المرشد محيي الدين كوتي

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

هنالك، حيث يوليو 1977، وحيث مدرسة المهلب بدبي، بدأت حكاية ذلك المثقف الهندي المسلم (أناشيري محيي الدين كوتي)، ففي تلك المدرسة التي عمل فيها صباحاً ومساءً، بدأت صُحبته مع الكتاب المدرسي الذي كان له شأن كبير في تغذية عقول أبناء الإمارات والعرب المقيمين، بالفكر والعلم والثقافة، وبعد سنوات عدة من العمل في تلك المدرسة وفي أماكن متفرقة من الحياة الإماراتية، استقر به المقام في 1-9-1984 في «اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات» في الشارقة، ليكون على موعد جديد، مع كتب ثقافية إبداعية أدبية أخرى، هم أشبه ما يكونون بأولاده الذين يوليهم جُلّ رعايته واهتمامه، ومعرفته لهم ولمؤلفيهم الذين يكنون له كل حب واحترام.
(محيي الدين كوتي)، لم يكن مجرد مستخدم باشر حياته المهنية بالمهام الوظيفية المُوكلة إليه، كصانع للقهوة والشاي وكنّاس للمكان ومراسل، بل جاء وجوده في الاتحاد متزامناً مع مثول مؤسسيه ومتزاملاً معهم زمنياً، كما لو أنه مؤسس للمكان أو مؤثث له بلمسات فكرية وإبداعية في إدارته الذكية والأمينة لدفة كتب ومطبوعات الاتحاد المختلفة، أثمرت عن إنشاء أرشيف ثقافي لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره الرئيسي في الشارقة، بما يتضمنه من صفحات وملاحق ثقافية للصحف الإماراتية، منذ تأسيس اتحاد الكتاب وحتى يومنا الحاضر، بما يزخر به من مئات الأخبار والقضايا الثقافية والعناوين الإبداعية، بما يجعل منه مرجعاً للباحثين في الشأن الإبداعي الأدبي والثقافي العام.
(محيي الدين كوتي)، أشبه ما يكون بمرشد ثقافي لكافة رُوّاد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، سواء في مقر الاتحاد ذاته حين يلجؤون إليه لطلب كتاب ما أو مطبوعة ما، أم حين يكون حاضراً بقوة الفكرة وبفطرة الحب التي يتمتع بها حين مشاركات اتحاد الكتاب في معارض الكتب الدولية المحلية، لدرايته بكل شاردة وواردة تخص إصدارات الاتحاد الماثلة في معارض الكتب أو في مقر الاتحاد.
(محيي الدين كوتي)، قال في إحدى المقابلات الصحفية الإماراتية في 2011: (أعرف شيئاً من اللغة العربية، وذلك بسبب تعليمي الديني في الهند عندما كنت طالباً، فقد استطعت أن أتجاوز اختبار اللغة العربية بدرجة 90٪، وهذا ما يمكنني من قراءة القرآن والكتب والصحف اليومية. قرأت وأعجبت بكتاب كثيرين من المواطنين، صحيح أنني لم أتعمق في تلك القراءات، لكني أعرف كُتّاب القصة وكِتاباتهم، كُتّاب الدراسات، المجموعات الشعرية).
(محيي الدين كوتي) الذي غادرنا يوم أمس عائداً إلى بلاده، مصطحباً معه محبته للإمارات، واحترامه لجميع أعضاء مجالس إدارات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذين تعاقبوا على إدارة دفته، منذ انطلاقته الأولى وحتى يومنا هذا، يستحق كتاباً يرصد مسيرته الثقافية مع اتحاد الكتاب، باللغات «العربية والهندية والإنجليزية»، ليكون مرجعاً للأجيال الإماراتية، وأجيال الجاليات المقيمة في الإمارات، ولجموع مثقفي المشهد الثقافي العام.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"