تخصصات استشرافية

04:08 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

الجامعات تشرع أبوابها لاستقبال طلبة الثانوية العامة، بعدما شهدت، وتشهد حالياً، تخريج أفواج من طلبتها، بعد أن أتموا دراستهم الجامعية.
مسألة اختيار التخصص الجامعي لم تعد من الأمور الثانوية في مسيرة الطالب التعليمية، بل أمر بالغ الأهمية، لاسيما مع التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع العمل، ليس محلياً، وحسب، بل عالمياً، أيضاً، بسبب ظهور الذكاء الاصطناعي والبرمجة وتخصصات الفضاء، وما له علاقة بالمستقبل وما بعد المستقبل.
ركون بعض الجامعات إلى تخصصات تقليدية، يجب أن تعيد النظر فيه مجالس أمنائها، ولا تبقى مسألة التخصصات تناقش ضمن جدول روتيني محدد في اجتماع معين، بل يجب أن تبقى على جدول الأعمال بشكل سنوي أو كل سنتين، على أبعد تقدير، ليس لأجل مواكبة سوق العمل كما كنا نتفق عليها في الماضي، بل لمواكبة توجهات المستقبل، وتوقعاته.
التصنيف العالمي لبعض الجامعات الإماراتية، حسب تصنيف مؤسسة «كيو إس»، أظهر تقدم الكثير من الجامعات الإماراتية إلى مستويات متطورة، ومنها دخول جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، كأول جامعة إماراتية تصنف ضمن أفضل 300 مؤسسة أكاديمية في العالم، ووصولها إلى الموقع 268 عالمياً.
وفي الوقت نفسه حافظت 7 جامعات إماراتية، على وجودها، ضمن قائمة أفضل 800 جامعة في العالم للعام الثاني على التوالي، فجاءت جامعة الإمارات في المركز 329 عالمياً، والجامعة الأمريكية في الشارقة بالمركز 371، والجامعة الأمريكية في دبي بين ال 601 وحتى 650، وجامعة الشارقة من 651 إلى 700، وجامعة زايد 651 إلى 700، وجامعة أبوظبي من 701 إلى 750، وحلت جامعة عجمان وسط جامعات المركز من 751 وحتى 800.
هذا التصنيف مدعاة للفخر، ويجب أن يبنى عليه، لأن تكون جامعات الإمارات مهد التخصصات المستقبلية، إذ إنها تحظى بقيادات ناجحة تواكب المستقبل وتتطلع إليه، ولديها لقدرة المالية، ولديها كذلك، حب التنافس والتطور ومواكبة العالم بالاطلاع على آخر مستجداته سواء في قطاع العمال أو التعليم.
الآن؛ المرتجى من جامعات الإمارات، سواء التي حصلت على مراكز متقدمة، أو تلك الساعية إليها، أن تدخل في مساقاتها الدراسية، وبرامجها، تلك التخصصات التي تستشرف المستقبل، كالذكاء الاصطناعي، والتقنيات التي تظهر جديداً ومبتكراً كل يوم، لأنها ومثلما ثمة مهن ووظائف ستختفي، أو تتغيّر ماهيتها، فإنه من المؤكد أن مهناً ووظائف كثيرة عمادها التقنية المتطورة والذكاء الاصطناعي، ستملأ الأسواق واحتياجات الناس، والتحضير لها بالتخصصات المناسبة والعلم الشامل، ضرورة حتمية لمواكبة تحديات المستقبل واستشراف معطياته.
الجامعات المتطورة والحاصلة على تصنيفات عالمية، ينبغي لها ألا تركن إلى هذا، بل أن تتطلع إلى الارتقاء ليس لتتبوّأ المراكز الأولى في التصنيفات فقط، بل لتصنع المستقبل بتخصصات ابتكارية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"