عادي

جايلز دولي يروي تجربته في «إكسبوجر»: خسارة ساقي ويدي منحتني طاقة إيجابية

17:03 مساء
قراءة دقيقتين
1
1
1
1


«بعد 64 يوماً قضيتها في المشفى، ولحظة خروجي إلى الحياة على كرسي متحرك، انتابتني لحظات قاسية، وراودتني أسئلة أشد قسوة، فقد اكتشفت أنني خسرت ساقي ويدي، وشعرت بأن كل ما قدمته في حياتي قد نزع مني، لكنني في الصباح التالي قررت أن أحول كل هذا إلى طاقة إيجابية».
بهذه العبارات لخّص مصور البرامج الوثائقية البريطاني جايلز دولي ما اختبره من تجربة قاسية خلال تغطيته للحروب والنزاعات، خلال جلسة ملهمة عقدت بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر».
وقال جايلز خلال سرده لتجربته ضمن جلسة «قوة القصة»: منذ اللحظة التي قررت فيها مواصلة مسيرتي على نحو أفضل ومساعدة الآخرين، قررت في عام 2014 الذهاب لزيارة لاجئي الحرب السوريين في لبنان، وزرت خيمة متهالكة في أحد مقرات اللجوء والتقيت خلود وكانت شبه مشلولة بعد أن أصيبت برصاصة قناص في رقبتها، والتقيت كذلك زوجها جمال، وحين سألت خلود ماذا تتمنين أجابت: أتمنى أن أصبح أماً، وكانت تلك الإجابة بالنسبة لي جرعة تفاؤل زادتني إصراراً على الاستمرار في سرد قصص اللجوء والتشرد، فالتقيت الطفلة آية التي رغم إصابتها بالشلل كانت تدير شؤون أسرتها، وأكثر من ذلك تدير المخيم بأسره، على نحو يبعث الأمل والفرح في نفوس قاطنيه.
وقال جايلز: في لبنان حظيت بأكبر فرصة تاريخية لمصور في مناطق النزاعات، بعد أن تخلت عني معظم الوكالات الإخبارية في العالم. وتابع: قلت لنفسي ليس أمامك إلا أن تتبع شغفك، فواصلت مهمتي في سرد القصص في العراق وفي البلقان وفي مناطق كثيرة في أوروبا.
وتوقف جايلز عند لحظات ملهمة في مسيرته وقال: عدت إلى لبنان في عام 2016 وذهبت لأطمئن على الطفلة آية، وخلود في المخيم، وهناك التقيت برجل ستيني، فأردت أن التقط له صورة، وفاجأني أنه لا ينظر إلى الكاميرا، وحين سأله أين تنظر فأجاب: أنظر إلى وطني سوريا.
وتحدث عن لاجئة سودانية ألهمته، وهي سيدة تعيش في أحد مخيمات اسمها ديبرا، إذ أشار إلى أنه خلال جولة تصوير بادرته تلك السيدة بالقول: يا جايلز لا تقلق، لا تنزعج على أشياء فقدتها.
وأكد جايلز أن مثل هذه القصص رسخت في ذاكرته كأمثلة حية على الصمود رغم المأساة، واصفاً تلك الأحداث الحقيقية بأنها تجسد صورة من صور التحدي المستمر، وأن إعاقات أصحابها رغم شدة الألم، إنما دفعتهم للتكيف مع أوضاعهم، وهي تشكل في مجموعها قصصاً مؤثرة تبث الأمل والعزيمة والإصرار على الحياة.
وقال: التصوير هو حياتنا والمهنة التي كرسنا عمرنا لأجلها، ونحن حين نوثق قصص المآسي والحروب، إنما نحتفي في حقيقة الأمر بالحب والحياة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"