(القطاع الاتحادي، القطاع المحلي، القطاع الخاص).. ثلاثي أضلاع المثلث الوظيفي الإماراتي، المؤدي بأي حال من الأحوال إلى جني العديد من المكتسبات الحياتية: الرضا الشخصي، الاستقرار الأسري، الأمن المجتمعي، والتنمية الوطنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. فإذا ما اتجه العنصر البشري المواطن إلى أيٍّ من الأضلاع الوظيفية الثلاثة، فذلك يعني أنه يمضي في مسار مستقبل الإمارات، وإنّه موجود في عُقر دار التنمية الإماراتية وفي لُبِّ نهضتها، ولا يُعكر صفو إرادته وصفو ثقته بإمكاناته وقدراته الذهنية والعلمية والثقافية إلا ما يعترض طموحه ويعرقل مسيرته نحو التدرج الوظيفي والاستحقاقات الوظيفية بفعل التنمية الذاتية والخبرة التراكمية..
لذا، هنا وقفة مع «الرسالة الثالثة» المعنية ب«ملف التوطين» من بين ست رسائل وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مع بداية موسم العمل الإماراتي الجديد للعام الجاري 2019.. حيث أشرقت شمس القرارات المنتظرة إزاء الملف المعني بتوطين الوظائف الإماراتية، من خلال ما أسفر عنه اجتماع مجلس الوزراء برئاسة سموه في صبيحة يوم الأحد الذي اعتمد حزمة من 10 قرارات على نحو استراتيجي دعماً ل«ملف التوطين».. حيث غرَّدَ صاحب السمو نائب رئيس الدولة على «تويتر»: (الإخوة والأخوات... ترأست قبل قليل جلسة لمجلس الوزراء خصصناها لملف التوطين الذي يمثل أولويتنا الرئيسيّة في موسمنا الجديد.. أصدرنا 10 قرارات لدعم ملف التوطين الذي سيبقى ملفاً حيّاً.. وسنتابعه اتحاديّاً.. وننسق فيه محليّاً.. وندعمه مالياً وقانونياً وتشريعياً).. مشيراً سموه: (أصدرنا 10 قرارات لدعم التوطين.. والملف سيبقى حياً.. ولو احتجنا ل100 قرار جديد لدعم الملف لن نتردد)..
على ضوء تلك القرارات الوزارية العُليا، وعلى ضوء التغريدة الثاقبة التي أفصحت عن تلك القرارات، وعلى ضوء تلك الإشارة المتممة لها، المنبثقة جميعاً بثقة وثقافة عالية من قِبَلِ صاحب السمو نائب رئيس الدولة «رعاه الله».. فإننا نستحضر القرار الاستراتيجي رقم (6) الذي يُولي الموظف الإداري والإشرافي المواطن اهتماماً خاصاً بما يتضمنه من احترام لذاته الإنسانية وقدراته المهنية:{اقتصار التوطين في الوظائف الإدارية والإشرافية في القطاع الحكومي على المواطنين}.
وحيث إن القطاعات الوظيفية الثلاثة (الاتحادي، المحلي، الخاص) تمثل في تواشجها ووجودها على أرض الواقع الوظيفي الإماراتي، حجر الزاوية في المنظومة الوطنية الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. فإن الأسئلة تطرح نفسها تباعاً: ماذا يعني أن يبقى الموظف في درجته الوظيفية دون أدنى ترقية رغم تجاوزه الفترة الزمنية المقررة للبقاء في الدرجة بثلاث أضعاف وأكثر.. «لا سيما الوظائف الإشرافية».. رغم ما يتمتع به الموظف من خبرات تراكمية بفعل الممارسة الوظيفية الطويلة العمر، وبفعل ممارسته الوظيفية في العديد من الوظائف التشغيلية للمؤسسة وتقلده المناصب الإدارية الإشرافية المتتابعة في معظم نواحي الحياة الوظيفية، وبفعل الصقل والدعم المعرفي جراء الالتحاق بالعديد من الدورات التأهيلية لذلك؟!
عبدالله محمد السبب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
