهر الماضي.
وحققت الأسهم الأمريكية مكاسب أسبوعية قوية، بدعم نتائج أعمال الشركات حيث إنه من ضمن 184 شركة في «ستاندرد آند بوزر» أعلنوا أداءهم المالي، تفوق 84.2% على توقعات المحللين. وعند الختام، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 0.3% إلى 31148 نقطة، ليسجل مكاسب أسبوعية بنسبة 3.9%، كما صعد «إس آند بي» بنسبة 0.4% إلى 3886 نقطة، ليحقق ارتفاعاً أسبوعياً بنحو 4.7%، وارتفع «ناسداك» بنحو 0.6% إلى 13856 نقطة، ليسجل مكاسب أسبوعية بنسبة 6%.
وفي أسواق السندات، ارتفعت عوائد السندات الأمريكية خلال تداولات آخر جلسات الأسبوع، لأعلى مستوى في 11 شهراً، بعد بيانات الوظائف.
وارتفع عائد السندات الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى مستوى 1.158% وهو الأعلى منذ مارس/آذار الماضي، كما زاد العائد على الديون الحكومية لمدة 30 عاماً إلى مستوى 1.96%، وهو الأعلى منذ فبراير/ شباط، في حين تراجع عائد السندات الأمريكية لأجل عامين إلى 0.10%.

الأسهم الأوروبية

تباين أداء مؤشرات الأسهم الأوروبية في ختام تعاملات آخر جلسات الأسبوع، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية بنحو 3.5%. وارتفعت أسهم قطاع البنوك بنحو 1%، لتكون الأفضل أداءً في البورصات الأوروبية، بينما تراجع قطاع الاتصالات بنسبة 0.8%.
ويأتي أداء البورصات الأوروبية مع استمرار إعلان نتائج أعمال الشركات حيث سجلت «بي إن بي باربيا» صافي دخل قدره 1.6 مليار يورو في الربع الرابع متجاوزة توقعات المحللين، فيما يراقب المستثمرون تطورات اللقاح حيث أعلنت شركة «جونسون آند جونسون» أنها طلبت تصريحاً للاستخدام الطارئ للقاح كورونا في الولايات المتحدة، وستتقدم بطلب إلى السلطات الأوروبية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
وعند نهاية التداولات، استقر مؤشر «ستوكس 600» عند مستوى 409.5 نقطة، لكنه سجل مكاسب أسبوعية بنحو 3.5%، في حين تراجع «فوتسي» البريطاني بنسبة 0.2% إلى مستوى 6489.3 نقطة، لكنه حقق ارتفاعاً أسبوعياً بنحو 1.3%، واستقر المؤشر الألماني «داكس» عند مستوى 14056.7 نقطة، في حين سجل مكاسب أسبوعية بنحو 4.6%.

النفط

وفي أسواق السلع، ارتفعت أسعار النفط بنحو 1% عند تسوية تعاملات نهاية الأسبوع، لتسجل مكاسب أسبوعية بحوالي 9%، مع التفاؤل بشأن تعافي الطلب، وواصلت أسعار الخام ارتفاعها لأعلى مستوى في عام، بدعم آمال الانتعاش الاقتصادي وقيود الإمدادات من قبل منظمة أوبك وحلفائها.
وتفاءل المستثمرون بشأن التعافي الاقتصادي حيث يمضي الكونجرس الأمريكي قدماً في خطة الإغاثة من الوباء والمقترحة من قبل الرئيس جو بايدن. وحققت أسعار النفط مكاسب أسبوعية بنحو 9%، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي منذ أكتوبر/تشرين الأول.

الذهب

ارتفعت أسعار الذهب عالمياً بحوالي 22 دولاراً عند تسوية تعاملات جلسة نهاية الأسبوع، بعد بيانات التوظيف، لكنها سجلت أكبر خسائر أسبوعية في شهر.
وصعد المعدن الأصفر مع تراجع قوي للدولار الأمريكي من أعلى مستوى في شهرين، وعاود الذهب الارتفاع أعلى مستوى 1800 دولار بعدما فقد حوالي 44 دولاراً من قيمته في جلسة الخميس فقط، لكنه سجل خسارة أسبوعية بنحو 2%.
وعند التسوية، ارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم إبريل/نيسان بنحو 1.2% أو 21.80 دولار ليصل إلى 1813 دولاراً للأوقية، وصعد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنحو 1% إلى مستوى 1811.4 دولار للأوقية.

ارتفاع ائتمان  المستهلكين  الأمريكيين

ارتفع ائتمان المستهلكين في الولايات المتحدة خلال ديسمبر/كانون الأول بأقل من التوقعات، مع صعود الائتمان غير المتجدد. وأظهرت بيانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أول أمس الجمعة، نمو ائتمان المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 2.8% أو 9.7 مليار دولار على أساس سنوي في ديسمبر/كانون الأول، مقارنة مع زيادة بنحو 4% أو 13.9 مليار دولار في نوفمبر/تشرين الثاني السابق له. وكانت توقعات المحللين تُشير إلى ارتفاع ائتمان المستهلكين الأمريكيين بنحو 12.1 مليار دولار خلال نفس الفترة.
وتراجع الائتمان المتجدد والذي يشمل بطاقات الائتمان بنسبة 3.6% خلال الشهر الأخير من 2020، مقابل هبوط بلغ 0.8% في الشهر السابق له.
فيما ارتفع الائتمان غير المتجدد «قروض الطلاب والسيارات» بنحو 4.8% خلال ديسمبر/كانون الأول، مقابل صعود 5.5% في أكتوبر/تشرين الأول.